وسنده وغن كان ضعيفاً بسبب موسى بن عبيدة الربذي،لكنه يصلح للمتابعات ويمكن اعتبار هذا الشاهد متابعة،لأن موسى بن عبيدة انفرد به عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر،وموسى بن عبيدة وجعله من مسند ابن عمر والله أعلم.
وأخرجه الحافظ الصوري في فوائده [5/ل 9] من حديث الزهري: ((عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء)).لكن قال الحافظ الصوري: هذا حديث غريب من حديث الزهري عن أنس.
أما حديث أبي الزبير عن جابر فله ثلاث طرق عن أبي الزبير:
الأول: عن حماد بن سلمة أخرجه:أبو داود وسكت عنه [4/ 78] وكذا سكت عنه المنذري [6/ 44]،والترمذي وقال: حسن صحيح [تحفة 5/ 410]،وابن ماجة [2/ 1186]،والطيالسي [منحة المعبود 1/ 351]،وأحمد [المسند 2/ 363]،وابن أبي شيبة [المصنف 8/ 234]،وابن حبان الإحسان 6/ل 12] وعلي بن الجعد [ل 436]،والطحاوي [شرح معاني الآثار 2/ 258]،والبيهقي [السنن الكبرى 5/ 177]،وأبو نعيم في الحلية [9/ 19]، والبغوي [شرح السنة 7/ 304 - 305] وقال: هذا حديث صحيح أخرجه مسلم،والصوري في فوائده [5/ل 6] وقال:هذا حديث صحيح من حديث أبي الزبير عن جابر انفرد به مسلم.
الثاني: عن عمار الدهني أخرجه: النسائي [8/ 211]،والطاحوي [شرح معاني الآثار 2/ 258].
ومما سبق يعلم قبول الحفاظ لهذا الحديث وقد مر منهم أبو داود والنذري والترمذي وابن حبان والبغوي والصوري والحافظ في الفتح 48/ [4/ 62] وهذا مما يؤكد ما سبق ذكره من اتفاق الحفاظ المتقدمين من أصحاب المصنفات على عدم النظر في أسانيد الصحيحين،,تصحيحهم ما رواه أبو الزبير عن جابر غير مصرح بالسماع.
الحديث الحادي عشر
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى [كتاب الحج 2/ 992]:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد،كلاهما عن أبي أحمد،قال أبو بكر حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، حدثنا سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن إبراهيم حرّم مكة، وإني حرمت المدينة ما بين لابتيها لا يقطع عضدها و لا يصاد صيدها)).
صرح أبو الزبير بأن جابر بن عبد الله أخبره وذلك فيما روى أحمد [3/ 393]: ((ثنا حسن، ثنا ابن لهيعة، أنا أبو الزبير أخبرني جابر بن عبد الله)).
وتابع أبو بكر الفضل بن مبشر أبا الزبير المكي من غير طريق عبد الله بن لهيعة. أخرج المتابعة البزار [كشف الأستار 2/ 54] وعبد بن حميد [رقم 123].قال الأخير: ((ثنا يعلى ثنا أبو بكر عن جابر به)).
يعلى بن عبيد ثقة إلا في حديثه عن سفيان، وروايته هنا عن غيره. التهذيب [11/ 402].و أبو بكر الفضل بن مبشر فيه لين كما في التقريب [2/ 111] ولكنه صالح هنا. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد [3/ 302]: ((رواه البزار وفيه الفضل بن مبشر وثقه ابن حبان وضعفه جماعة)).اهـ.
ـ[عبد الله]ــــــــ[26 - 01 - 03, 06:02 ص]ـ
:الحديث الثاني عشر
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى [كتاب النكاح 2/ 1021] حدثنا عمرو بن علي، حدثنا هشام بن أبي عبد الله،عن أبي الزبير، عن جابر:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة، فأتى امرأته زينب، وهي تمعس منيئة لها فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه فقال: ((إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه)).
صرح أبو الزبير بأن جابر بن عبد أخبره بذلك وذلك فيما أخرجه أحمد [3/ 428] قال: ((حدثنا موسى بن داود، حدثنا بن لهيعة، عن أبي الزبير،قال:أخبرني جابر به)).
وابن لهيعة مدلس ولكنه صرح بالتحديث في مكان آخر في المسند [3/ 341].
والألباني ضعف سند صحيح مسلم قائلاً: ((وأبو الزبير مدلس وقد عنعنه)) اهـ. صحيحته [1/ 418].
وقد رواه من طريق أبي الزبير عن جابر كما في مسلم: أبو داود [2/ 331] وسكت عنه،وسكت عنه المنذري أيضاً [مختصر سنن أبي داود 3/ 71]،والترمذي وقال:حسن صحيح [تحفة 4/ 322].وهذا يقوي ما ذكرته [ص 40 - 42] من قبولهم لما رواه أبو الزبير معنعناً.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 01 - 03, 07:23 ص]ـ
الحديث الأخير فيه طعنٌ برسول الله ?. وقد أخرجه مسلم بعدة ألفاظ منها (2\ 1021): حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الأعلى حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن أبي الزبير عن جابر: «أن رسول الله ? رأى امرأةً، فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة لها، فقضى حاجته. ثم خرج إلى أصحابه، فقال: إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان. فإذا أبصر أحدكم امرأةً، فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه». وأخرجه كذلك: حدثنا زهير بن حرب حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا حرب بن أبي العالية حدثنا أبو الزبير عن جابر بن عبد الله: أن النبي ? رأى امرأة، فذكر أنه قال: «فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة»، ولم يذكر تدبر في صورة شيطان. ثم قال مسلم: حدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا معقل عن أبي الزبير قال، قال جابر، سمعت النبي ? يقول: «إذا أحدكم أعجبته المرأة، فوقعت في قلبه، فليعمد إلى امرأته فليواقعها، فإن ذلك يرد ما في نفسه».
والحديث مضطرب المتن مردودٌ لانقطاع سنده ووجود النكارة الشديدة في متنه. وهذا محال على رسول الله ?، فقد نزهه الله عن ذلك وعصمه. وقد حاول بعض العلماء التكلف بالإجابة عن هذه النكارة بأجوبة ليست بالقوية، إلا أن الحديث الضعيف لا يُعبئ بشرحه أصلاً، والله أعلم.
وما جاء من طريق ابن لهيعة من تصريح أبي الزبير بالتحديث من جابر، مردود لأن ابن لهيعة ضعيف جداً من غير رواية العبادلة يقبل التلقين فلا يعتبر به ولا يكتب حديثه. والله المستعان على ما يصفون.
¥