الشيخ: هل إذا حضرت وقلت: يا إخواني! هذا حرام عليكم ولا يجوز وأبقوه، فقلت لهم: إما أن تغلقوه وإما أن أخرج، ما أظنهم يقولون: اخرج، سيغلقونه حياءً وخجلاً، فإن كانوا متمردين وأبقوه فاخرج، لأن الله تعالى قال: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ [النساء:140]].
الشيخ العلامة ابن عثيمين. " لقاء الباب المفتوح ".شريط (227).
[السؤال:]
تكلمت بارك الله فيك عن الدعوة وما الدعوة، وبعض الدعاة يذهب إلى شخص يدخن ويعطونه في بعض الأحيان نقوداً من أجل أن يشتري بها دخاناً، ويقول: إن ذلك في سبيل الدعوة؛ فهل هذا صحيح، ويقعد معه وعنده التلفاز وفيها التمثيليات! ويقول: لا تنفر هذا من أجل الدعوة، فهل هذا صحيح أم لا؟
الجواب:
[هذا غير صحيح، الإقرار على المنكر منكر، وكونه يعطيه دراهم يشتري بها دخاناً ليتألفه، هذا غير صحيح، تأليفه أن ينصحه ويبين له مضار المعصية سواء كانت دخاناً أو غير دخان، ويحذره منها ويعطيه -مثلاً- أشرطة موجِّهة أو رسائل أو كتيبات، هذا هو التأليف، أما أن يباشر المعصية هو نفسه ويشتري له الدخان أو يعطيه الدراهم ليشتري الدخان هذا غير صحيح.
السائل: هل يأثم أم لا؟
الجواب: نعم. يأثم الذي يحضر المنكر، إلا من حضر لإزالته، مثل من جلس عند قوم عندهم تلفزيون يعرض أشياء محرمة، فجلس ولم يبادرهم مباشرة بالإنكار، جلس وجعلهم يطمئنون إليه، ثم قال: إن هذا حرام ولا يجوز، ونصحهم، إن أعرضوا عنه وأغلقوا التلفاز فهذا هو المطلوب، وإن أصروا يخرج، فإن بقي بعد ذلك فهو آثم].
الشيخ العلامة ابن عثيمين. " لقاء الباب المفتوح ". شريط (19).
[السؤال:]
فضيلة الشيخ: أنا شاب من دولة مجاورة أطلب العلم، ولدي أصدقاء لكنهم ليسوا ملتزمين ويدخنون، وأحياناً يلعبون الورق، ولكنهم -ولله الحمد- يصلون، وقليل منهم لا يصلي، ولكني أجلس معهم لعلي أقوم بإصلاحهم، فأنا أحياناً أتحين الفرصة في الوعظ والتذكير، وهذا قد يمر في يوم أو أكثر حتى تأتي الفرصة، فما حكم جلوسي معهم دائماً حتى أسافر إلى هذه الدولة؟
الجواب:
[أقول: أحبه الله الذي أحبنا فيه، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً من أحبابه وأوليائه.
أما ما ذكره في مشكلة البقاء مع زملائه الذين يمارسون بعض المعاصي، فهذا ينظر إن كان في بقائه مصلحة وكفٌ عن المعصية أو تقليل لها فلا بأس، وإلا فلا يجوز أن يبقى معهم؛ لقول الله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ [النساء:140] أي: إن جلستم وقعدتم معهم فأنتم مثلهم].
الشيخ العلامة ابن عثيمين " اللقاء الشهري ".
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[27 - 10 - 07, 08:18 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء .. ورحم الله الشيخ العلّامة ابن عثيمين رحمة واسعة ..
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[27 - 10 - 07, 03:04 م]ـ
رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 10 - 07, 06:08 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء .. ورحم الله الشيخ العلّامة ابن عثيمين رحمة واسعة ..
وإياكم - حفظكم الله تعالى -.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 10 - 07, 06:09 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء .. ورحم الله الشيخ العلّامة ابن عثيمين رحمة واسعة ..
وإياكم - حفظكم الله تعالى في حلكم وترحالكم-.
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 12 - 07, 08:25 ص]ـ
رحم الله الشيخ ابن عثيمين
وبارك الله فيك أخي الكريم
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[17 - 12 - 07, 04:15 م]ـ
وفقك الله
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[17 - 12 - 07, 04:47 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[17 - 12 - 07, 05:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفعنا واياكم
ـ[محمد بن عبدالله التميمي]ــــــــ[17 - 12 - 07, 11:37 م]ـ
نفع الله بك, ورحم الله فقيد الأمة رحمة واسعة وجمعنا به مع الحبيب المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
ـ[ابو هبة]ــــــــ[18 - 12 - 07, 12:44 ص]ـ
وعلى هذا فتوى غالب علمائنا, وبذلك أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية:
وسئل رحمه الله:
عن رجل مقبول القول عند الحكام يخرج للفرجة فى الزهر فى مواسم الفرج حيث يكون مجمع الناس ويرى المنكر ولا يقدر على ازالته وتخرج امرأته أيضا معه هل يجوز ذلك وهل يقدح فى عدالته
فأجاب ليس للانسان أن يحضر الأماكن التى يشهد فيها المنكرات ولا يمكنه الانكار الا لموجب شرعى مثل ان يكون هناك أمر يحتاج اليه لمصلحة دينه أو ديناه لابد فيه من حضوره أو يكون مكرها فأما خضوره لمجرد الفرجة واحضار امرأته تشاهد ذلك فهذا مما يقدح فى عدالته ومروأته اذا اصر عليه والله أعلم, الفتاوي
(28/ 239)
وكذلك للشيخ ابن باز فتاوى في هذا المعنى, وتفسير آية النساء لما يوافق هذه القاعدة تجده في مظانه عند أهل التفسير.
وهذه قاعدة منهجية عظيمة, وتلخيصها:
1) عدم جواز دخول أماكن المنكر وهي ما يعصى الله فيها بفسق أو بدعة أو كفر.
2) إلا بقصد إنكار المنكر, أو لحاجة دينية أو دنيوية.
3) هذا إذا غلب على ظنه السلامة من الفتنة.
ولها تطبيقات متعددة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
¥