[هل القول بأن نزول المطر من أسبابه البخار الصاعد من البحر فيه قدح في عقيدة أهل السنة؟]
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 10 - 07, 07:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ... هذا ما كتبته بعد أن أخبرني أحد الإخوة الأفاضل أن بعض طلبة العلم ينكر أن نزول المطر ممكن أن يكون من أسبابه الأبخرة المتصاعدة من البحر وأن هذا باطل ومخالف لمنهج أهل السنة .. ألخ كلامه في رسالته فأحببت أن أضع هذا الجمع من كلام العلماء والله المستعان ...
ما اجتمع من كلام أهل العلم في مسألة: هل القول بأن نزول المطر من أسبابه السحاب المتبخر من البحر فيه قدح في عقيدة أهل السنة أو مخالف لشرعنا؟ , وتحقيق القول أن حصر سبب نزول المطر على أبخرة البحار باطل, وذكر إجماع أهل السنة أن المطر ينزل من السحاب لا من السماء وأن هذا قول أهل البدع
1 - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: في مج16 ص16:
فصل
قال الله تعالى ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألو انه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن فى ذلك لذكرى لأولي الألباب
فأخبر سبحانه أنه يسلك الماء النازل من السماء ينابيع و الينابيع جمع ينبوع و هو منبع الماء كالعين و البئر فدل القرآن على أن ماء السماء تنبع منه الأرض و الإعتبار يدل على ذلك فإنه إذا كثر ماء السماء كثرت الينابيع و إذا قل قلت و ماء السماء ينزل من السحاب و الله ينشئه من الهواء الذى في الجو و ما يتصاعد من الأبخرة و ليس فى القرآن أن جميع ما ينبع يكون من ماء السماء و لا هذا أيضا معلوما بالإعتبار فإن الماء قد ينبع من بطون الجبال و يكون فيها أبخرة يخلق منها الماء و الأبخرة و غيرها من الأهوية قد تستحيل كما إذا أخذ إناء فو ضع فيه ثلج فإنه يبقى ما أحاط به ماء و هو هواء إستحال ماء و ليس ذلك من ماء السماء فعلم أنه ممكن أن يكون فى الأرض ماء ليس من السماء فلا يجزم بأن جميع المياه من ماء السماء وإن كان غالبها من ماء السماء والله أعلم ا. هـ كلامه.
وهناك موطن آخر أنكر شيخ الإسلام قول قد يفهم البعض منه أنه نفس هذا القول وإن كان فيه فائدة أذكرها بعده فقال في منهاج السنة في رده على الرازي:
189 فذكر قول أهل الحساب فيه وجعله من أقوال الفلاسفة وذكر قول الجهمية الذين يقولون إن القادر المختار يحدث فيه الضوء بلا سبب أصلا ولا لحكمة وكذلك إذا تكلم في المطر يذكر قول أولئك الذين يجعلونه حاصلا عن مجرد البخار المتصاعد والمنعقد في الجو وقول من يقول إنه أحدثه الفاعل المختار بلا سبب ويذكر قول من يقول إنه نزل من الأفلاك وقد يرجح هذا القول في تفسيره ويجزم بفساده في موضع آخروهذا القول لم يقله أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا أئمة المسلمين بل سائر أهل العلم من المسلمين من السلف والخلف يقولون إن المطر نزل من السحاب ولفظ السماء في اللغة والقرآن اسم لكل ما علا فهو اسم جنس للعالي لا يتعين في شيء إلا بما يضاف إلى ذلك))
فإنكار شيخ الإسلام رحمه الله إنكار كان لأمرين أولهما تردد الرازي في هذا ولولا طول كلام الرازي لنقلته بحروفه, فمرة يفسره بنزوله من الأفلاك ومرة ينكر ومرة يذكر غيره وهكذا .. والأمر الثاني الذي من أجله أنكر عليه هو أن الرازي رجح في أكثر من موضع كما ذكر شيخ الإسلام أن المطر ينزل من الأفلاك إلى السحاب ثم من السحاب إلى الأرض توهماً منه أنه بهذا جمع بين الآيات وقد بين شيخ الإسلام أن السلف مجمعون أن نزول المطر هو من السحاب.
أما قول شيخ الإسلام ((قول أولئك الذين يجعلونه حاصلا عن مجرد البخار المتصاعد والمنعقد في الجو)) فيكون من أجل أنهم قصروا نزول المطر على هذه الحالة وهذا باطل بل من المطر ما لا يكون بسبب الأبخرة بل كما قال شيخ الإسلام في الأعلى ((و الله ينشئه من الهواء الذى في الجو و ما يتصاعد .. الخ)) فهو أحد أمرين قد ينشئه ابتداء في الهواء وقد يكون نتيجة ما تصاعد من الأبخرة, ويؤيد هذا أمرين:
أ- الجمع بين كلامه وهذا هو الأولى مع مقدرتنا بتقديم ما في مجموع الفتاوى لأنه يذكر هناك ما يدين الله به أما في منهاج السنة فكان يتكلم بشكل عام حول تفسير الرازي ولم يتعرض للقول هذا نفياً أو إثباتاً.
¥