تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كفّارة المرض والمصيبة

ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[22 - 10 - 07, 03:22 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول ربّ العالمين وعلى آله وصحبه،

كفّارة المرض والمصيبة

اختلف العلماء فيما يترتب على وقوع المصيبة على المسلم،

فقال البعض منهم القرطبي وابن عبد السلام إن صبر المسلم على المصيبة فله أجر وثواب وان لم يصبر عليها وجزع فليس له شيء سوى الجزع.

وقال الآخرين بل إن كل مصيبة من مرض أو أذى تكفّر ذنوب صاحبها بمجرد وقوعها، ثم هو إن صبر عليها فله أجر وثواب زائد، وهو الصحيح إن شاء الله.

قال البخاري في صحيحه

بَاب مَا جَاءَ فِي كَفَّارَةِ الْمَرَضِ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} -النساء

عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا

و عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما

عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ

وعن ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ

دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ فَمَسِسْتُهُ بِيَدِي فَقُلْتُ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا قَالَ أَجَلْ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ قَالَ لَكَ أَجْرَانِ قَالَ نَعَمْ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا

وعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ.

(يتبع)

ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[22 - 10 - 07, 03:25 م]ـ

قال ابن حجر في الفتح:

َقَالَ اِبْن الْمُنَيِّر: الْحَاصِل أَنَّ الْمَرَض كَمَا جَازَ أَنْ يَكُون مُكَفِّرًا لِلْخَطَايَا فَكَذَلِكَ يَكُون جَزَاء لَهَا.

وَقَالَ اِبْن بَطَّال: ذَهَبَ أَكْثَر أَهْل التَّأْوِيل إِلَى أَنَّ مَعْنَى الْآيَة أَنَّ الْمُسْلِم يُجَازَى عَلَى خَطَايَاهُ فِي الدُّنْيَا بِالْمَصَائِبِ الَّتِي تَقَع لَهُ فِيهَا فَتَكُون كَفَّارَة لَهَا.

وأَخْرَجَُ أَحْمَد وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّان أَيْضًا مِنْ حَدِيث أَبِي بَكْر الصِّدِّيق أَنَّهُ قَالَ: " يَا رَسُول اللَّه كَيْف الصَّلَاح بَعْد هَذِهِ الْآيَة (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ)؟ فَقَالَ: غَفَرَ اللَّه لَك يَا أَبَا بَكْر، أَلَسْت تَمْرَض، أَلَسْت تَحْزَن؟ قَالَ قُلْت: بَلَى. قَالَ: هُوَ مَا تُجْزَوْنَ بِهِ، وَلِمُسْلِمٍ مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن قَيْس بْن مَخْرَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة " لَمَّا نَزَلَتْ (مَنْ يَعْمَل سُوءًا يُجْزَ بِهِ) بَلَغَتْ مِنْ الْمُسْلِمِينَ مَبْلَغًا شَدِيدًا، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَارِبُوا وَسَدِّدُوا، فَفِي كُلّ مَا يُصَاب بِهِ الْمُسْلِم كَفَّارَة، حَتَّى النَّكْبَة يُنْكَبُهَا وَالشَّوْكَة يُشَاكُهَا ".

و قال الشَّيْخ عِزّ الدِّين بْن عَبْد السَّلَام حَيْثُ قَالَ: ظَنَّ بَعْض الْجَهَلَة أَنَّ الْمُصَاب مَأْجُور، وَهُوَ خَطَأ صَرِيح، فَإِنَّ الثَّوَاب وَالْعِقَاب إِنَّمَا هُوَ عَلَى الْكَسْب، وَالْمَصَائِب لَيْسَتْ مِنْهَا، بَلْ الْأَجْر عَلَى الصَّبْر وَالرِّضَا.

وَقد تَّعَقُّب على الشيخ قوله حيث أَنَّ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة صَرِيحَة فِي ثُبُوت الْأَجْر، بِمُجَرَّدِ حُصُول الْمُصِيبَة،

وَأَمَّا الصَّبْر وَالرِّضَا فَقَدْر زَائِد يُمْكِن أَنْ يُثَاب عَلَيْهِمَا زِيَادَة عَلَى ثَوَاب الْمُصِيبَة،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير