ـ[المقرئ]ــــــــ[02 - 11 - 07, 11:07 م]ـ
2 - لا تنافس زملاءك قدر استطاعتك
من أصدق القول (ازهد فيما عند الناس يحبك الناس) بل قال الإمام أبو داود إن هذا الحديث من أصول السنن
وقال الحسن رحمه الله: لا تزال كريما على الناس ولا يزال الناس يكرمونك ما لم تعاط ما في أيديهم فإذا فعلت ذلك استخفوا بك وكرهوا حديثك وأبغضوك
وقال أيوب السختياني رحمه الله: لا يُقبل الرجل حتى تكون فيه خصلتان العفة عما في أيدي الناس والتجاوز عما يكون منهم)
أجد هذا الكلام مطابقا تماما لواقع الناس اليوم، تجد طالب العلم في وظيفته أو مدرسته إذا كان ينافس زملاءه محاولا أن يترفع عليهم ومتقصدا لإظهار كماله ونقص غيره مجّته النفوس وأنِفت من مِثاليته واعتبرتها كبرا وغطرسة، لكن إذا تعمد إخفاء عيوب زملائه ومجيّرا بعض أعماله إليهم مؤْثرا به لهم فإنهم سيتقربون منه ويرون فيه أنموذجا راقيا، ومحلا للقبول والتبعية والرضى، فتجدهم محتاجين إليه وهو غير محتاج إليهم
قال أعرابي لأهل البصرة من سيد أهل هذه القرية قالوا الحسن قال بم سادهم قالوا احتاج الناس إلى علمه واستغنى هو عن دنياهم
وما أحسن قول بعض السلف في وصف الدنيا وأهلها
وما هي إلا جيفة مستحيلة***** عليها كلاب همّهن اجْتذابها
فإن تجْتنبها كنت سِلما لأهلها***** وإن تجتذبها نازعتك كلابها
كم هو مزعج أن يقوم المعلم أو أستاذ الكلية بالتفكير والتخطيط لحصص التدريس ليخرج بصورة الأناني الذي لا يهتم بغيره ولا ينظر إلا لرغباته
كيف تريد أن يجعلك زملاؤك مرجعا ومحل النظر والاستفادة وأنت تفكر بتفكيرهم وتخطط لمنافستهم
ماهو الشعور الحسن الذي سيحمله زملاؤك عنك إذا رأوك عفيفا عما شحت نفوسهم به، وسلمت نيتك عما أخفوه في نفوسهم وحرصوا عليه، سيتولد شعور كبير بالإعظام والإعجاب الذي يجعلك محط الاستفادة والقدوة
لكأني برسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل مثل هذه الرسائل في أعطياته ومنحه التي هو لا يجدها في بيته وذلك لأنه يرجو شيئا آخر،
هاهو رجل يسَأَلَ النبي صلى الله عليه وسلم غَنَمًا بين جَبَلَيْنِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ فَأَتَى قَوْمَهُ فقال أَيْ قَوْمِ أَسْلِمُوا فَوَاللَّهِ إِنَّ مُحَمَّدًا لَيُعْطِي عَطَاءً ما يَخَافُ الْفَقْرَ فقال أَنَسٌ إن كان الرَّجُلُ لَيُسْلِمُ ما يُرِيدُ إلا الدُّنْيَا فما يُسْلِمُ حتى يَكُونَ الْإِسْلَامُ أَحَبَّ إليه من الدُّنْيَا وما عليها
هذا ما أراده الرسول وانظر إلى انطباع هذا الرجل في تقييمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وللحديث بقية بإذن الله
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[03 - 11 - 07, 06:47 م]ـ
درر أغلى من الذهب من شيخنا المقرئ وفقه الله
عجل ببقية كلامك فإنا إليه بالأشواق.
وجزاك الله خيرا
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[03 - 11 - 07, 06:54 م]ـ
نتابع بترقب ....
وفقكم الله
ـ[أبو يوسف الثبيتي]ــــــــ[03 - 11 - 07, 10:42 م]ـ
نتابع بترقب ....
وأتمنى لو ينسق في ملف وورد بعد الإنتهاء منه لعلنا نصوره ويستفيد منه أكبر عدد ممكن.
فلعلكم تنظرون في هذا الإقتراح شيخنا المقرئ ...
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[03 - 11 - 07, 11:05 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[03 - 11 - 07, 11:06 م]ـ
متابع مستفيد
ـ[المقرئ]ــــــــ[06 - 11 - 07, 11:51 م]ـ
3 - كن مصلحا ولا تكن قاضيا
واقع العمل الجماعي يفرض اختلاف الآراء ووجهات النظر بحكم تنوع الأفهام والنفسيات = ولا يكاد يوم من أيام العمل يخلو من صدام بين العاملين إما نقاش في مسألة علمية أو اختلاف في قضية تربوية أو سلوكية، أو تنوع فكري ومنهجي، إلى غير ذلك من أسباب سوء العلاقة = وفي مثل هذه الحالات يكون أمثال طلبة العلم أو أصحاب الرأي محل النظر والتدخل
فحينئذ عليك أن تكون في مقام المصلح الذي يجمع القلوب ويحاول أن ينصر الحق مع الاعتذار للمخطئ بطريقة تحفظ ماء وجهه وكرامته
حينها ستكون ملاذا للمخطئين لأنه يعرف أنك ستنصر الحق والمخطئ
وإياك أن تقف موقف القاضي الذي لا يهتم إلا بطرف واحد وهو صاحب الحق وأما ما عداه فغير ملزم به
¥