سُلَّمُ الأُدَباء (دورة تجعلُ منك اديبا)
ـ[علي سليم]ــــــــ[12 - 10 - 07, 04:08 م]ـ
الحمد الله الذي علم الانسان و خلق له القلم, و جعله ناطقا, حكيما, اديبا, او ابكما ... و الصلاة على حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم مؤدّب الادباء و معلم الناس و على آله و صحبه و من واله ...
فحروف الاديب ذات رائحة يشرئبّ لها الانف, و تتطلع عليها العين, و يعشقها و يهواها القلب, و يُتقنها او يعجز عنها اللسان ...
الاديب يجعلك مقيدا بحروفه, مسلسلا بكلماته, مكبّلا بشكيلاته ... فلو صحت العبودية لغير الله في زمن موت الرقّ لكان عبدا لك ....
فتراه يبحث اقصد قارئ كتب الادباء عن كلمة او حرف او دلالة فهو رهن اشارتك ايها الاديب ...
ثم يجعلك الاديب تُكثِر من قولك: لماذا و متى و كيف ... فهو متسوّل عند بابك ايها الاديب ...
و يكفيه فخرا اعني الاديب ان يُتقن صنعته اولوا العزم من الناس, فسلعته ليست مباحة تُباع على قارعة الطريق, مثلها كمثل غالي الاثمان من الذهب و اللؤلؤ و المرجان, يشتهيها الانسان و يديم النظر اليها من خلف ستارة الزجاح ... فلم و لن يتخيل ملكيتها بله مسيسها ....
فقلّما تجد اديبا في زمن عزّته و غربته, و ان وُجد فهو كالقباض على الجمر, ينتظر جديده العقلاء فيرتقبونه عند شروق الشمس و لا يقنطون منه بعد غروبها فحاله حال المسافر ...
و ان اتى متخفيا دبيبه اخف من دبيب النمل لشعر به العلماء ,العقلاء, الخكماء, فاستبلوه ليلا او نهارا فليلهم نهار بقدومه ...
و ان جلسنا نعدد مناقب الاديب و فنونه و اسلوبه, لقضينا عليك ايها القارئ اذ بهذا القدر جعلناك بفضل الله تتمنّى الادب الساعة قبل اختها ...
فانظر يا رعاك الله الى عدد الكلامات ربما قاربت من المساس بالمائة الثانية, ليست هي بكلام مطوّل, و لا بكتاب مذيّل, و لا باعلان مزخر .... كلمات قلائل جعلتْ من يمينك الحديثَ قائلة (بربّك عجّل بربّك)
أرأيتم كيف انتم اسرى حروف اسرى و اخواتها, اتيتم طائعين ثم مقلدين ....
ثم هل سمعتم او قرأتم لاسير يأسرُ نفسه و يُحبُ البقاء قيد الاسر!!! فهنيئا لك اسير الاديب فكنتَ موفقاّ يوم اخترتَ الاديب جلّادك, فبجلده لك يرفعك ... و اغرب من الاسر ان تسمع انين منْ يُجلد (زدني ... زدني ... )
بالله عليك, كنْ صريحا و لا يستقيم مع الادباء منْ هو مذبذبا, كم غيّر لك كلام الاديب في تي اللحظات؟؟؟؟
اليس الادب معجزة عجز عنه من تخطّاه, من قفز برجل واحدة ....
سائلك ... و لن اتأخر و التأخر لغة الادباء فاحفظ هذا فسنأتي على شرحه ان شاء الله, سائلك عدد تسعة من فقهاء المذاهب؟؟؟ من مخيلتك مما وقر في قلبك, اراك اتفقنا فالمسلمون عند شروطهم ....
ثمانية من علماء التفسير .... سبعة من علماء الحديث .... ستة من علماء اللغة ... ثلاثة من اهل الادب ....
فانْ افلحت فزد عليه واحد تلو الاخر حتى تسمع هديل قلبك (كفى ... كفى ... )
ربما ادركتْ قصدي من هذا التعداد و ربما كنتَ قريبا من الادراك ....
نعم قلتُ لك سابقا ان الادباء هم قلّة و الاديب لا يملي كلاما خاليا من حواس البشر, فالاديب يجعلك مقتنعا ان لم يكن بكلامه فبحواسك ....
هل رأيتَ كم للاديب من منقبة؟؟؟ فهو بمثابة الاب تارة و الابن اخرى و ان شئتَ فقل احد افراد العائلة ... فيجعلكَ تمرض لمرضه و تفرحُ لفرحه و من رآك يظنُ انك المصاب ....
و نهاية, لن اترك تغود و تروح و لا قيود ... فليَكُنْ مقالنا هذا او مقدمتنا هذه درسا يحمل الفوائد و لذا .... اتوجّه اليك يا منْ احببتَ الادب و تتمنى الانتساب اليه بعدة اسئلة هي الفيصل و هي الشرارة الاولى, فمن احسنها فسيُحسن بعدها قولا واحدا و الاّ فلنأتِ بمقدمة خفيفة الظلّ ...
و قبل هذا و ذاك ... لا تظنّ للوهلة الاولى ستفهم كلام الاديب فاقرأه مرة و مرة حتى تعتاد عليه و عندها لا تحتاج للقراءة و انما النظر فيه يكفيك ....
و اعلموا انني لستُ اديبا فهم اي الادباء في السماء السابعة و صاحبكم يسير في الارض .... فكلنا يتمنى ان يكون ذاك الاديب .... نسأل الله الاخلاص و قبول العمل ...
1 - ضع ثلاثة جمل تراها ابلغ شيئ في الادب (من مقدمة هذا الدرس)
2 - عدد ثلاثة ادباء؟
3 - جملة لم تفهما فقرأتُها مرارا ففهمتها؟؟؟
4 - جملة لم تفهما فقرأتُها مرارا و ما زالت غامضة؟؟
5 - دوّن اهم فوائد المقدمة؟
6 - لماذا جعلتك هذه المقدمة اسيرا؟؟؟
7 - كم مرة سألتَ نفسك اثناء القراءة (متى و كيف و لماذا)
¥