يتجلى هذا جليا في قوله صلى الله عليه وسلم " انصر أخاك ظالما أو مظلوما) ونصرته ظالما بأن تمنعه من ظلمه = ومثلك ليس حاكما ولا صاحب سلطة حتى ترد الظلم وإنما تعمل على منعه من ظلمه بالحكمة والرأي السديد
ليس غرضك من الإصلاح هو أن تهين الظالم أو أو المخطئ = ولا أن توقفه موقف الذليل فقط = إنما غرضك هو نصرة الحق واستصلاح الظالم
أذكر أن طالب علم في مدرسة تحاكم إليه اثنان في مسألة فقهية فانتصر لأحدهما بأسلوب القاضي حتى اضطر المخالف إلى العناد والمكابرة فما كان من طالب العلم إلا أن استصدر فتوى من أحد العلماء الكبار - ولم يكن هذا العالم يعلم أن في القضية خصام - فرد هذا الشخص هذه الفتوى وانقسم الناس في المدرسة (وتكهربت) العلاقات واختل العمل
أين أسلوب يوسف عليه السلام (قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين)
إن الوقوف في صف المخطئ بطريقة تحفظ الحق وتنصر فيها المظلوم مع مراعاة المخطئ دواء ناجع مجرب
أرجو أن تتأملوا هذه القصة النبوية لترتشفوا منها حنكة وحكمة فاضت على حكمة كل الحكماء
قال البخاري في صحيحه حدثني هِشَامُ بن عَمَّارٍ حدثنا صَدَقَةُ بن خَالِدٍ حدثنا زَيْدُ بن وَاقِدٍ عن بُسْرِ بن عُبَيْدِ اللَّهِ عن عَائِذِ اللَّهِ أبي إِدْرِيسَ عن أبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قال كنت جَالِسًا عِنْدَ النبي صلى الله عليه وسلم إِذْ أَقْبَلَ أبو بَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ حتى أَبْدَى عن رُكْبَتِهِ فقال النبي صلى الله عليه وسلم أَمَّا صَاحِبُكُمْ فَقَدْ غَامَرَ فَسَلَّمَ وقال إني كان بَيْنِي وَبَيْنَ بن الْخَطَّابِ شَيْءٌ فَأَسْرَعْتُ إليه ثُمَّ نَدِمْتُ فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لي فَأَبَى عَلَيَّ فَأَقْبَلْتُ إِلَيْكَ فقال يَغْفِرُ الله لك يا أَبَا بَكْرٍ ثَلَاثًا ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ فَأَتَى مَنْزِلَ أبي بَكْرٍ فَسَأَلَ أَثَّمَ أبو بَكْرٍ فَقَالُوا لَا فَأَتَى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ فَجَعَلَ وَجْهُ النبي صلى الله عليه وسلم يَتَمَعَّرُ حتى أَشْفَقَ أبو بَكْرٍ فَجَثَا على رُكْبَتَيْهِ فقال يا رَسُولَ اللَّهِ والله أنا كنت أَظْلَمَ مَرَّتَيْنِ فقال النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ وقال أبو بَكْرٍ صَدَقَ وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَهَلْ أَنْتُمْ تاركو لي صَاحِبِي مَرَّتَيْنِ فما أُوذِيَ بَعْدَهَا
هذه القصة فيها من الفوائد العديدة ولكن يهمنا ما في وقوف الرسول صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر ونصرته له مع أنه يقول (أنا أظلم) لكن لما اعتذر أبو بكر من عمركان عليه أن يقبل اعتذاره قياما بحق أبي بكر
فدور طالب العلم المصلح يجب أن تشوبه الحكمة والحنكة والنظر السديد والثاقب
لست مطالبا حينما ترى احتدادا في النقاش واحمرارا في الوجه أثناء نقاش ويلتفت إلى رأيك أن تجيب؟
أمامك عدة خيارات لتوقف أهم قضية في المشكلة وهي اختلاف القلوب!! = فبإمكانك أن تؤخر الرأي لتمتص الحماس والغضب بقولك: أحتاج إلى مراجعة وتفكير، لتبعد الشد الموجود على البساط وليقع في نفس كل واحد أن القضية تحتاج إلى تفكير وأن القولين بحاجة إلى ترو ونظر فتطمئن النفوس وتتهيأ لأحدهما
لست مطالبا أن تبدي رأيك في كل شيء = تعلّم هذا جيدا
الكلام يطول ولعله اتضح ما أقصد
وللكلام بقية بإذن الله
ـ[المقرئ]ــــــــ[06 - 11 - 07, 11:54 م]ـ
إلى الشيوخ الفضلاء: عبد الله الميمان، وطالبة العلم سارة وأبي يوسف الثبيتي والجندي المسلم وأبي الحسن الأثري
بارك الله فيكم على دعائكم وتشجيعكم ولا حرمكم الله الأجر والمثوبة
ـ[أيمن المسلم]ــــــــ[07 - 11 - 07, 09:34 ص]ـ
أكرمك الله أخي .. أكمل بارك الله فيك
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[07 - 11 - 07, 11:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
طيب يا شيخنا
كيف تنعامل مع طالب العلم الذي اخطأ بحق سين من الناس وآتى الأخر يشكو من أخيه كيف نتجنب غيبة الأول؟
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[07 - 11 - 07, 12:25 م]ـ
بارك الله فيك على النصائح القيمة
زادكم الله علما
ـ[المقرئ]ــــــــ[09 - 11 - 07, 02:08 م]ـ
أخي الكريم: أيمن المسلم: بارك الله فيك على دعائك وجزاك خيرا
¥