تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(واهجرني ملياً)،قال الكلبي: اجنبني طويلاً. وقال مجاهد و عكرمة:حيناً.واقطعني وأطل هجراني فعندها قال له إبراهيم: (قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ) أي: لا يصلك مني مكروه، ولا ينالك مني أذىً، وزاده خيراً بأنه قال له سأستغفر لك ربى الذي هداني لعبادته 0 (سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً) (47) معناه: سأسأل الله تعالى لك توبة تنال بها المغفرة.

إنه كان بي حفياً، براً لطيفاً. قال مجاهد:عودني الإجابة لدعائي. (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيّاً) (مريم: 48)

أي: أعتزل ما تعبدون من دون الله: وأدعو ربي، أي: أعبد ربي، عسى أن لا أشقى بدعائه وعبادته،كما تشقون أنتم بعبادة الأصنام.

كما قال القائل الذي كان يعبد صنما وجاء يوما ليقدم له الطاعة فوجد عليه ماءاً من بول ثعلب فقال

ربٌّ يبول الثعلبان برأسه لقد هان من بالت عليه الثعالبُ

لو كان ربا كان يمنع نفسه فلا خير في رب نأته المطالب.

برئت من الأصنام في الأرض كلها وآمنت بالله الواحد القاهر.

وقد استغفر له إبراهيم عليه السلام كما وعده في أدعيته، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه

كما قال تعالى

(وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) (التوبة: 114)

روى البُخَاريّ: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصني؟ فيقول له أبوه: فاليوم لا أعصيك، فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون فأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله: إني حرمت الجنَّة على الكافرين. ثم يقال يا إبراهيم انظر ما تحت رجليك؟ فينظر، فإذا هو بذبح متلطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار)

أراد إبراهيم عليه السلام تحطيم جبهة الأصنام فأقسم قسماً فقال

(وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ) (الأنبياء:56)

خرج إبراهيم عليه السلام بحسم غاضب وغيرة على الحق

كان إبراهيم عليه السلام يعرف أن هناك احتفالا عظيما يقام على الضفة الأخرى من النهر، وينصرف الناس جميعا إليه. وانتظر حتى جاء الاحتفال وخلت المدينة التي يعيش فيها من الناس

فقالوا تعالى معنا (فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ) (89) إني مريض.

فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90) وهذا تعريض منه. فتركوه وراء ظهورهم. (فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ ألا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لا تَنطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ (93) فأقبل على آلهتهم يضربها ويكسِّرها بيده اليمني; ليثبت لقومه خطأ عبادتهم لها. (فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) فأقبلوا إليه يَعْدُون مسرعين غاضبين. (الصافات)

وذهب إبراهيم و دخل المعبد ومعه فأس حادة. فنظر إلى تماثيل الآلهة المنحوتة من الصخر والخشب. ثم نظر إلى الطعام الذي وضعه الناس أمامها كنذور وهدايا. ثم اقترب إبراهيم من التماثيل وسألهم) (أَلا تَأْكُلُونَ)

كان يسخر منهم ويعرف أنهم لا يأكلون. وعاد يسأل التماثيل: (مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ)

ثم هوى بفأسه على الآلهة وكسِّرها

فسبحان الله لا يقدُر الخَلْقَ قَدْرِه 00 ومن هو فوق العرش فردٌ موحَّد

توحيد الله” لنا نور أعددنا الروح له سكنا

الكون يزول ولا تمحى في الدهر صحائف سؤددنا

بنيت في الأرض معابدها والبيت الأول كعبتنا

هو أول بيت نحفظه بحياة الروح ويحفظنا

كسِّرها لأن الذي له حق العبادة هو الله وهو حق أن يعبد لا إله إلا الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير