[التواطؤ على الرؤيا]
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[03 - 10 - 07, 08:48 ص]ـ
[التواطؤ على الرؤيا]
قَدْ يتواطأَ قومٌ على رؤيا رأوها جميعاً، و يتفقونَ فيها إمَّا على تمامها و إما على أغلبها، سواءً علموا بذلك أم لم يعلموا، و لقد اعتبرَ أهل التعبيرِ ذلك مُستندين في ذلك لقصةِ تواطؤ رؤيا الصحابةِ ليلةَ القدرِ في السابع و العشرين، و فيها يقول لهم النبيُّ صلى الله عليه و سلم: " أرى رؤياكم قد تواطأت على في السبع الأواخر فمن كان منكم متحريها فيلتحرها في السبع الأواخر " ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn1)) .
فالنبيُّ صلى الله عليه و سلمَ اعتبر تواطؤ رؤيا المؤمنين فهم لا يكذبون في روايتهم ولا في رؤياهم إذا تواطأت ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn2)) ، فتوافُقُ الجماعةِ على رؤيا واحدةٍ دالٌّ على كونها صِدقاً و صحيحةً، كما اعتُبِرَ ذلك في الروايةِ و تواتُرِها ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn3)) .
و اشتُرِطَ في اعتبارِها ألا تُخالفَ القواعدَ الشرعية. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn4))
و هل يَلْزَمُ مِن اتفاقِهم في الرؤيا صدقها؟
حيثُ قُوْرِنَتْ الرؤيا المُتواطأ عليها بالروايةِ المتواطيءِ عليها يُصارُ إلى ما قِيْلَ في بحثِ أهل المُصطلَحِ في لُزومِ صِدْقَ الروايةِ حيثُ اتفاقُ المتواطئين عليها، و أهل الفنِّ _ أي: فنَّ المُصطلح _ ذكروا في شرطِ الاتفاقِ في المتواترِ فَرْقاً بين شيئين هُما باعثانِ للاتفاق ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn5)) :
أولهما: التواطؤُ، و هو أن يتَّفِقَ قومٌ على اختراعِ شيءٍ مُعَيَّنٍ بَعْدَ المُشاورَةِ و التقرير، بأن لا يقولَ أحدٌ خلافَ الآخر، و هذا لا يكونُ صِدقاً في الرؤيا أنها متواطئةٌ دونَ قصدٍ، و هذا اتفاقٌ على الكذبِ، و هو ملمحٌ لطيفٌ.
ثانيهما: التوافُقُ، و هو حصولُ ذلك مِن غيرِ مُشاورَةٍ بينهم و لا اتفاق، و هذا مما اتفقَ عليه أهل المصطلح، و هو الذي يُرادُ بِهِ في هذا المطلَبِ، فلْيُتَنَبَّه فإنه مُهمٌ.
فبانَ من هذا أنَّ الرؤيا إذا كانت قد رآها جماعةٌ فهيَ مُحتملَةٌ أن تكون اتفاقاً على اختراعها و اختلاقها، و إما أن تكونَ توافقاً كلٌّ رآها دون معرفةِ الآخر، فالأولُ مرفوضٌ و هو كذبٌ، و الثاني هو مبحثُ أهل التعبيرِ فيه.
و لا يُسْتَدَلُّ بحديثِ تواطؤِ رؤيا الصحابة في إثباتِ كلِّ ما تُوُوْطِيءَ عليه، و خاصةَ في الأحكام الشرعية، فالعِبْرَةُ بِصِدْقِهم، و كونِ رؤياهم موافقةً للقواعد الشرعية،و لا يكون بها الاحتجاج إلا استئناساً. ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn6))
____
(1) البخاري (2015).
(2) انظر: " الروح " (ص: 139) وَ (ص: 9).
(3) انظر: " الفتح (12/ 397)، " مناج السنة " (3/ 500).
(4) انظر: " الفتح " (4/ 302).
(5) انظر: " ظفر الأماني" (ص: 36).
(6) انظر: " الروح " (ص: 9).
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[03 - 10 - 07, 03:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا و نفع بك، اللهم أعنه على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك، اللهم سدد خطاه و يسر أموره و اغفر له و لوالديه و لجميع المسلمين اللهم ادخله جنتك آمين.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[03 - 10 - 07, 06:27 م]ـ
أخي العزيز ذي المعالي:
يشترط أيضا في توافق الرؤى أن يكون الرؤاه من أهل التقوى وأهل المنهج الحق المتبعين لأولئك الذي قال لهم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أرى رؤياكم قد تواطئت ....... الحديث)
وهذا يشترط في التواطىء فحسب أما كرؤيا من فرد فيمكن أن يرى الكافر رؤيا صادقة كما هي رؤيا الفتيان ورؤيا الملك في سورة يوسف والله أعلم.
ـ[عبد الوهاب الكاتب]ــــــــ[07 - 10 - 07, 08:08 ص]ـ
بارك الله فيكم