تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من اغتاب أخاه فهل يكفي أن يتحلل منه؟]

ـ[السدوسي]ــــــــ[27 - 10 - 07, 12:51 م]ـ

موجب هذا الاستفسار هو مايشاهد من بعض الإخوة أنه يأتي أخاه ويطلب منه أن يحلله لأنه اغتابه والغالب أن من اغتيب يحلله ولكن هل يكفي هذا أو لابد من التوبة من تلك المعصية؟.

والذي يظهر والله أعلم أن الغيبة يكتنفها حقان حق لله ويجب لسقوطه التوبة وحق للمخلوق ويسقط بأن يحلل من اغتابه .... والله أعلم.

ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[27 - 10 - 07, 03:09 م]ـ

يحلل من اغتابه؟؟!! جديدة هذه

أفلا يكفي أن تقول غفر الله لنا وله وتتوب؟؟

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[27 - 10 - 07, 10:27 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

أخي الكريم السدوسي وفقني الله وإياك

لا خلاف أنه يجب عليه التوبة من معصيته تلك وإنما الخلاف في إعلامه المغتاب بالغيبة والتحلل من ذلك وقد اختلف في ذلك على قولين مشهورين:

أحدهما: أنه يجب أن يعلمه بذلك ويتحلل منه وهو قول الجمهور أبي حنيفة ومالك والشافعي في المشهور في كتب أصحابهم وهو رواية مخرجه في مذهب أحمد على التحلل من القذف.

واحتج هؤلاء بما يلي:

1 - عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه " رواه البخاري

2 - أن الغيبة فيها حقان حق الله وحق الآدمي وحق الآدمي لا بد فيه من عفو صاحبه كتوبة القاتل لا تتم إلا بتمكين ولي الدم من نفسه إن شاء اقتص وإن شاء عفا وكذلك توبة قاطع الطريق.

القول الثاني: أنه لا يشترط الإعلام بما نال من عرضه وقذفه واغتيابه بل يكفي توبته بينه وبين الله وأن يذكر المغتاب والمقذوف في مواضع غيبته وقذفه بضد ما ذكره به من الغيبة فيبدل غيبته بمدحه والثناء عليه وذكر محاسنه وقذفه بذكر عفته وإحصانه ويستغفر له بقدر ما اغتابه وهذا اختيار ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله.

واحتجوا بأن إعلامه مفسدة محضة لا تتضمن مصلحة فإنه لا يزيده إلا أذى وحنقا وغما وقد كان مستريحا قبل سماعه فإذا سمعه ربما لم يصبر على حمله وأورثته ضررا في نفسه أو بدنه، وربما كان إعلامه به سببا للعداوة والحرب بينه وبين القائل فلا يصفو له أبدا ويورثه علمه به عداوة وبغضاء مولدة لشر أكبر من شر الغيبة والقذف وهذا ضد مقصود الشارع من تأليف القلوب والتراحم والتعاطف والتحابب.

ينظر: مدراج السالكين (1/ 290 - 291) الأذكار للنووي (2/ 845 - 846 تحقيق الهلالي) تفسير ابن كثير (4/ 271) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (16/ 282)

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[27 - 10 - 07, 11:39 م]ـ

شيخنا أبا حازم أحسن الله إليك

لو قيل بالتفصيل في ذلك .. (فإن كان يعلم من حال من اغتابه أنه سيصفح لقرابته منه أو قربه إلى قلبه، ولن يكون في صدره عليه شيء من حنق أو غيظ أو غل، أخبره وتحلل وطلب منه الصفح. وإن لم يعلم منه ذلك اكتفى بالتوبة وبذكره بالمحاسن ونحو ذلك).

ألا يكون قولاً حسناً؟

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[27 - 10 - 07, 11:49 م]ـ

الشيخ الكريم أبو يوسف بارك الله فيكم

نعم هذا قول حسن فالأصل هو عفو صاحب الحق لكن الأغلب في حال الناس حصول ما ذكره ابن تيمية _ رحمه الله _ من المفسدة في حقهم فالخلق مجبولون على حب المدح وكراهية الذم وتأثير ذلك عليهم إلا ما ندر.

والله أعلم

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[27 - 10 - 07, 11:53 م]ـ

جزاكم الله خيراً وبارك فيكم وفي علمكم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير