[جواب عن اتهام السيف الآمدي بترك الوضوء]
ـ[معبد]ــــــــ[22 - 10 - 07, 09:41 ص]ـ
الحمد لله، و بعد:
فقد ذكر بعض المؤرخين عن العلامة الأصولي المشهور (سيف الدين الآمدي) رحمه الله خبرا عجيبا، استند بعضهم إليه في تهمة الرجل بتهمة شنيعة.
فقد قال الذهبي ـ رحمه الله ـ في تاريخ الإسلام (ج 10 / ص 178):
" كان شيخنا القاضي تقي الدين سليمان يحكي عن الشيخ شمس الدين بن أبي عمر - رحمه الله - قال: كنا نتردد إلى السيف الآمدي، فشككنا فيه هل يصلي؟ فتركناه وقد نام، فعلمناه على رجله بالحبر، فبقيت العلامة نحو يومين مكانها. فعرفنا أنه ما كان يتوضأ - نسأل الله السلامة - ".
و قد أجاب الشيخ عبد الرزاق عفيفي ـ رحمه الله ـ في تقديمه لكتاب الآمدي (الإحكام في أصول الأحكام) عن هذه التهمة بقوله: " قد يبقى الحبر أياما على العضو مع تتابع الوضوء و الغسل، و خاصة عضو من لا يرى التدليك فرضا في الطهارة بل يكتفي بإسالة الماء في غسله و وضوئه ".
و قد وجدت جوابا قاطعا لهذه التهمة، من كلام الآمدي نفسه؛ و لما كان حفظ أعراض المسلمين و إحسان الظن بهم من خصال الدين، و على رأس من يعتنى بحفظ عرضه و تدفع قالة السوء عنه هم حملة العلم؛ من أجل ذلك أردت عرض هذا الجواب، و من الله أستمد السداد:
و خلاصة هذا الجواب: هو أن الآمدي لم يكن يرى وجوب غسل الرجل في الوضوء، و يرى الواجب فيه هو المسح فقط.
فقد قال الآمدي ـ في الإحكام في أصول الأحكام، الصنف التاسع / في الظاهر و تأويله، المسألة الثامنة (4/ 77 ـ 79): " ومن أبعد التأويلات ما يقوله القائلون بوجوب غسل الرجلين في الوضوء في قوله تعالى (و امسحوا برؤوسكم و أرجلكم إلى الكعبين) من أن المراد به الغسل، و هو في غاية البعد؛ لما فيه من ترك العمل بما اقتضاه ظاهر العطف من التشريك بين الرؤوس و الأرجل في المسح من غير ضرورة. . ".
فهذا الكلام من الآمدي ظاهر في ذهابه إلى عدم وجوب غسل الرجل في الوضوء، و هو ـ و إن كان قولا مرجوحا ـ إلا أن فيه دفعا للتهمة العظيمة، و هذا هو المطلوب، و الله الموفق.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[22 - 10 - 07, 10:10 ص]ـ
الكريم: معبد ...
تحيتي لك، و شاكرٌ لك تحفتك الرائعة ...
مُشكلةٌ نواجهها في التراجم للأشخاصِ، و هي أننا نقفُ عند مُسَلَّماتٍ _ تركاً أو فعلاً _ فنذكرها ضمن الترجمة، كمثل هذه التي حُكيَتْ عن الإمام الجبل سيف الدين الآمدي، فإنَّ من المُسَلَّماتِ أنَّ المسلم يتوضأُ للصلاةِ و يعرف حكم ترْكها _ غالباً _، فكيف بمثل الآمدي قدراً و منزلةً و علماً و فقهاً؟
لو حُكيَ ما حُكيَ عن السيف الآمدي عن رجلٍ عاميٍ لا يفقَه لاستنكرَها المُثْبِتُ، و لكنني لستُ مُستبعداً أن يكون للموقف من الرأي طرفٌ في السُّخْفِ هذا.
و مثل ذلك و أعجب أن يُترْجَم لعالمٍ فيُقال: و كان من الملازمين للصلاةِ جمعةً و جماعةً!
أو أن ينتقدَ أحدهم عالماً فيذكرُ من محامده أنه مؤمنٌ بالأركان الستةِ!
سُخفٌ في ذكر الأخبار في التراجم ...
كم نحنُ بحاجةٍ إلى فِقْهِ الترْجمة ..
أعجبني اعتذارك لَه، و ليتنا في التراجمُ نسلك مسلك الحيادية، و هذه وظيفةُ المُؤرِّخ، و المترجم مؤرخٌ، و كلام الشيخ عبد الرزاق من العقل بمكان، و هل ما نُقِلَ عن الذهبي صحيح أم أنه مما يُدَسُّ في كتب الأكابر و المشاهير، لأنَّ الذهبيَّ عاقلٌ، ضبطَ علمَه بعقلِه؟
أجدد شُكري لك ...
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 10 - 07, 10:48 ص]ـ
لاشك أن الأصل حسن الظن بأهل العلم والاعتذار لهم، وهذا من حقهم علينا.
أما هذه القصة عن الآمدي فهي صحيحة ثابتة، وقد ذكرها الذهبي في التاريخ كما سبق وذكرها كذلك في ميزان الاعتدال، (2/ 259)
3647 - السيف الآمدي المتكلم صاحب / التصانيف علي بن أبى علي.
قد نفى من دمشق لسوء اعتقاده، وصح عنه أنه كان يترك الصلاة، نسأل الله العافية.
وكان من الاذكياء.
مات سنة أثنتين وثلاثين وستمائة.
ونقلها عنه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان، حيث قال
لسان الميزان - (1/ 474)
السيف الآمدي المتكلم علي بن أبي علي صاحب التصانيف:
¥