تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أنواع الغيبة.]

ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[03 - 11 - 07, 11:55 ص]ـ

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى:

"من الناس من يغتاب موافقه لجلسائه وأصحابه وعشائره مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون أو فيه بعض ما يقولون لكن يرى أنه لو أنكر عليهم قطع المجلس واستثقله أهل المجلس ونفروا عنه: فيرى موافقتهم من حسن المعاشره وطيب المصاحبة وقد يغضبون فيغضب لغضبهم فيخوض معهم.

ومنهم من يخرج الغيبة في قوالب شتىٍ تارة في قالب ديانة وصلاح، فيقول: ليس لي عادة أن أذكر أحداً إلا بخير ولا أحب الغيبة ولا الكذب وإنما أخبركم بأحواله ويقول: والله إنه مسكين أو رجل جيد، ولكن فيه كيت وكيت وكيت وربما يقول: دعونا منه يغفر الله لنا وله وإنما قصده إستنقاصه وهضماً لجنابه ويخرجون الغيبة في قوالب صلاح وديانة يخادعون الله بذلك كما يخادعون مخلوقاً وقد رأينا منهم ألوانا كثيرة من هذا وأشباهه.

ومنهم من يرفع غيره رياء فيرفع نفسه فيقول: لو دعوت البارحة في صلاتي لفلان لما بلغني عنه كيت وكيت ليرفع نفسه ويضعه عند من يعتقده أو يقول: فلان بليد الذهن قليل الفهم، وقصده مدح نفسه وإثبات معرفته وأنه أفضل منه.

ومنهم من يحمله الحسد على الغيبة فيجمع بين أمرين قبيحين: الغيبة والحسد. وإذا أُثنى على شخص أزال ذلك عنه بما استطاع من تنقيصه في قالب دين وصلاح أو في قالب حسد وفجور وقدح ليسقط ذلك عنه.

ومنهم من يخرج الغيبة في قالب تمسخر ولعب ليضحك غيره باستهزائه ومحاكاته واستصغار المستهزأ به.

ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول تعجبت من فلان وكيف لا يفعل كيت وكيت؟! ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت وكيف فعل كيت وكيت فيخرج اسمه في معرض التعجب.

ومنهم من يخرج الاغتمام فيقول مسكين فلان غمني ماجرى له وماتم له فيظن من سمعه أنه يغتم له ويتأسف وقلبه منطو على التشفي به ولو قدر لزاد على مابه وربما يذكره عند أعدائه ليشتفوا به. وهذا وغيره من أعظم أمراض القلوب والمخادعات لله ولخلقه.

ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر فيظهر في هذا الباب أشياء من زخارف القول وقصده غير ما أظهر والله المستعان".

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - 11 - 07, 08:38 م]ـ

بارك الله فيكم أخي وليدا، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[03 - 11 - 07, 09:45 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي وليد

و الحق أن الغيبة من أعظم الأمراض الفتاكة اليوم و قل من يسلم منها من الملتزمين فضلا عن عوام الناس، فهي و الله فاكهة المجالس، يظهر الواحد فيهم أنه ينتقد شخصا لله فيظهر الغيبة بقالب التدين.

و السؤال الموجه لنا

كيف الخلاص من هذه الجريمة الشنعاء؟

كيف الخلاص من هذه الكبيرة العظيمة؟

ما من مجلس و للأسف إلا و في هذه المعصية الكبيرة - إلا من رحم الله-

فالله المستعان.

اللهم أهدنا لمحاسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت و اصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[11 - 11 - 07, 01:40 ص]ـ

جزاك الله خيرا

اختيار موفق

نسأل الله أن يحفظنا من الغيبة وأن يغفر لنا زللنا وأن يرفع درجات من وقعنا في عرضه إن لم نتمكن من طلب السماح منه

ـ[وليد الدلبحي]ــــــــ[11 - 11 - 07, 06:51 ص]ـ

الإخوة الكرام

علي الفضلي، أبو آلاء الحدادي، خالد بن عمر.

بارك الله فيكم، شرفني مروركم الكريم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير