تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال القرطبي: (اللعن المذكور في الحديث إنما هو للمكثرات من الزيارة لما تقتضيه الصيغة من المبالغة ولعل السبب ما يفضي إليه ذلك من تضييع حق الزوج والتبرج وما ينشأ من الصياح ونحو ذلك وقد يقال: إذا أمن جميع ذلك فلا مانع من الأذن لهن لأن تذكر الموت يحتاج إليه الرجال والنساء).

و قال الشوكاني في (نيل الأوطار): (وهذا الكلام هو الذي ينبغي اعتماده في الجمع بين أحاديث الباب المتعارضة في الظاهر). انتهى كلام الألباني.

على أن هناك حديثا آخر استند إليه من حرم زيارة النساء للقبور يحسن بنا أن أذكره تتميما للفائدة، ذلك الحديث الذي رواه أبو داود وغيره (قبرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني ميتا فلما فرغنا انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرفنا معه فلما حاذى بابه وقف فإذا نحن بامرأة مقبلة قال أظنه عرفها فلما ذهبت إذا هي فاطمة عليها السلام فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرجك يا فاطمة من بيتك فقالت أتيت يا رسول الله أهل هذا البيت فرحمت إليهم ميتهم أو عزيتهم به فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعلك بلغت معهم الكدى قالت معاذ الله وقد سمعتك تذكر فيها ما تذكر قال لو بلغت معهم الكدى فذكر تشديدا في ذلك فسألت ربيعة عن الكدى فقال: القبور فيما أحسب) وهذا الحديث لو صح لكان دليلا قويا على تحريم الزيارة للنساء، ولكن الحديث ضعيف لا تقوم به حجة. ضعفه الإمام النووي، والشيخ الألباني.

وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري:-

واختلف في النساء فقيل: دخلن في عموم الإذن وهو قول الأكثر، ومحله ما إذا أمنت الفتنة. ويؤيد الجواز حديث أنس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال: "اتقي الله واصبري الخ". فإنه صلى الله عليه وسلم لم ينكر على المرأة قعودها عند القبر وتقريره حجة.

وممن حمل الإذن على عمومه للرجال والنساء عائشة رضي الله عنها فروى الحاكم من طريق ابن أبي مليكة أنها زارت قبر أخيها عبد الرحمن، فقيل لها: أليس قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ قالت نعم كان نهى ثم أمر بزيارتها. انتهى كلام الحافظ بتصرف.

ولظاهر تعارض الأحاديث اختلفت الرواية عن الإمام أحمد بن حنبل، فروي عنه جواز زيارتهن بلا كراهة، وروي عنه كراهة الزيارة، فكأنه قال بمقتضى الحديثين معا.

والله أعلم.

ـ[عادل أبو الفتوح]ــــــــ[09 - 11 - 07, 10:01 ص]ـ

هل تزور المرأة المقابر من خارج السور؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

هل يجوز للمرأة ان تزور من مات من اهلها من خلف سور المقبره ولا تدخلها؟

وهل يجوز ان تزور اموات المسلمين بالمقابر كمقبرة البقيع بالمدينة المنورة ومقبرة المعلاة بمكة المكرمة؟

وهل يجوز ان تسلم وتزور قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبري ابوبكر الصديق وعمر بن الخطاب رضوان الله عليهم؟

ارجو افادتي وجزاك الله كل خير بالدنيا والأخره.

الجواب:

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

أخي الفاضل (رايق) بورك فيك ونفع بك

اختلف العلماء في زيارة النساء للمقابر

فمنع منها قوم وأجازها آخرون

فمن منع منها استدل بحديث: لعن الله زائرات القبور

وهذا الحديث بهذا اللفظ لا يثبت، وإنما يصح بلفظ: لعن الله زوّارات القبور

والفرق بين اللفظين أن الثاني للمبالغة فيشمل المكثرات لزيارة القبور مما يدعو إلى النياحة على الميت ونحو ذلك.

والصحيح أنه يجوز للنساء زيارة القبور دون الإكثار منها، كما يجوز لهن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما.

للأدلة الصحيحة الثابتة، ومنها:

قالت أم عطية: نهينا عن اتباع الجنائز ولم يُعزم علينا. رواه البخاري ومسلم.

والنساء داخلات ضمناً في قوله عليه الصلاة والسلام: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها. رواه الإمام مسلم.

وهذا ما فهمته عائشة رضي الله عنها فقد أقبلت ذات يوم من المقابر فقال لها ابن أبي مليكة: يا أم المؤمنين من أين أقبلت؟ قالت: من قبر أخي عبد الرحمن بن أبي بكر، قال: فقلت لها: أليس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور؟ قالت: نعم، كان قد نهى ثم أمر بزيارتها. رواه الحاكم، وصححه الألباني.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير