تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قل له: يا أخي هذا حرام ولا يحل لك.

وفي ظني أنك إذا نصحته بلطف ورفق أنه سوف ينزجر، كما جرب ذلك غيرنا وجربناه نحن أيضاً، فإن لم يفعل أي لم ينته عن شرب الدخان، فالواجب عليك أن تفارقه لقوله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ [النساء:140]،

ولكن إذا كان هذا في الأماكن العامة، أو كان في مكان الوظيفة، ونصحته فلم ينته، فحينئذٍ لا حرج عليك أن تبقى؛ لأنه ضرورة، ولا تستطيع أن تتخلص منه؛ فهل يمكن أن نقول: إن الإنسان إذا كان السوق فيه نساء متبرجات، ورجال يشربون الدخان نقول: لا تذهب للسوق لقضاء حاجاتك؟!!

لا نقول هذا.

إذاً: فالشيء الذي يضطر الناس إليه -وإن كان فيه معصية- لا إثم عليهم في ذلك، لكن عليه أولاً أن ينصح صاحب المعصية لعل الله أن يهديه على يده].

العلامة ابن عثيمين. " لقاء الباب المفتوح ". شريط (54).

[السؤال:]

فضيلة الشيخ، إنسانٌ رأى شخصاً على منكر، فأنكر عليه، وهذا الشخص لابد أن يعاشره مثل: أبيه، وأخيه، أو عمه، فهل إذا -مثلاً- ما انتهى ذاك عن المنكر تبرأ ذمة هذا الشخص، وله -مثلاً- مجالسته مع كرهه للشيء الذي يفعله؟

الجواب:

[أما مجالسته مع فعل المنكر فلا تجوز، حتى ولو كان أباك أو أمك، وأما مجالسته على غير هذا المنكر فلا بأس، إلا إذا كان في هجره مصلحة، بحيث يتوب عما كان عليه، فليهجر حتى الجلوس معه؛ لكنَّ الإحسان من دون مجالسة للوالدين والأقارب لابد منها، أفهمت؟

فمثلاً: إذا قدرنا أن الوالد -مثلاً- يشرب الدخان، وقال: لابد أن تجلس معي، وهو يشرب لا تجلس معه، لمعصيته؛ لكن إذا كان لا يشرب فلك أن تجلس معه وتحادثه، ولو كنت تعرف أنه يفعل منكراً من شرب دخان أو غير الدخان.

السائل: لكن هل تبرأ ذمته من يوم نَصَحَه؟

الشيخ: إي نعم! تبرأ ذمته، قال الله للرسول عليه الصلاة والسلام: فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ [الغاشية:21 - 22].]

.الشيخ العلامة ابن عثيمين. " لقاء الباب المفتوح ". شريط (140).

[السؤال:]

ما حكم الجلوس في مكان يوجد فيه منكر من باب إزالة المنكر؟!

الجواب:

[نعم يجلس، من أجل أن ينهاهم عن المنكر.

السائل: حتى لو كان المنكر موجوداً يا شيخ؟!

الشيخ: كيف يزيل الإنسان إلا بهذا، كيف يزيل المنكر وهو عنده أو عالم به وينهى عنه من بعيد، لكن إذا جلس مقراً لهم على المنكر ساكتاً على إنكاره فهو مثلهم.

السائل: قد يكون -يا شيخ- غناء ويجلس معهم.

الشيخ: أجلس معهم وأقول: يا جماعة! اتقوا الله أوقفوا هذا الغناء، إذا وقفوا فهذا المطلوب، وإذا لم يوقفوا يقوم ويتركهم.

السائل: هناك بعض الناس يحتجون بموقف حصل لبعض طلبة العلم يقول: إنه جاء مرة، وكان هناك جلسة أغاني، فقال: أكملوا!! وبعد ذلك قال: ماذا استفدنا.

الشيخ: هذه من الدعوة. يعني يريد أن يبين لهم أنه لا خير في هذا المجلس].

الشيخ العلامة ابن عثيمين. " لقاء الباب المفتوح ". شريط (203).

[السؤال:]

عند زيارة بعض الأقارب، وعندما يفتحون التلفاز في المجلس، تأتي بعض الأحيان الموسيقا، وبعض المعاصي الأخرى، فهل يخرج المرء على الفور إذا أنكر ولم يسمع لإنكاره، أو لم يستطع المرء الإنكار؟ وكيف تكون صلة هؤلاء ومن عندهم المعاصي أتكون بالهاتف فقط؟، أم يسكت عنها -أي: عن المعاصي- مع الدعوة والتأليف؟

الجواب:

[هذا يسأل يقول: إذا زرت أقاربي، وصار عندهم شيء محرم مشاهد في التلفزيون، أو مسموع بالإذاعة، فهل يجوز أن أبقى أو لا؟

أقول: إذا كان يمكن أن تبقى وتنصحهم فافعل، وإذا كان لا يمكن، ولو تكلمت لم يسمع، فاخرج بعد أن تقول: إما إن تغلقوا هذا، أو أخرج؟ ولكن لا تترك صلتهم، ولو كانوا على معصية؛ لأن الأقارب لهم حق ولو كانوا عصاة، وأنت لا تحضر المعصية.

السائل: على هذا، لأنه بعض البيوت يكون فيها التلفاز والمذياع في بعض الأحيان يعمل أربعة وعشرين ساعة يعني: على طول اليوم ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير