تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لا يجوز إخراج الجنين إذا كان لو أخرج لمات حتى وإن خيف على الأم الشلل أو الموت]

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 10 - 07, 03:13 م]ـ

في " اللقاء الشهري " (ج 71) للشيخ العثيمين رحمه الله:

حكم إخراج الجنين من بطن الأم

[السؤال:]

فضيلة الشيخ: امرأة أصيبت بحادث في ظهرها وهي حامل في الشهر الخامس فقرر الأطباء إجراء عملية لظهرها واشترطوا إخراج الجنين فأبت الأم، فقالوا: إن عليها خطراً من الشلل أو الموت إن استمر الجنين ولم تعمل العملية، فما العمل الآن مأجورين؟

الجواب:

لا يجوز إخراج الجنين إذا كان لو أخرج لمات حتى وإن خيف على الأم الشلل أو الموت، أسمعتم الحكم؟ إذاً بعد نفخ الروح في الجنين لا يجوز إخراجه بأي حال من الأحوال مهما كان؛ لأنك إذا أخرجته قتلت نفساً عمداً وهذا الجنين مؤمن، وقد قال الله تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً [النساء:93].

ولأننا إذا أخرجناه هل نتيقن أن الأم تسلم؟ لا، ربما تكون العملية سبباً لموتها، وحينئذٍ نكون ارتكبنا محظوراً متيقناً لدفع ضرر محتمل. وأيضاً إذا أبقينا الجنين وماتت الأم أو شلت، فهل نحن الذين تسببنا لموتها أو شللها؟

الجواب: لا، هذا من الله عز وجل، والله تعالى يقدر ما شاء، وأيضاً لن نتيقن أنه إذا بقي يموت. كثيراً ما يقرر الأطباء أن المرأة لو بقي الحمل في بطنها لماتت ثم لا تموت، وأنا على يدي وتحت سمعي وبصري: قرر الأطباء على امرأة حامل أن جنينها مشوه وأنه لا بد من إخراجه، تقرير طبي! فظهر الجنين أجمل إخوانه، مما يدل على أنهم قد يخطئون.

فعلى كل حال: لو فرضنا (100%) أنه إذا بقي في بطنها هلكت وهلك الجنين لقلنا: إن هلاكها ليس بأيدينا بل من عند الله عز وجل، والله فرق بين الذي بيد الإنسان وبين الذي من عنده كما قال عز وجل: قُلْ هَلْ َتَربَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمْ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا [التوبة:52] فنحن إذا أبقينا الجنين وماتت الأم فليس بفعلنا بل بفعل الله عز وجل:

لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ [الرعد:38] وهذه مما قدم فيها العقلانيون عقولهم على الكتاب والسنة وقالوا: إذا بقي في بطن أمه وماتت الأم مات هو، فنقول: وليكن ذلك، إذا ماتت الأم يموت هذا الجنين مثلاً فمن الله عز وجل على أنه يمكن الآن، حسب ترقي الطب أنه إذا تقرر موت الجنين عند الولادة أمكنهم بسرعة أن يخلصوا الأم من الموت، وهذا شيء مؤكد، فالمهم أنت يا أخي امش على الكتاب والسنة ولا يهمك أحد، والدنيا ليست للبقاء، الذي ما مات اليوم سيموت غداً.

انتهى

ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[03 - 10 - 07, 04:03 م]ـ

غالب ترجيحات الأطباء في هذا الباب مبنية على أمرين:

الأول: تقديرات معملية تصل لدرجة اليقين، والأصل أن فتوى العالم تبع لمثل هذه المعلومات.

الثاني: تقريرات إحصائية تعتبر في حكم العاديات التي لها حكم اليقينيات، والأصل أن مثل

هذه الترجيحات لها الغلبة عند التعارض.

والتوجيه الذي قاله الشيخ في خاتمة كلامه وهو قوله:

وقالوا: إذا بقي في بطن أمه وماتت الأم مات هو، فنقول: وليكن ذلك، إذا ماتت الأم يموت هذا الجنين مثلاً فمن الله عز وجل على أنه يمكن الآن، حسب ترقي الطب أنه إذا تقرر موت الجنين عند الولادة أمكنهم بسرعة أن يخلصوا الأم من الموت، وهذا شيء مؤكد، فالمهم أنت يا أخي امش على الكتاب والسنة ولا يهمك أحد، والدنيا ليست للبقاء، الذي ما مات اليوم سيموت غداً. اهـ

يتعارض مع الأخذ بأسباب النجاة، والموازنة بين مراتب الضروريات، والترجيح بين إبقاء حياة من هو

أولى بالإحياء، وهذا له نظائر في الفقه معروفة ...

وأرى أن الفتوى فيها نظر كبير ..

والله أعلم.

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[03 - 10 - 07, 09:06 م]ـ

بسم الله. . .

رحم الله علامة القصيم الشيخ العثيمين، وجزى الله الشيخ رضا صمدي على تعقيبه المفيد .. والواقع أن ما اشترطه الأطباء هنا غريب جدًا وغير مألوف ولا يتفق وبروتوكولات المهنة حتى عند غير المسلمين، مع أني أفهم جيدًا ما الذي دعاهم لهذا الشرط بالذات.

والأصل هو تأجيل أي عملية جراحية لحين انتهاء فترة الحمل، أما إن كانت العملية عاجلة ولاتتحمل التأجيل كل هذه المدة فيتم أجراؤها مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة وإقرار أهل المريضة بعلمهم باحتمالات فقد الجنين أو تشوهه.

أما إخراج الجنين، فلا أعلم أحدًا ذكره مع أن الأمور من تخصصي .. وربما أكون مخطئًا، فلا أتسرع بالتجني على أصحاب هذا القرار.

والله أعلم.

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 02:15 م]ـ

{وأنا على يدي وتحت سمعي وبصري: قرر الأطباء على امرأة حامل أن جنينها مشوه وأنه لا بد من إخراجه، تقرير طبي! فظهر الجنين أجمل إخوانه}

اللهم ارحم الشيخ واغفر له. فقد كان يضفي على جدية وصعوبة المسائل الفقهية شيئا من المرح والسرور بروحه المرحة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير