رابعاً: فإذا أتمّ التكبير أخذ في القراءة بفاتحة الكتاب، ثمّ يقرأ بعدها: {ق والقرآن المجيد} في إحدى الركعتين وفي الأخرى {اقتربت الساعةُ وانشقّ القمر}، وكان ربما قرأ فيهما {سبح اسم ربك الأعلى} و {هل أتاك حديث الغاشية}.
خامساً: وباقي هيئاتها كغيرها من الصلوات المعتادة، لا تختلف عنها شيئاً.
سادساً: من فاتته صلاة العيد جماعة يصلي ركعتين.
الخطبة بعد الصلاة
والسنّةُ في خُطبة العيد أن تكون بعد الصلاة، وبوّب البخاري في «صحيحه»: (باب الخطبة بعد العيد).
عن ابن عباس قال: «شهدتُ العيد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم-، فكلهم كانوا يصلُّون قبل الخُطبة».
وعن ابن عمر: «أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وأبا بكرٍ، وعمر كانوا يصلُّون العيدين قبل الخُطبة».
والجلوس لاستماع الخطبة على التخيير، لقوله-صلى الله عليه وسلم-: «إنا نخطب، فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس ومن أحب أن يذهب فليذهب» [ابن ماجه، وأبو داود]
التهنئةُ بالعيد
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن التهنئة فأجاب: أمّا التهنئة يوم العيد بقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد: تقبل الله منا ومنكم، و: أحال الله عليك، ونحو ذلك، فهذا قد رُوي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخَّص فيه الأئمّة. اهـ
وذكر ابن قُدامة في «المغني» أنّ محمد بن زياد قال: «كنتُ مع أبي أمامة الباهليّ وغيره من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: تقبَّل الله منّا ومنك». قال أحمد: إسناد حديث أبي أمامة جيّد.
وأمّا قول عامّة الناس بعضهم لبعض: «كل عام وأنتم بخير» وما أشبهه!! فهو مردود غير مقبول؛ بل هو من باب قوله -سبحانه-: {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير [.
الأضحية
هي شاةٌ تذبح بعد صلاة الأضحى تقرباً إلى الله -تعالى-، إذ يقول -سبحانه وتعالى-: {قل إنَّ صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين لا شريك له}.
ونذكّر بقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا دخل العشر، فإذا أراد أحدكم أن يُضحي فلا يمسّ من شعره ولا من بشره شيئاً».
وأفضل الأضحية ما كانت كبشاً أقرن فحلاً أبيض يخالطه سواد أو حول عينيه وفي قوائمه، إذ هذا هو الوصف الذي استحبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وضحَّى به.
منكرات العيد
إنَّ السرور الذي يحصل في الأعياد، وقد جعل كثيراً من الناس ينسون أو يتناسون أمور دينهم، فتراهم يرتكبون المعاصي، ويفعلون المنكرات، وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعاً!!
فهذه بعض المنكرات التي قد يقع فيها بعض المقصرين -هداهم الله-، ومنها:
أولاً: التزيُّن بحلق اللحية، وحلق اللحية محرّم في دين الله -سبحانه-، دلَّ على ذلك الأحاديث الصحيحة، التي فيها الأمر بإعفائها.
ثانياً: مصافحة النساء الأجنبيَّات -غير المحرمات-، وهذا مما تعمُّ به البلوى، ولم ينجُ منه إلا من رحم الله، وهو محرّم لقوله -عليه الصلاة والسلام-: «لأن يُطعن في رأس رجلٍ بمخيط من حديد خير من أن يمسّ امرأة لا تحل له».
ثالثاً: التشبُّه بالكفّار والغربيين في الملابس واستماع المعازف وغيرهما من المنكرات لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من تشبه بقومٍ فهو منهم».
رابعاً: الدخول على النساء، لقوله -عليه السلام-: «إياكم والدخول على النساء»، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله! أفرأيت الحمو؟ قال: «الحمو الموت».
خامساً: تبرج النساء، وخروجهن إلى الأسواق وغيرها، وهذا محرّم في شريعة الله، يقول الله -تعالى-: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى، وأقمن الصلاة وآتين الزكاة}.
سادساً: تخصيص زيارة القبور يوم العيد، وتوزيع الحلويات والمأكولات فيها، والجلوس على القبور، والاختلاط والسفور الماجن، والنياحة على الأموات، وغير ذلك من المنكرات الظاهرة.
سابعاً: الإسراف والتبذير فيما لا طائل تحته، ولا مصلحة فيه، ولا فائدة منه، يقول الله -تعالى-: {ولا تسرفوا إنه لا يحبّ المسرفين}، ويقول -جلّ شأنه-: {إنّ المبذرين كانوا إخوان الشياطين}.
ثامناً: ترك كثير من الناس الصلاة في المسجد من غير عُذر شرعي، واقتصار البعض على صلاة العيد دون سائر الصلوات!
تاسعاً: عدم التعاطف مع الفقراء والمساكين، فيُظهر أبناء الأغنياء السرور والفرح، ويأكلون المأكولات الشهيّة أمام الفقراء وأبنائهم، دون شعور بالعطف أو التعاون أو المسؤولية، مع أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يُحب لنفسه».
هذا؛ وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
* مختصر من كتاب «أحكام العيدين في السنة المطهرة» لفضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي.
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 12:47 م]ـ
وفقك الله
ـ[محمد عثمان]ــــــــ[09 - 10 - 07, 09:53 م]ـ
جزيت خيرا
¥