ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[24 - 10 - 10, 12:53 ص]ـ
ذكر الشيخ الفاضل " سائد بكداش " في كتابه الممتع "فضل ماء زمزم" وما يتعلق به من مسائل وأحكام .... : فصلاً طويلاً في ذكرِ العلماء الذين شربوا ماء زمزم لحاجة ... فأظن أن المؤلف أوصلهم إلى فوق (20)!
والكتاب ليس بحوزتي , ولكن قد جمعت في أحد الملفات من فعلَ ذلك:
قلتُ:
{من شرب ماء زمزم لحاجة}
* وقد شرب ماء زمزم جماعة من كبار العلماء وغيرهم، لمقاصد مختلفة، كالعلم النافع، أو حفظ الحديث، أو حسن التصنيف، أو للاستشفاء من بعض الأمراض، أو معرفة هواية كالرمي، أو لظمأ يوم القيامة، ونحو ذلك من المنافع الدينية والدنيوية، فتحصّل لهم ما نووه وقصدوه - كما نقله بعضهم - ونرجو حصوله لمن طلب ما في الآخرة، كمن شربه لظمأ يوم القيامة. ولا تستبعد صحة هذه الأخبار المنقولة - على سبيل الإجمال - وهى ممّا يؤيد صحة الحديث " ماء زمزم لما شرب له " مع أنه صحيح الإسناد.
* وحصول هذه المنافع لمن شرب ماء زمزم هو - بلا شك ولا ريب - بتوفيق الله تعالى وإعانته ورحمته، وهو مما أودعه الله تعالى من البركة والنفع في هذا الماء الشريف، لا سيّما مع صحة نيه شاربه.
" وهذا موجود فيه إلى يوم القيامة لمن صحّت نيته، وسلمت طويته، ولم يكن به مكذباً، ولا يشربه مجرّباً، فإن الله مع المتوكلين، وهو يفضح المجربين ".
(1) قال ياقوت الحموي عن ... : ويذكر أنه لما حج شرب من ماء زمزم ثلاث شربات وسأل الله ثلاث حاجات الأولى أن يحدث بتاريخ بغداد والثانية أن يملي بجامع المنصور والثالثة أن يدفن إذا مات عند بشر الحافي فحصلت الثلاثة.
(2) قال سويد بن سعيد: رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى منها ثم استقبل الكعبة فقال: اللهم إن ابن أبي الموالي حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ماء زمزم لما شرب له وهذا أشربه لعطش القيامة. ثم شربه. (مختصر صفة الصفوة).
(3) قال الحميدي: كنّا عند سفيان بن عيينة، فحدّثنا بحديث زمزم أنّه لما شرب له، فقام رجلٌ من المجلس، ثمّ عاد، فقال له: يا أبا محمدٍ أليس الحديث الذي حدثتنا في زمزم صحيحاً؟ فقال: بلى قال: فإني قد شربت الآن دلواً من زمزم على أنّك تحدّثني بمئة حديثٍ، فقال سفيان: اقعد اقعد؛ فحدّثه بمئة حديثٍ. (أخبار الظراف والمتماجنين لابن الجوزي) (1/ 121).
(4) ذكر عن أبي الفضل شهاب الدين أحمد بن علي الكناني الشافعي – أخذ عن البلقيني وابن الملقن – أنه شرب ماء زمزم ليصل إلى مرتبة الذهبي.
(5) من إمامة وورع الذهبي يُذكر أن الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852هـ) «قد شرب ماء زمزم لنيل مرتبته، والكيل بمعيار فطنته». ثم حج بعد مدة تقرب عشرين سنة. فسأل الله تعالى المزيد ورجا أن ينال ذلك فحقق الله رجاءه وشهد له بذلك التعبر غير واحد. حسن المحاضرة 1/ 363.
(6) قال الحكيم: وحدثني أبي قال: دخلت الطواف في ليلة ظلماء فأخذني من البول ما شغلني فجعلت أعتصر حتى آذاني وخفت إن خرجت من المسجد أم أطأ بعض تلك الأقذار وذلك أيام الحج فذكرت هذا الحديث فدخلت زمزم فتضلعت منه فذهب عني إلى الصباح. (الدر المنثور للسيوطي).
(7) دخل بن المبارك زمزم فقال: اللهم إن بن المؤمل حدثني عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ماء زمزم لما شرب له) اللهم فإني أشربه لعطش يوم القيامة [ابن ماجة وصححه الألباني وهو في الإرواء] (المفصل في شرح آية لا إكراه في الدين)
(8) قال ابن العربي المالكي: َلَقَدْ كُنْت بِمَكَّةَ مُقِيمًا فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَكُنْت أَشْرَبُ مَاءَ زَمْزَمَ كَثِيرًا، وَكُلَّمَا شَرِبْته نَوَيْت بِهِ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ لِي بَرَكَتَهُ فِي الْمِقْدَارِ الَّذِي يَسَّرَهُ لِي مِنْ الْعِلْمِ، وَنَسِيت أَنْ أَشْرَبَهُ لِلْعَمَلِ؛ وَيَا لَيْتَنِي شَرِبْته لَهُمَا، حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيَّ فِيهِمَا، وَلَمْ يُقَدَّرْ؛ فَكَانَ صَغْوِي إلَى الْعِلْمِ أَكْثَرَ مِنْهُ إلَى الْعَمَلِ، وَنَسْأَلُ اللَّهَ الْحِفْظَ وَالتَّوْفِيقَ بِرَحْمَتِهِ. (أحكام القرآن).
¥