ولن تجد لها طريقا مباشرا للشيخ سواءا بالسماع المباشر أو سمع أحدا يقول أنه سمعها منه سواءا بحضوره الدرس أو سماعه عن طريق أشرطة الشيخ
والمفترض من الإخوة المشايخ إذا طربوا لكلمة فهذا اجتهادهم لكن لا يعزوها للشيخ ونحن نعلم ومن عزاها للشيخ
يعلم أيضا أن عزوها للشيخ يعطيها قوة وبعدا آخر غير اجتهاده هو. فإجتهاده شئ والبعد الفقهي للشيخ شئ آخر
وعلى أية حال لو أتاه شخص واعطاه كلمة لشيخ معروف ومشهور من الأقدمين او المعاصرين فتجده لا ينشرها إلا بعد التثبت والعزو
فلم لا تعامل المسألة بمثل هذا النظر في أقوال الشيخ خاصة بعد موته!
بل حتى لو جاءت العبارة بصيغة أفضل بدلا من أصعب فهذه أيضا ليست من كلامه لأن أسلوبه وطريقته في الكلام واضحة بحمد الله
وأما العبارة
فقد قال جل وعلا:
(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)
فالحياة والممات كلها لله والتفضيل من نظرة فقهية فيه التفصيل ولا يصلح فيه التعميم وذلك بالنظر إلى النصوص وأحوال الشخص ونيته وغير ذلك
و العبارة عبارة فكرية ليست من العبارات التي عرفها طلاب العلم لأنها لم تستخدم الصيغ المعروفة في التفضيل كأفضل وأحب الأعمال وأزكاها وأحسن وخيركم بلفظ الخيرية وغير ذلك مما ورثه العلماء من مشكاة النبوة من ألفاظ
وهذا مما يؤكد –فوق معرفة أسلوب الشيخ- أنها ليست من كلامه لأن الشيخ رحمه الله
لا يستخدم في الغالب إلا الأساليب النبوية وأساليب السلف في التفضيل وفي كلامه العلمي عموما
ثانيا العبارة الأولى الحياة في سبيل الله
عبارة لم توجد في عبارات السلف حسب بحثي - بوضع الحياة مرادفة لجملة سبيل الله-
بل أيضا انظر إلى قولهم في سبيل الله وهي عند الإطلاق –في الغالب الأكثر- تعني الغزو
فأُتي بمرادف مضاد له وهي الحياة يعني بدل الموت وكأن (في سبيل الله ا) قتصرت على الحياة وليس الغزو أو الموت!
ولا يوجد من يستخدمها في عصرنا هذا سوى جماعة التبليغ عندما يخرجون للدعوة يقولون نخرج في سبيل الله
ولا ندري ربما تُخرج هذه العبارة آخرين غير جماعة التبليغ يقصدون أمرا آخر.
أيضا الحياة نفسها منها ماهو شاق ومنها ماهو سهل
لا كما تصوره العبارة في ظاهرها من أنها مجرد عيش في سبيل الله
وليس فيها ابتلاء أو فتنة قد تصل بتمحيصها للعبد إلى أن يموت في سبيل الله
فهي طريق لا يمنع بأن يوصل إلى مسار يبتليه الله ليعلم صدقه من كذبه
وهذا الموت في أحيان هو اختبار نهائي كنتيجة ليس سهلا كما تصوره العبارة،
وليست قصر المدة أو طولها من يحدد الصعوبة أو الأفضلية
أيضا الموت واضح وهو شئ معين أما الحياة ففيها تعميم كبير
هل هي بر الوالدين ام الصدقات أم الحج أم الذكر أم الصلاة على وقتها
أم وهو المهم ... القتال في سبيل الله وهو حياة في سبيل الله ما لم تمت!
نأتي لنأخذ العبارة وننظر لها بمجملها ظاهريا
(الحياة في سبيل الله اصعب من الموت في سبيل الله)
هل فعلا الحياة أصعب والموت أسهل. الموت الذي فيه الطعن والطعان وبريق السيوف
ونيران الصواريخ ورائحة الموت أنك ستودع هذه الدنيا هل ذلك أسهل من الحياة
كلاهما في سبيل الله! فما هو أصعب على النفس في نظرك؟
هل من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ونطق بالكفر وأخذ بالرخصة هل ذلك أسهل
أم من لم ينطق بالكفر واقتحم غمار المنون وقطعت عنقه في سبيل الله أذلك أصعب أم أسهل
هل حقا أن هذا ا الشخص لم يستطع! العيش او الحياة في سبيل الله
وماذا قال العلماء إجماعا في فضل من أخذ بالعزيمة وأبى أن يقول كلمة الكفر وقتل على من أخذ بالرخصة فأكره وقلبه مطمئن بالإيمان
هل قول الحق عند حاكم جائر وسيقتل بذلك هل هذا سهل على النفس أم هو أصعب من الصعب!
(وأفضل الجهاد كلمة الحق عند سلطان جائر) (وفي رواية: أي الجهاد أحب إلى الله ... ) بلفظ المحبة
والخلاصة أن العبارة عامة مطاطة حمالة أوجه وليست من ألفاظ العلماء التي يعرفها أي طالب علم
وأخشى ما أخشاه أن هذه العبارة يقصد بها الدعة والخلود إلى هذه الحياة الفانية
وأُتي بعبارة في سبيل الله حتى تكون الدعة والركون إلى الدنيا أمر لا بأس به بل هو في سبيل الله
بل وأصعب من الموت في سبيل الله فاطلبوا الأجر في الحياة واتركوا الموت لأنه أسهل.
وهذا الخلط أتى لبعد من يسمون المفكرين عن الألفاظ الشرعية البعيدة عن الألفاظ الموهمة
والبعد عن هدي أهل العلم وطريقتهم في تناول الكلام قديما وحديثا خصوصا إذا كان له تعلق بحكم شرعي
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
ـ[وليد عبدالله]ــــــــ[26 - 06 - 09, 11:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[27 - 06 - 09, 04:48 ص]ـ
إذن فما سبب نسبتها للشيخ رحمه الله تعالى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟