الإذْنُ بسماع الدُّف من الجُوَيْريَات
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: دخل عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعندي جاريتان تُغنيان بغناء بُعاث، فاضطجع على الفراش وحوَّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي -صلى الله عليه وسلم-؟! فأقبل عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «دعهما»، فلمّا غفل غمزتُهما فخرجتا. وفي رواية أخرى قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا بكر إنّ لكلِّ قومٍ عيداً، وهذا عيدنا» [رواه البخاري].
فأمَّا الغناء بذكر الفواحش والابتهار بالحُرَمِ والمعاهرة بالمنكر من القول فهو المحظور من الغناء، وحاشاه أن يجري شيءٌ من ذلك بحضرته -عليه الصلاة والسلام-، فيغفل النكير له.
التَّجَمُّلِ في العيدِ
{ذلك ومن يُعظم شعائر الله فإنَّها من تقوى القلوب}. وروى ابن أبي الدنيا والبيهقي بإسناد صحيح إلى ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين.
الخروج إلى المصلَّى
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة. . .».
قال العلامة ابن الحاجّ المالكي: «والسنَّة الماضية في صلاة العيدين أن تكون في المصلى؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاة في مسجدي هنا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام»، ثمَّ هو مع هذه الفضيلة العظيمة خرج -صلى الله عليه وسلم- وتركه»، وها هنا تنبيه لا بد منه وهو: أن الهدف من الصلاة في المصلى اجتماع عظيم المسلمين في مكانٍ واحد، بينما الذي نراه اليوم في كثيرٍ من البلاد تعدد (المُصلَّيات) ولو من غير حاجة، وهذا أمر قد نبَّه العلماء على كراهته، بل أصبحت بعض (المصلَّيات) منابر حزبيّة لتفريق كلمة المسلمين، ولا حول ولا قوة إلا الله.
الذهاب والإياب إلى المصلى
عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يوم عيدٍ خالف الطريق، وهنا تنبيهان:
1 - قال الإمام البغوي في «شرح السنّة»: «ويستحب أن يغدوا الناس إلى المصلى بعد ما صلوا الصبح، لأخذ مجالسهم ويكبرون، ويكون خروج الإمام في الوقت الذي يُوافي الصلاة».
2 - روى الترمذي وابن ماجه عن علي -رضي الله عنه- قال: «من السنّة أن تخرج إلى العيد ماشياً».
التكبير في العيدين
يقول الله -تعالى-: {ولتكملوا العدّة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون} وقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- «كان يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتي المصلّى وحتى يقضي الصلاة، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير» [«صحيح سنن الترمذي»].
قال المحدث الألباني: «وفي الحديث دليل على مشروعية ما جرى عليه عمل المسلمين من التكبير جهراً في الطريق إلى المصلّى، وإن كان كثير منهم بدأوا يتساهلون بهذه السنّة حتى كادت تصبح في خبر كان. . . ومما يحسن التذكير به بهذه المناسبة: أن الجهر بالتكبير هنا لا يُشرع فيه الاجتماع عليه بصوت واحد كما يفعله البعض، وكذلك كلُّ ذكرٍ يُشرع فيه رفع الصوت أو لا يشرع، فلا يُشرع فيه الاجتماع المذكور، فلنكن على حذر من ذلك، ولنضع نُصْبَ أعيُننا دائماً أنَّ خير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-». وكان ابن مسعود يقول: «الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد» [رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح]، كان ابن عباس يقول: «الله أكبر الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر وأجلّ، الله أكبر على ما هدانا» [رواه البيهقي بإسناد صحيح]، ولقد خالف كثير من العامة هذا الذكر الوارد عن السلف بأذكار وزيادات ومخترعات لا أصل لها مما جعل الحافظ ابن حجر -رحمه الله- يقول: في «فتح الباري»: «وقد أُحدث في هذا الزمان زيادة في ذلك لا أصل لها».
متى يأكل في العيدين
عن أنس -رضي الله عنه- قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات».
وعن بُريدة -رضي الله عنه- قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يخرج يومَ الفطر: حتى يَطْعَم، ويوم النحر: لا يأكل حتى يرجع فيأكل من نسيكته».
الغسل قبل العيدين
¥