[من أسباب السعادة]
ـ[صالح العقل]ــــــــ[29 - 10 - 07, 11:53 ص]ـ
السعادة في الإقبال على الله ...
أيها الأحبة: إنَّ الإقبال على الله بالطاعات ودوام التقرب إليه سبحانه وتعالى بكثرة النوافل، والإنابة إليه عزَّ وجل ستوصلك إلى حلاوة الإيمان وجنة الدنيا، فكما قال الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِن ذَكَرٍ أو أُنثى وهو مُؤمِن فَلَنُحيينّهُ حَياةً طَيبة}.
إنّها الحياة السعيدة. . إنّها الطُمأنينة والسكون. . إنّها الراحة والخشوع. .
تلك هي اللَّذة التي يتذوقها كل من أقبل على ربه وأناب إليه. .
قال أحد الصالحين: مساكين أهل الدنيا، خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها، قالوا: وما هو؟ قال: (معرفة الله).
وقال آخر: لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف.
إذن. . . إنْ كنت تريد السعادة فاتجه إلى الصلاة. . وأقبل على الله. . وستجد السعادة. .
السعادة في قراءة القرآن ...
إنّه القرآن، كتاب الحياة، وباب السعادة، كلما نظرت كلما أشرق في قلبك نور الإيمان، قال تعالى: {فامنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا}.
إنّه القرآن يا أمة الإسلام، فلماذا هجرناه وأعرضنا عنه ونسيناه، ولماذا ألهتنا الدنيا عن قراءته وتدبره،قال سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تُلهِكُم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله}.
إنَّ القرآن علاج الهموم، ومُزيل الغموم، ومُذْهِب الحسرات، وكاشفُ للبليَّات.
فيا من أحاطت به هموم الدنيا، وأزعجته المصائب، أُوصِيك بأن تجلس مع القرآن في كل يوم ولمدة ساعة تقرأ فيه، وتتأمل معانيه، وتعرض نفسك عليه، فوالله سوف تشعر بالسعادة وتذوق طعم الحياة. . .
السعادة توجد عند أصحاب الأخلاق الحسنة ...
والله إنَّ المُتَّصفين بالصفات الحسنة والأخلاق الحميدة ليجدون من الراحة والسعادة ما لا يخطر بالبال.
إنّهم أقوام أحبهم الله وأحبهم الناس، فكيف لا يجدون السعادة؟ إنّهم مُتواضعون مع الناس، يبتسمون، ويمزحون، ويضحكون، إنّهم يُساعدون المُحتاج، ويعطِفون على المسكين، إنّهم يُحسِنون الظن، ويتجاوزون عن الخطأ إنّهم طيبون، ويرحمون، وينفعون إذا رأيتهم رأيت فيهم أجمل الأخلاق وأحسن الصفات. . .
إنّهم يسيرون على منهج الرسول ــ صلى الله عليه وسلَّم ــ الذي مدحه الله بقوله: {وإِنَّك لعلى خُلُقٍ عَظِيم}.
فهذه رسالة: [عامل النَّاس بمِثلِ ما تُحب أنْ يُعاملوك، وستجد السعادة].
السعادة في ترك الذنوب ...
إنَّ الشهوات ومتابعة القنوات والسهر على المُحرمات طريقك إلى الشقاء في الدنيا والآخرة.
إنَّ إعراضك عن الله يجلب لك القلق والهمَّ والحزن، ألم تسمع قول الله تعالى: {ومَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإنَّ لهُ مَعِيشَةً ضَنكاً}.
إنَّ الذنوب لها لذةٌ في لحظتها ونشوةً في ساعتها، ولكن بعد ذلك عذاب القلب، وسموم الروح.
رأيتُ الذنوب تُميتُ القلوب
وقد يُورِثُ الذُلُّ إدمانُها
وتركُ الذنوبِ حياةُ القلوب
وخيرٌ لنفسكَ عِصيانُها
فوصيتي إليك يا أخي: أقبِل على ربك. . وابكِ على خطيئتِك. . واستغفر لذنبك. . وستجد السعادة.
السعادة في الإحسان إلى النّاس ...
إنْ كُنتَ تبحث عن الراحة والسكون والطمأنينة، فأوصيك أنْ تمسح رأس اليتيم. . وتُقبِّل رأس ذلك العجوز الفقير.
إنَّ الإحسان طريق مختصر إلى السعادة، وباب يُدخلك على كنوزٍ من الطمأنينة.
قال تعالى: {وأحْسِنُوا إنَّ الله يُحِبُّ المُحسِنِين}.
أخي المسلم: هل عفوتَ عن أحدٍ ظلمك؟
هل سامحت من أساء إليك؟
أقول لك: جرِّب ذلك. . فوالله ستجد طعماً للسعادة لا يُوازيه شيء. . .
ابذل مالك للمحتاج ...
يا من رزقه الله بيتاً. . إنَّ هناك عوائل لا بيوت لها.
يا من منحه الله زوجة. . هناك من طلَّق زوجته.
يا من يلعب مع أطفاله. . إنَّ هناك أطفال لم يجدوا آباءهم، فهم موتى أو مسجونين أو في شباك المخدرات.
يا من يريد السعادة: أَخْرِج قليلاً من مالك لذلك الفقير. . ولتلك الأرملة. . ولذلك المسكين. . فوالله ستشعر بِلَذَّةِ الإحسان وطعماً للسعادة قال تعالى: {ومَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فأُولئكَ هُمُ المُفْلِحُون}.
السعادة عند التائبين ...
¥