تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الأمة والخرافات]

ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[06 - 10 - 07, 10:32 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

رغم مايعيشه المسلمن من عصر انتشار العلم والفقه وذيوع صيت العلماء المناوئين للشعوذة والخرافات

الا ان ذلك لم يغير من الواقع. ويرى الباحثون في علم الاجتماع، أن ظاهرةالخرافات و الدجل والشعوذة تفشت في المجتمعات الإسلامية بشكل مخيف.

وتشير بعض الإحصائيات إلى أن ما ينفق في هذا المجال يتجاوز 10 ملايير من الدولارات سنويا في العالم العربي فقط، هذا فضلا عن الاستنزاف غير المباشر من تغييب للعقل وإغراق في الخرافة والأساطير، مما ينعكس سلباً على صورتناللغرب.

إن المستقرئ للتاريخ البشري والمتأمل للتراث الإنساني يجد أن ثمة حقيقة مرة ومؤلمة، يؤكدها الباحثون أنفسهم، وهي كون خطر تعاطي الشعوذة يعرض العقل البشري إلى عمليات اغتيال خطيرة عبر حقب طويلة، يتولى كبر أسلحتها خناجر الوهم والخرافة، وألغام الدجل والشعوذة، بتسديد طعنة في خاصرة الإنسان العقلية وقواه الفكرية والمعنوية، ومن ثمة فإن التحرر الحقيقي من أغلال الوهم والخرافة والدجل والشعوذة، هو السياج المحكم والدرع الواقي والحصن الحصين لعقل الإنسان من الخيالات، وحفظ فكره من الخرافات

من أنبل معارك العقيدة الاسلامية تحرير العقول الإنسانية من الخرافات والشعوذة لأن الحياة لا تعمر والحضارات لا تشاد بالمشعوذين، إذ لا يرعون للإنسان كرامة، ولا للعقول حصانة وصيانة

فعلماؤناي تعتبرون أعمال الشعوذة خصلة شيطانية، وخلة إبليسيه، ولوثة كفرية

وهي فئة تعاظم خطرها في الوقت الحاضر، وتطاير شرها، واستفحل شررها، نظرا لتصديق الناس لأكاذيبها وإتباعهم لخرافاتها

فكم من بيوت هدِمت، وعلاقات زوجية انهارت

والإسلام حرر القلوب من رق العبودية، وأبعد الناس عن الخرافة والشقاء، كما حثهم على مقاومة موجات القلق والأرق والاكتئاب النفسي والاضطرابات ومن غزو الشعوذة والخرافات. و الشعوذة طعنة نافذة في صميم العقيدة، إذ توقع الاضطراب في المجتمع، وتسبب الفوضى في الأمة. ويحذر الفقهاء من التخلف المشين لدى فئات كثيرة في الأمة، والتغافل والتزييف للحقائق، مع غلبة الجهل

ويقولون إن مظاهر السحر والشعوذة من أوضح النماذج على التزييف الذي أصاب الأمة في أعز ما تملك من الثوابت والمسلمات، وأغلى ما لديها من المبادئ والمقومات، وهو تمسكها بعقيدتها الصافية من الملوثات الشركية والصور الخرافية

ويعبرون في فتاويهم عن تخوفهم من تفشي ظاهرة التعاطي والتصديق بالسحر والشعوذة، ويمتد الأمر ليقذف كل يوم بجديد في عالم الخرافة والدجل، ونسج الأكاذيب والمشعوذات، وبث الشائعات والخزعبلات

ويؤكدون أهمية حماية جانب الأمن العقدي في الأمة، حتى لا تنخر خلايا هذا الإجرام سلبا في المجتمع

لأن أعمال الشعوذة إذا ما حلت في قلوب أظلمتها، وفي مجتمعات دمرتها ويرى الاسلام في تصديق أدعياء علم الغيب وإتيان السحرة والعرافين والكهنة والمنجمين والمشعوذين الذين يزعمون الإخبار عن المغيبات أو أن لهم قوى خارقة يستطيعون من خلالها جلب شيء من السعد أو النحس أو الضر أو النفع، ضلال عظيم وإثم مبين. ويشير الدين إلى أن تعاطي السحر وإتيان السحرة فيه جمع بين عدم الإيمان والإضرار بالناس والإفساد في الأرض، ففي كثير من المجتمعات من محترفي هذا العفن ممن يعملون ليل نهار لإفساد عقائد الأمة، مُقابل مبلغ زهيد يتقاضونه من ضعاف النفوس وعديمي الضمائر الذين أكل الحسد قلوبهم، فيتفرجون على إخوانهم المسلمين، ويتشفون برؤيتهم وهم يُعانون آثار السحر الوخيمة، فلا براحةٍ يهنؤون، ولا باستقرار يسعدون، حتى حقق هؤلاء المشعوذون رواجا كثيرا، وانتشارا كبيرا

هناك بعض الناس، لممارسة السحر والشعوذة، يلجأون إلى ذريعة العلاج الشعبي والتداوي أو التأليف والمحبة بين الزوجين، وهو ما يُسمى بالمحبة ويرون ان تاثيرها في رمضان اشد واحكم وقدكذبوا فيما يزعمون.

وأحيانا أخرى يتخذون من السحر والشعوذة بابا للانتقام بين الخصمين

وما يثير الغرابة هو أن فساد المشعوذين لحق بكثير من المتعلمين والمتعبدين، فنجحوا في إفشاء العداوة وزرع الحقد بين فئات من المجتمع وتسببوا فيتضليل مجموعة من الناس، إذ لشدة ما يعانونه من مشاكل، يصابون بالهوس، وينطبق عليهم قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أتى عرافًا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يومًا.

وقول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، الذي عد السحر من السبع الموبقات أي المهلكات،» من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد.

ولذلك يجب تكثيف الحصانة العقدية الإيمانية ضد الأعمال الشيطانية والقضاء على فئة المشعوذين والسحرة الضالة لما تمثله من خطر على الأمة وإخلال بأمن المجتمع وإفساد لعقائد الناس واستهانة بعقولهم وابتزاز لأموالهم.

فالقول بأن من ولدَ فيليلة القدر و برج كذا فهو السعيد في حياته، وسيحصل على ما يريد من مال أو جاه أو حظوظ، ومن ولدَ في برج كذا فهو التعيس المنحوس، وسيحصل له كذا وكذا من الشرور والبلايا، في سرد للفضائح وإعلان بالقبائح، إدعاء لا يقره شرع ولا عقل ولا منطق.

ويجزم محللون اجتماعيون أن الجهل أهم أسباب تعاطي الشعوذة وتصديق المشعوذين، إذ يلجأ بعض الناس إلى المشعوذين والسحرة ظنا منهم أنه جزء من الدين، أو أن الدين لا يتعارض مع السحر والشعوذة. مع أن الدجل محرم لكونه افتراء بالكذب

والإسلاميوجب على الانسان ان يعتمد على الشرعفيما يعمله ويقوم به،.فنحن في العشر الاواخر من رمضان وفيه ليلة القدر يظن البعض أن موافقتها حسية تشاهد وترى والحق والصحيح أنها مجهولة الحس الاما جاء عن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في بيان بعض علاماتها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير