يسعى للحرام فمكاسبه كبريت به يوقد الحجر المغصوب في البناء أساس الخراب أتراهم نسوا طي الليالي سالف الجبارين وما بلغوا معشار ما أتيناهم فما هذا الاغترار (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ) (الرعد: 6) فهم ينتظرون من لهم إذا طلبوا العود (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ) (سبأ: 54) كم بكت في تنعم الظالم عين أرملة وأحرقت كبد يتيم (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) (ص: 88) ما ابيض لون الرغيف حتى اسود وجه الضعيف ما تروقت المشارب حتى ترنقت المكاسب).
هذه قصة تروي النهاية السيئة لطريق الفساد والضياع – النظر المحرم -: أن امرأة كانت تسأل عن طريق حمام منجاب؟ فجاءت إلى رجل عند باب بيته, وكان باب بيته يشبه ذلك باب الحمام, فلما سألته, قال لها: هذا حمام منجاب. فدخلت الدار ودخل ورائها فلما رأت نفسها في داره وعلمت أنه قد خدعها أظهرت له البشرى والفرح باجتماعها معه. وقالت له: يصلح أن يكون معنا ما يطيب عيشنا وتقر به عيوننا, فقال لها: الساعة آتيك بكل ما تريدين وتشتهين, وخرج وتركها في الدار ولم يغلقها فأخذ ما يصلح ورجع فوجدها قد خرجت وذهبت. فهام الرجل بها وأكثر من ذكرها وجعل يمشي في الطرق ويقول:
يا رب قائلةٍ يوماً وقد تعبت ... أين الطريق إلى حمام منجاب؟
فبينما هو يقول ذلك وإذا بجارية أجابته من طاق:
هلاّ جعلت سريعاً إذ ظفرت بها ... حرزاً على الدار أو قفلاً على الباب؟
فازداد هيمانه واشتد هيجانه ولم يزل كذلك حتى كان هذا البيت آخر كلامه من الدنيا. والعياذ بالله.
(وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّهُ وَكَانَ اللّهُ بِهِم عَلِيما) ً (النساء: 39)
ماذا عليه لو أنق لله ويتذكر قول النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم
(السَّاعِي علَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ كَالمُجاهِدِ في سبيلِ اللَّه)
وقولهصلى الله عليه وسلم (من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسّر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).
اسمع إلى الذين كانوا يعملون للآخرة
كان عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه يسير ليلا يتفقد أحوال المسلمين فوجد عن بعد نارا توقد فذهب ليرىما هذه النار فقال ماذا تفعلين يا امة الله فقال له إن أطفالي جياع ويبكون وما عنديلأسد به جوعهم فأوهمهم بأنني اعد طعاما ليناموا جوعا أيغفل أمير المؤمنين عنا وينسىامرنا أنى اشتكيه إلى الله فذهب إلى مخازن بيت المال وقال لحارسه احمل علي فقالعليك أم عنك يا أمير المؤمنين فقال له احمل على فقال عنك أم عليك يا أمير المؤمنينفقال له عمر سكلتك أمك احمل عليا أتحمل عنى ذنوبي يوم القيامة وذهب إليها وما تركالأطفال إلا وهم يضحكون وفى اليوم التالي أرسل لها واحضرها فنظرت المر أه نخوةفوجدت الصحابة يقولون له يا أمير المؤمنين فخجلت من نفسها فقل لها لا عليك يا امةالله بكم تبيعين مظلمتك فقالت بلا شيء يا أمير المؤمنين فقال لابد إن اشتريهاواشتراها ن 600 درهم من ماله الخاص وأوصى بان توضع بين جسده وكفنه ليقابل بها اللهيوم القيامة
وكانوا يبحثون عن الآخرة
عن ابن عمر أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله وأي الأعمال أحب إلى الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً (في مسجد المدينة) ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غضبه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رخاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام)
¥