تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فلعمر الله إنَّما نحن في رزء عظيم، وخطب أمره جلل جسيم، منذ أن رزئنا في جبال كانوا على الأرض النجوم في ليل بهيم، مات ابن باز والألباني وابن عثيمين، عليهم رحمات ربنا الرحيم، وتقلب بصرك فلا تجد من يُدعى لخَطب أو يقال: عالمٌ كريم!! إلا من رحم ربي فلك الله يا أمة محمد عليه أفضل صلاة وأزكى تسليم.

فكيف نحرم

ما أحل الله ورسوله .. ونحن نعلم أن كل ما في الدنيا هالك وإلى زوال، تتنزل عليه اللعنات، والمرحوم من ذلك صنفان من النَّاس: أهل العلم وطلبته، والعابدون الذاكرون الله كثيرًا.

عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم)

وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإنما شفاء العي السؤال " [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn4)

أطلعكم على خبر وأي خبر

خبر حرص النساء على الطلب في عهد رسول الله

كانت المرأة من الصحابيات إذا استحيت أن تسأل الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة، سألته بواسطة بعض أمهات المؤمنين إذا كان الأمر يتعلق بشيء مما يستحي منه النساء، وأما في غير ذلك فيسألنه صلى الله عليه وسلم، ويحرصن على تلقي العلم منه.

في صحيح مسلم عن عائشة أنَّ أسماء ـ رضي الله عنهما ـ سألت النَّبي صلى الله عليه وسلم عن غسل المحيض فقال: تأخذ إحداكن ماءها وسدرتها، فتطهر فتحسن الطهور، ثم تصب على رأسها فتدلكه دلكا شديدًا حتى تبلغ شؤون رأسها، ثم تصب عليها الماء، ثم تأخذ فرصة ممسكة فتطهر بها فقالت أسماء: وكيف تطهر بها!! فقال: سبحان الله تطهرين بها.

فقالت عائشة: كأنها تخفي ذلك تتَّبعين أثر الدم.

وسألته عن غسل الجنابة فقال: تأخذ ماء فتطهر فتحسن الطهور أو تبلغ الطهور ثم تصب على رأسها فتدلكه حتى تبلغ شؤون رأسها، ثم تفيض عليها الماء.

فقالت عائشة نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين. [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn5)

وانظر إلى حرص النساء على تعلم العلم منه صلى الله عليه وسلم، جاءته أسماء بنت يزيد بن السكن رضى الله عنها وهو بين أصحابه فقالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، واعلم ـ نفسي لك الفداء ـ أنه ما من امرأة كانت في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع إلا وهي على مثل رأيي، أنَّ الله بعثك إلى الرجال والنساء كافة، فآمنا بك وبإلهك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم، ومفضى شهواتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معاشر الرجال فضلتم علينا بالجمع، والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجًا أو معتمرًا أو مرابطا حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، وربينا لكم أولادكم، أفما نشارككم في هذا الخير يا رسول الله؟!!

فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها عن أمر دينها من هذه!!

قالوا: يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا. فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها، ثمَّ قال: انصرفي أيتها المرأة، واعلمي من ورائك من النساء أنَّ حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته يعدل ذلك كله.

قال: فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر استبشارا. [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn6)

فهذه طريقتهم في طلب العلم وحرصهم عليه وحسن سؤالهم عن شئونهم الحقيقية، وتوصيفهم الصحيح لواقعهم بعد فهمهم الدين، فلم يكونوا يفترضون الأمثلة، ولا يطرحون الأمثلة للترف العلمي والفكري، فتعلموا ونقلوا الدين بأمانة، فوصلنا الدين من خلال هؤلاء الصحابة العلماء الأجلاء كاملاً مكملاً، فلا تجد ثغرة في ديننا ولا مسألة إلا وعندك منها علمًا، فجزى الله رسوله صلى الله عليه وسلم عنَّا وعن أمة الإسلام خير الجزاء، وجزى صحابته خير الجزاء،

وهذا ندائي إليكم منذ اللحظة، لما لا لنجوب خلفكم في رياض العلم نقتطف منها ما يبلغ سؤلنا وسؤل أمتك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير