تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وثيقة عزيزة في حكم المولد لأحد فقهاء الما ]

ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[11 - 10 - 07, 08:23 ص]ـ

هذه الوثيقة للشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ مبارك، وهو العالم الفقيه قاضي مدينة المحرق آل الشيخ مبارك التميمي المالكي الإحسائي ثم البحريني، أخذ العلم عن الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ مبارك استفاد منه الكثير، انصرف الشيخ إلى القضايا السياسية التي تهم المسلمين، لما شاهده من عدم استقرار الأموار وضعف بعض الولاة العثمانيين، فمال إلى الإمام سعود بن فيصل بن تركي آل سعود، لأنه يراه أكفأ من أخيه عبد الله، ثم بعد سعود مال إلى عبد الرحمن وعاونه وناصره وجعل منزله منزلا لعبد الرحمن وجنده، وقد تولى القضاء في البحرين، ولاه حاكم البحرين آنذاك الشيخ عيسى بن علي، وقد توفي الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف سنة (1310 هـ الموافق 1892م) علماء وأدباء البحرين في القرن الرابع عشر لبشار الحادي ص 243

الوثيقة:

سئل الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ مبارك:

ما قولكم علماء المسلمين وفقهم الله لطاعته، وأعانهم على مرضاته في جماعة من المسلمين يجتمعون ويذكرون الله بلسان واحد، ويحضر معهم الأولاد والنساء ويصفقون ويرقصون ويضربون الأرض بالأقدام، ويتواجدون وربما أنشدوا الأشهار، فهل فعلهم هذا يجوز أم لا؟

وهل هذا فعله المصطفى أو أحد من أصحابه أم لا؟ وهل يطلب من ولاة الأمر نهيهم وزجرهم عن ذلك أم لا؟ أفتونا تؤجرون إن شاء الله تعالى، وقد أخذ الله عليكم المواثيق في العلم أن تبيونه ولا تكتموه، وصلى الله على أشرب المرسلين نبينا محمد وعلىآله وصحبه وسلم تسليما.

قال الشيخ:

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعد، نبينا محمد وعلى آله وصحبه،،، أما بعد فالجواب والله الموفق للصواب، ومنه نستمد وعليه نعتمد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم: ما ذكر في السؤال من اجتماع جماعة ... الخ يذكرون الله بلسان واحد، فالذكر أصله مطلوب، ومن أفضل العبادات، وقد نص عليه تعالى وحث عليه في كتابه العزيز في مواضع عديدة، وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، وليس خفيا على ذل لب. حث عليه العلماء الأعلام في كتبهم، فمن أجلها كتاب النووي رحمه الله تعالى بين فيه الذكر وهيئته ووقته، وعزاه إلأى النبي صلى الله عليه وسلم، فمن أراد حقيقة الذكر الوارد فليراجعه، وكذلك في كتب الفقه كالرسالة لابن أبي زيد، والعزية للشاذلي، والسنوسي في عقيدته، والدردير في أقرب المسالك، فقد بينوا هيئته وصفته ووقته، ولا ينكر ذلك إلا ضال مبتدع، وهو من أفضل العبادات. ومن المعلوم أن العبادات ما عدا الفرائض إخفاؤها أفضل من أظهارها، لما يتطرق الإظهار من الرياء وشوائبه، فهذا نفس الإظهار فقط مع الخشوع وحضور القلب، وأما ما يقع في زماننا هذا من عقر الصوت، وربما إلى النباح، فأخشى أن يدخل في ضمن قوله تعالى (اتخذوا دينهم لعبا ولهوا)

وأما حضور الأولاد والنساء، فإن حضور النساء مخالطة فهو حرام، وبالخصوص ما يقع اليوم للنساء من تجاذب الألحان فيه بالتطريب، وفي المولد يخشى على من يجيزه لهن الخروج من الدين لتحليله ما حرم الله عليهن، ويجب على من ولاة الأمر إزالته، وإن كان بغير مخالطة، فينظر حالهن إن كن شوابا ولا سيما المتبرجات بزينة فحرام ولا يحل، ومنعهن واجب، وفي حالة التهمة كبعد العشاء الأخير من باب أولى، ويجب على ولاة أمرهن منعهن وردعهن عن ذلك، لأنهن منعن عن حضور الجمع والجماعات، وشهود الجنائز سوى المترجلات القواعد، ولا سيما مع خشية الفتنة، وفي هذه الأزمان الفاسدة يتعين زيادة. وكذلك يقال في شأن الصبيان المردان، وما ذكر من التصفيق وضرب الأرض بالأقدام، والرقص والتصفيق فليس من الدين ولا عمله سيد المرسلين وأصحابه، وكذا الأئمة الأربعة وأتباعهم، ولم ينص عليه أحد من صمنفي المذهب، حيث إنهم بينوا في كتبهم ما يستقذر ذكره، وعقدوا له أبوابا كقضاء الحاجة، وما في حكمه، فلو كانت الهيئة المذكورة مرادة ومن تمام الدين، لعقدوا لها بابا، وبينوا هذه الهيئة أعني ما ذكر من الاجتماع المذكور وما بعده في هذا السؤال بهذه الهيئة المخصوصة، وإلا فيلزم منه ضلالتهم وهداية من خصه، أو ضلالته وهدايتهم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير