على أن هذا ليس من سب الدهر فالشاعر يحث نفسه على الجد في العمل وعدم الاغترار بالحياة الدنيا لأنها ذاهبة ولا قيمة لوجودها وقد وصفها صلى الله عليه وسلم بأنها ملعونة فيكون العمل فيها على غير عبادة الله وطاعته من الهزال الذي هو خلاف الجد الذي حث الشاعر نفسه على الجد فيها خاصة وأنه يرثي الحال الذي وصلت إليه الأحوال وتقلباتها في أبياته السابقة وبغض النظر عن معتقده فمعنى البيت صحيح.
وقد حاول البعض ممن هرع إلى شيخه جوجل أو اتبع هواه بالبحث على ما يدل على تحريم
سب الدهر من غير أن يفهم حقيقة المسألة، فأخذ يركض لاهثا وراء كل دليل يفهم منه التحريم من غير أن يفهم ويعي حقيقة هذا التأصيل فينكر علينا بدون أي فهم أو علم لذلك التفصيل؟؟!!!.
وقد وجدت من أهل العلم كابن عثيمين رحمه الله وغيره من أهل العلم من يستشهد بهذا البيت
من غير أي تعريج منهم على التحذير من هذا اللفظ أو بيان على أن هذا من سب الدهر، بخلاف بيت الشعرالذي للشابي الذي ذكرفيه استجابة القدر لإرادة الشعب،
فلم يغفل عنه أهل العلم وطلابه وتكلموا فيه بما يدل على بطلانه وقد كتبت فيه مقالا بينت فيه انحرافه عن الصواب
بخلاف بيت الشعر هذا الذي للمعري
والذي لا أعلم أن أحدا من أهل العلم قد أنكر على الشاعر قوله ذاك منذ أن قاله حتى يومنا ليتفطن إليه أحد الأشخاص!!! ويجعل الاستشهاد بذلك البيت من كبار المسائل التي غفل عنها علماء الأمة منذ قرون طويله ليتفطن لها هو؛ ثم يحتج المسكين على أن القول بسكوت كل هؤلاء في كل تلك القرون مع استشهاد البعض منهم بها لا يعتبر دليلا على صحتها؟؟!!!. بينما يعتذر لمن ترحم على النصارى؟؟!!!.
ورحم الله الإمام أحمد القائل: إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام.
وقد فصل ابن عثيمين رحمه الله القول في الحديث عن سب الدهر ومتى يكون مباحا ومتى يكون شركا وحراما
قال رحمه الله:
سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام.
القسم الأول:أن يقصد الخبرالمحض دون اللوم: فهذا جائز مثل أن يقول " تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده "وما أشبه ذلك لأن الأعمال بالنيات واللفظ صالح لمجرد الخبر.
القسم الثاني: أن يسب الدهرعلى أنه هو الفاعل كأن يقصد بسبه الدهرأن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر: فهذا شرك أكبرلأنه اعتقد أن مع الله خالقا حيث نسب الحوادث إلى غير الله.
القسم الثالث: أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله ولكن يسبه لأجل هذه الأمور المكروهة: فهذا محرم لأنه مناف للصبرالواجب وليس بكفر؛ لأنه ماسب الله مباشرة، ولوسب الله مباشرة لكان كافراً.
" فتاوى العقيدة " (1/ 197).كما يمكنك الرجوع إلى تفصيل ذلك من كلامه في كتابه القول المفيدشرح كتاب التوحيد 2/ 422وآخر دعوانا أن الحمد لله ربالعالمين.
ـ[حنين السلفية]ــــــــ[05 - 10 - 10, 08:10 ص]ـ
بارك الله فيكم