الحالة الثانية: أن يستقيموا لنا ولا نخاف منهم خيانة ولم تر منهم خيانة، فحينئذ يجب علينا أن نستقيم لهم كما قال تعالى "فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" (التوبة: 7).
الحالة الثالثة: أن نخاف منهم نقض العهد، فلا يلزمنا أن نبقى على العهد، ولا يجوز لنا أن نقاتلهم، بل ننبذ إليهم على سواء، وإليه الإشارة في قوله تعالى "وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء ... " (الأنفال: 58) أي: انبذ العهد على سواء، لتكون أنت وإياهم على سواء في أنه لا عهد بينكم، وهذا هو الإنصاف، لأن الدين الإسلامي أقوم الأديان وأعدلها فما استقاموا لنا فإننا نستقيم لهم، وإن نقضوا عهدنا فلا عهد لهم، وإن خفنا منهم ننبذ إليهم على سواء فنقول لا عهد بيننا وبينكم ولا نأتيهم على غرة ونباغتهم لأن الأصل قيام العهد .. ". [الشرح الممتع: ج8 ص54]
[أقول: لقد تعدى الأمريكان كل هذا، فهم يصرحون بأنهم ما أتوا إلا لقتل إخواننا في العراق بل يقتلونهم كل يوم، وهم يُصرحون بأنهم يساعدون اليهود ويمدونهم بالسلاح في فلسطين، ولقد شهد العالم كيف قتل الأمريكان آلاف المسلمين في أفغانستان ومع ذلك يخرج لنا من لم يبقى في قلبهم مثقال ذرة من حياء أو خجل ليقولوا لنا بأن الأمريكان لهم عهد وأمان!! أي عهد لمن يحتل بلادكم احتلالاً عسكرياً!! هذه المقولة لم يقلها إلا القاديانية ابان احتلال بريطانيا للهند، وقد كتبت في هؤلاء مقالة بعنوان "السلفية القاديانية" فلتراجع .. وفي هذا أيظاً فضح للمسرحية الهزلية البغيضة التي يرقص فيها الراقصون من السلطة الفلسطينية - اليهودية (المسلّطة على المجاهدين) على أشلاء وجماجم أطفال فلسطين وعلى أعراض أخواتنا في الأرض المباركة من الذين يدعون إلى سلام الشجعان فيقبضون ملايين الدولارات في سبيل تمثيل هذه المسرحية التي أضحت قديمة قدم أخوهم إبليس]
[جناية الكافر الواحد جناية من الجميع]
" .... فإن قتلوا رهائننا فلنا أن نقتل رهائنهم .. فإن قال قائل: كيف نقتل رهائنهم وقد قال تعالى "ولا تزر وازرة وزر أُخرى" (الإسراء: 15)، قلنا: لأن القوم طائفة واحدة فجناية واحد منهم جناية من الجميع" (الشرح الممتع: ج8 ص58)
[أقول: ثم يأتينا من يقول: هذا مدني، وهذا عسكري، وهذا بريء لا ذنب له، ويأتون بكلام الله ويحرفونه ويؤولونه كيفما شاؤوا .. ألم يقتل الأمريكان واليهود الأطفال والمدنيين!! " فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ... "]
[الفرق بين الذمة والهدنة]
"ولكن ما معنى الذمة هنا هل هي العهد السابق (الهدنة)؟ .. نقول: لا، بينهما فرق، العهد السابق هدنة، فنعاهد الكفار، وهم في أرضهم مستقلون عن المسلمين ليس لنا من شأنهم شيء إلا وضع القتال، أما هؤلاء فإنهم يقرون على كفرهم في بلادهم بشرط إعطاء الجزية والتزام أحكام الملة .. ومعنى عقد الذمة اصطلاحاً كما قال الشارح (في الروض المربع 4\ 303): إقرار بعض الكفار على كفرهم، بشرط بذل الجزية، والتزام أحكام الملة، لأنهم لو التزموا الملة لكانوا مسلمين، لكن التزام أحكام الملة، أي: ما حكمت به الشريعة الإسلامية عليهم" [الشرح الممتع ج8 ص61]
[أقول: فليعي هذا من يتلاعب بالألفاظ الشرعية ليسوغ لحكامه بيع بلاد وأعراض ودماء المسلمين في سبيل كرسي استأجروه بآخرتهم، فهم لا يملكون هذه الكراسي وإنما استأجروها من الكفار مقابل بيعهم دينهم ودين المسلمين ودمائهم]
[الفرح بمصاب الكفار المحاربين]
"أما تعزيتهم: فلا يجوز أن نعزيهم، لأن التعزية تسلية للمصاب وجبر لمصيبته، ونحن لا نودّ أن يسلموا من المصائب، بل يقول الله تعالى "قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا" (التوبة: 52)، وهذا لا شك في أهل الحرب .. لكن في أهل الذمة، قال بعض أهل العلم: تعزيتهم تجوز للمصلحة كمصلحة التأليف لقلوبهم، أو لمكافأة إذا فعلوا بنا ذلك فإننا نفعل بهم" [الشرح الممتع: ج8 ص85]
¥