وقد نفى من دمشق لسوء اعتقاده، وصح عنه أنه كان يترك الصلاة نسأل الله العافية وكان من الأذكياء مات سنة إحدى وثلاثين وست مائة سامحه الله وعفا عنه انتهى.
ثم قال الحافظ ابن حجر
وكان مولد سيف الدولة بآمد وقدم بغداد وقرأ القراءات وتفقه لأحمد بن حنبل وسمع من أبي الفتح بن شاتيل وحدث عنه بغريب الحديث لأبي عبيد ثم تحول شافعياً وصحب أبا القاسم بن فضلان واشتغل عليه في الخلاف وحفظ طريقه الشريف، ونظر في طريقة أسعد الميهني، وتفنن في علم النظر ثم دخل مصر وتصدر بها لإقراء العليات وأعاد بمدرسة الشافعي ثم قاموا عليه ونسبوه للتعطيل وكتبوا عليه محضراً فخرج منها واستوطن حماه وصنف التصانيف ثم تحول إلى دمشق ودرس بالعزيزية ثم عزل منها ومات في صفر سنة إحدى وثلاثين وست مائة وله ثمانون سنة وقال أبو المظفر بن الجوزي: لم يكن في زمانه من يحازيه في الأصلين وعلم الكلام وكان يظهر منه رقة قلب وسرعة دمعة وكان أولاد العادل يكرهونه لما اشتهر عنه من الاشتغال بالمنطق وعلم الأوائل، وكان يدخل على المعظم فما يتحرك له فقلت له مرة قم له عوضاً عني فقال: ما يقبله قلبي، ولما ولي الأشرف أخرجه من العزيزية ونادى في المدارس من ذكر غير التفسير والفقه أو تعرض لكلام الفلسفة نفيته قرأت بخط الذهبي في تاريخ الإسلام قال كان شيخنا القاضي تقي الدين سليمان، يحكى عن الشيخ شمس الدين بن أبي عمر قال كنا نتردد إلى السيف الآمدي فشككنا هل يصلى؟ فتركناه حتى نام وعلمنا على رجله بالحبر فبقيت العلامة نحو يومين مكانها ويقال: إنه حفظ الوسيط والمستصفى وحفظ قبل ذلك الهداية لأبي الخطاب إذ كان حنبلياً، ويذكر عن ابن عبد السلام قال: ما علمت قواعد البحث إلا من السيف وما سمعت أحداً يلقي الدرس أحسن منه وكان إذا عبر لفظة من الوسيط كان اللفظ الذي يأتي به أقرب إلى المعنى.
قال ولو ورد على الإسلام من يشك فيه من المتزندقة لتعين الآمدي لمناظرته
وقد بالغ التاج السبكي في الحط على الذهبي في ذكره السيف الآمدي والفخر الرازي في هذا الكتاب وقال: هذا مجرد تعصب وقد اعترف الفخر بأنه لا رواية له وهو أحد أئمة المسلمين، فلا معنى لإدخاله في الضعفاء، وعدل عن تسميته محمد إلى لقبه فذكره في حرف الفاء فهذا تحامل مفرط وهو يقول أنه يروي من الهوى في هذا الميزان ثم اعتذر عنه بأنه يعتقد أن هذا من النصيحة لكونه عنده من المبتدعة) انتهى.
واذكر أن للحافظ ابن كثير كلام يدافع به عن الآمدي، لعلي أبحث عنه وأنقله إن شاء الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 10 - 07, 10:51 ص]ـ
وهذا كلام ابن كثير رحمه الله من البداية والنهاية:
الشيخ سيف الدين الآمدي، ثم الحموي ثم الدمشقي، صاحب المصنفات في الاصلين وغير ذلك، من ذلك: " أبكار الافكار في الكلام "، و " دقائق الحقائق في الحكمة "، و " أحكام الاحكام في أصول الفقه "، وكان حنبلي المذهب فصار
شافعيا أصوليا منطقيا جدليا خلافيا، وكان حسن الاخلاق سليم الصدر كثير البكاء رقيق القلب، وقد تكلموا فيه بأشياء الله أعلم بصحتها، والذي يغلب على الظن أنه ليس لغالبها صحة.
ـ[أحمد الصدفي]ــــــــ[22 - 10 - 07, 10:59 ص]ـ
لاشك أن الأصل حسن الظن بأهل العلم والاعتذار لهم، وهذا من حقهم علينا.
أما هذه القصة عن الآمدي فهي صحيحة ثابتة، وقد ذكرها الذهبي في التاريخ كما سبق وذكرها كذلك في ميزان الاعتدال، (2/ 259)
3647 - السيف الآمدي المتكلم صاحب / التصانيف علي بن أبى علي.
قد نفى من دمشق لسوء اعتقاده، وصح عنه أنه كان يترك الصلاة، نسأل الله العافية.
وكان من الاذكياء.
مات سنة أثنتين وثلاثين وستمائة.
.
شيخنا الفاضل عبد الرحمن الفقيه، هل اعتمد الذهبي على هذه القصة وحدها في الحكم على الآمدي بأنه يترك الصلاة؟
فهذه القصة لوحدها لا تكفي لإثبات أمر خطير كهذا.
و الله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 10 - 07, 11:15 ص]ـ
قال الذهبي ـ رحمه الله ـ في تاريخ الإسلام (ج 10 / ص 178):
" كان شيخنا القاضي تقي الدين سليمان يحكي عن الشيخ شمس الدين بن أبي عمر - رحمه الله - قال: كنا نتردد إلى السيف الآمدي، فشككنا فيه هل يصلي؟ فتركناه وقد نام، فعلمناه على رجله بالحبر، فبقيت العلامة نحو يومين مكانها. فعرفنا أنه ما كان يتوضأ - نسأل الله السلامة - ".
¥