[الممتع من الشرح الممتع]
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 02:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[الممتع من الشرح الممتع]
في بداية التحصيل كنت اجتمع مع إخوة لي في الله من بلاد مختلفة ينتمي بعضهم إلى جماعة الإخوان وآخرين إلى التبليغ وغيرها من الجماعات، فكنا نناقش بعض المسائل الفقهية، ويأخذ كل منا بسرد أدلته ليقوي رأيه، فكنت أقول: قال أبو حنيفة، فيقول بعضهم: ولكن الإمام مالك قال كذا، فأقول: قال الشافعي، فيقول أحدهم: ولكن أحمد قال كذا، فأقول: قال ابن تيمية: فيقول أحدهم ولكن فلاناً قال كذا، وكلما قلتُ فلاناً قالوا: ولكن فلاناً يقول كذا!! إلى أن أقول، أو يقول أحدهم: قال ابن عثيمين كذا، فيسكت الجميع وكأن على رؤوسهم الطير!!
لقد جعل الله سبحانه وتعالى لهذا الشيخ الجليل القبول في الأرض فقلّما يردّ المسلمون فتاواه – رحمه الله – وهذا من توفيق الله سبحانه وتعالى لبعض عباده الذين تجرّدوا للآخرة ونذروا أنفسهم وأوقاتهم وراحتهم في خدمة هذا الدين فتحقق فيهم قول الله سبحانه وتعالى "قل إن صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" (نحسب الشيخ منهم ولا نُزكّيه على الله) فقلما ترى طالب علم في هذا الجيل إلا ونهل من معين علم هذا الشيخ الجليل رحمه الله وطيّب ثراه.
وفي كتب الشيخ - رحمه الله - فوائد عظيمة قلما تجتمع في غيرها من كتب أهل العلم، ولا سيما المتأخرين منهم، فللشيخ عناية كبيرة بالتأصيل وجمع الفوائد وترتيبها وتبسيطها حتى يتسنى للمسلمين فهمها والعمل بمقتضاها بعيداً عن التعقيد وتشتيت الأذهان بحشد المصطلحات العلمية، وبعيداً عن الحشو الكمي والتعجيز العلمي ..
كتاب "الشرح الممتع على زاد المستقنع" للشيخ العلامة "محمد بن صالح العثيمين" - رحمه الله وطيب ثراه - من أجمل ما قرأت من كتب الفقه المعاصر .. هذا الكتاب يحوي بين طياته دقائق من العلم قلما توجد مجتمعة في كتاب واحد .. وميزة هذا الكتاب أنه يصلح لطالب العلم المبتدئ والمتبحر ويصلح للعلماء في آن واحد، وأنا أنصح جميع طلبة العلم باقتناء هذا الكتاب وكثرة النظر فيه وحفظ مسائله، ولو أن طالب العلم اقتصر في الفقه على هذا الكتاب لأغناه عن أكثر الكتب الفقهية.
وهذه نكت مفيدة من كتاب الشرح الممتع (من الجزء الثامن: كتاب الجهاد) أنقلها لكم لحضور مناسبتها، ولما تمتاز به هذه الكلمات من دقة ووضوح وشمولية - شأنها شأن أكثر كلمات الشيخ ابن عثيمين رحمه الله – تُغني عن مقالات بل ومُجلدات كثيرة .. وما بين هذهين المعكوفين [ ... ] فهو من كلامي.
[الحاجة إلى دراسة فقه الجهاد وأحكام التعامل مع الكفار]
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "وكنا قبل هذا الوقت نقول: لا حاجة لقراءة الجهاد، لأنه لا يوجد جهاد، ولا لقراءة أحكام أهل الذمة، لأنهم غير موجودين [يقصد في بلاده]، أما الآن فلابد لطلبة العلم من أن يقرؤوا، ويحققوا أحكام الجهاد، وأحكام أهل الذمة وسائر الكفار، لأنه في هذا الوقت انفتحت جبهات للجهاد ولله الحمد فيها جهاد في سبيل الله، وأما الكفار فقد ابتلينا بهم وكثروا بيننا لا كثّرهم الله، فالواجب أن نعرف كيف نعامل هؤلاء الكفار ... " [الشرح الممتع: ج8 ص92]
[أقول: في هذا رد على الذين يزعمون بأن الشباب المجاهد قد غُرر بهم وسيقوا إلى جبهات قتال غير شرعية، مع أن هذه الجبهات أفتى بفرضية الجهاد فيها كبار علماء الأمة كأمثال الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين وأقرانهم (رحم الله الجميع) وفتاواهم مسجلة ومكتوبة ومتداولة ولله الحمد]
[الغاية من الجهاد]
"وإذا كان الدين كله لله وغلب الدين الإسلامي على غيره وأعطى هؤلاء الجزية عن يد وهم صاغرون فهذا هو الذي نريده، ونحن لا نريد أن نلزم الناس بالإسلام، نريد أن يلتزم الناس بالإسلام، أي بأحكامه حتى يكون الإسلام هو العالي، وكلمة الله هي العليا هذا هو الصحيح، وأن قتال الكفار لا لإلزامهم بالإسلام ولكن لإلزامهم بالخضوع لأحكام الإسلام، وذلك بأخذ الجزية منهم عن يد وهم صاغرون" [الشرح الممتع: ج8 ص64]
¥