(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
(الأحزاب 71)
وبعد: ـ أيها الأخوة الأعزاء
أَخرج أَبو نُعيم في الحُلية عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (إِنَّ الله نظر في قلوب العباد فاختار محمداً صلى الله عليه وسلم فبعثه برسالته وانتخبه بعلمه. ثم نظر في قلوب الناس بعده فاختار الله له أصحاباً، فجعلَهم أَنصارَ دينه ووزراءَ نبيِّه صلى الله عليه وسلم فما رآه المؤمنون حسناً فهو حسنٌ وما رآه المؤمنون قبيحاً فهو عند الله قبيحٌ). وأخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب عن ابن مسعود رضي الله عنه بمعناه
ومنهم (عمر بن الخطاب رضي الله عنه)
أعزّ الله تبارك وتعالى الإسلام بإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
حيث كان يدافع عن المؤمنين المستضعفين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة بكل قوة وشجاعة (رضي الله عنه)
وثبت في (صحيح البخاري) عن ابن مسعود أنه قال: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر بن الخطاب
فاصطفى الله سبحانه وتعالى عمر بن الخطاب وأهلك عمرو بن هشام الذي هو أبو جهل الذي لقبه النبي صلى الله عليه وسلم بـ"فرعون هذه الأمة
عبد الله بن مسعود يحب عمر
قال زياد البكائي أحب عبد الله بن مسعود عمرحبا شديدا حتى أنه
قال لقد أحببت عمر حبا حتى لقد خفت الله لو أني أعلم أن كلبا يحبه عمر لأحببته ولوددت أني كنت خادما لعمر حتى أموت ولقد وجد فقده كل شيء حتى العضاه (إن إسلامه كان فتحا وإن هجرته كانت نصرا وإن سلطانه كان رحمة) (صحيح السيرة)
حبه للنبي صلى الله عليه وسلم
وعن عبد الله بن هشام قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو أخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي فقال لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال له عمر فانه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم الآن يا عمر (رواه البخاري)
ذكر نزول القرآن بموافقته
عن أنس قال (قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وافقت ربي عز وجل في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت (وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) (البقرة: 125) وقلت يا رسول الله أن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) (الأحزاب: 59) واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة فقلت عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت (عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً (التحريم: 5)
(متفق عليه)
عمر العبقري
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (رأيت الناس مجتمعين في صعيد فقام أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي بعض نزعه ضعف والله يغفر له ثم أخذها عمر فاستحالت في يده غربا فلم أر عبقريا يفري فرية) (متفق عليه)
عمر العلم
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال كان النبي. صلى الله عليه وسلم يحدث فقال بينما أنا نائم أتيت بقدح فشربت منه حتى أني أرى الري يخرج من أطرافي ثم أعطيت فضلي عمر فقالوا فما أولت ذلك يا رسول الله قال العلم (متفق عليه)
شفافية عمر
عن نافع عن عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب بعث جيشا وأمر عليهم رجلا يدعى سارية قال فبينا عمر يخطب الناس يوما قال فجعل يصيح وهو على المنبر يا ساري الجبل يا ساري الجبل قال فقدم رسول الجيش فسأله فقال يا أمير المؤمنين لقينا عدونا فهزمناهم فإذا بصايح يصيح يا ساري الجبل يا ساري الجبل فأسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله فقيل لعمر يعني بن الخطاب انك كنت تصيح بذلك قال بن عجلان وحدثني إياس بن معاوية بن قرة بمثل ذلك (رواه البيهقي في دلائل النبوة)
عمر المقدام على الحسنات
¥