ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[13 - 10 - 07, 01:31 ص]ـ
رؤية الهلال أو إكمال العدة فحسب
الشيخ / عبدالله بن علي الجوير*
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الصادق الأمين وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان. أما بعد:-
فإن العمل برؤية الهلال في إثبات دخول الشهر وخروجه اجتماع، وإتباع ويسر، وما عداه افتراق، وخلاف وعسر.
وهذه وقفات حول وجوب العمل بالرؤية وترك ما سواها.
الوقفة الأولى:
جرت السنة على قبول شهادة العدول في رؤية دون العمل بالحساب أو الاستئناس به أو خلطه بالرؤية.
الوقفة الثانية:
ثبوت الأحاديث الواردة في رؤية الهلال لدخول الشهر أو إكمال العدة ثلاثين وتواترها وصحة إسنادها مما لا يدع مجالاً لغيرها.
قال صلى الله عليه وسلم " لا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه ... " وقال صلى الله عليه وسلم " صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته " أخرجه البخاري ومسلم.
الوقفة الثالثة:
صام الرسول صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات وصام خلفاؤه ثلاثين رمضاناً عملاً بالرؤية دون أي ذكر للحساب الفلكي فيكون العمل بالحساب الفلكي في دخول الشهر وخروجه حينئذ من محدثات الأمور.
قال صلى الله عليه وسلم " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" رواه مسلم.
الوقفة الرابعة:
العمل بالحساب الفلكي فيه تلبيس للحق بغيره حتى يصير الحساب مقدماً على الرؤية حاكماً عليها فلا تقبل إلا إذا شهد لها الحاسب بدعوى أن الشهادة لا بد أن تكون منفكة عما يكذبها عقلاً وحساً ويرون أن العقل والحس هو ما يقرره الفلكيون.
الوقفة الخامسة:
العمل بالحساب الفلكي فيه تزهيد للناس في ترائي الهلال والتبليغ برؤيته وقطع الناس عن هذه السنة بحجة ولادة الهلال أو عدم ولادته وهذا قد وقع فعلاً في كثير من البلدان التي تعتمد على الحساب الفلكي وتهمل الرؤية.
الوقفة السادسة:
في العمل بالحساب الفلكي تشكيك للعامة وربما بعض المتعلمين وبلبلة أفكارهم هل دخول الشهر الذي أعلن عنه بموجب الرؤية صحيح أو خطأ ووهم ويدع مجالاً للقيل والقال في أمور العبادات وتندرج إثارة هذا الموضوع ضمن ما يفعله بعض الناس من الطعن في مسلمات الأمة وما عرف من دينها بالضرورة.
الوقفة السابعة:
العمل بالحساب الفلكي وأقوال الحسابين يتضمن الطعن في القضاة والشهود العدول حينما ينشر الفلكيون قولاً ويقول الشهود شيئاً آخر فيظن بعض الناس بالشهود شراً وان لهم دافعاً مادياً أو غرض شهرة أو لديهم غفلة كما صرح بشيء من هذا بعض الذين ينادون بالحسابات الفلكية.
الوقفة الثامنة:
أسند ولاة الأمر موضوع ثبوت الشهر وخروجه وما يترتب عليه من الوقوف بعرفة ونحوه إلى أعلى هيئة شرعية قضائية في البلاد وحينما يأتي من ينادي بأقوال مخالفة ألا يكون هذا من منازعة الأمر أهله.
الوقفة التاسعة:
رد شهادة العدول على رؤية الهلال لقول الحسابات الفلكية أنه يرى أو لا يرى: داخل فيمن كذب بالحق لما جاءه ومازال العلماء يعدون من خرج إلى ذلك (يعني الأخذ بالحساب في إثبات الشهر) قد أدخل في الإسلام ما ليس منه. قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. مجموع الفتاوى (25/ 179).
الوقفة العاشرة:
إيقاع الأمة في الحرج والعسر في صومها وفطرها الذي رفعه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب " رواه البخاري ومسلم.
الوقفة الحادية عشرة:
طعن الحساب في الرؤية الشرعية ليس جديداً بل هو قديم ولكن درج السلف على عدم الالتفات لطعنهم أو الاستناد على أقوالهم.
قال شيخ الإسلام (ولا ريب أن أحداً لا يمكنه مع ظهور دين الإسلام أن يظهر الاستناد إلى ذلك) أي إلى الحساب الفلكي.
والمشاهد هو أن يعلن الحاسبون باستحالة الرؤية فيتقدم عشرون شاهداً من جميع المناطق بإثبات رؤيته على وجه لا يتغير.
الوقفة الثانية عشرة:
العمل بالحساب الفلكي في تحديد بداية الشهور هي طريقة النصارى واليهود وهي طريقة الحاكم بأمر الله العبيدي الباطني وغيرهم من الفرق المارقة عن منهج أهل السنة والجماعة.
الوقفة الثالثة عشرة:
¥