تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالواجب على المسلم اتباع الكتاب والسنة، والبحث عن وسائل النجاة، أسأل الله عز وجل النجاة في الدنيا والآخرة، وأن يعز الإسلام والمسلمين وأن يذل الشرك والمشركين. وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم إنه على كل شيء قدير.

والذي نحن بصدده هنا هي مسألة زيارة النساء للقبور وهي مسألة فقهية بحتة ولكن من كثرة ما يرتكب فيها بعض عوام الناس من المخالفات من إعطاء حق الخالق للمخلوق، من دعائهم النبي ?، أو الأموات، والاستغاثة بهم من دون الله، أصبح من العلماء من يدخلها في مسائل العقيدة،

وقد حذر النبي e من الغلو في القبور بقوله: لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، تقول عائشة رضي الله عنها يحذر مثل الذي فعلو (1).

وبعد فهذا تلخيص لأقوال العلماء رحمهم الله في مسألة زيارة النساء للقبور، وسميته بالإنصاف لما في زيارة النساء للقبور من الخلاف، أسأل الله عز وجل أن يفقهنا في دينه، وأن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه على كل شيء قدير.

اختلف العلماء في زيارة النساء للقبور على أربعة أقوال:

القول الأول: أن زيارة النساء للقبور مثل الرجال مندوبة ما لم تترتب عليها موانع شرعية من نياحة، أو تبرج، أو اختلاط، أو خوف فتنة، وهو: مذهب أبي حنيفة ()، والمشهور والصحيح من مذهبي مالك ()، والشافعي ()، ورواية عن أحمد ().

القول الثاني: تكره زيارة النساء للقبور: وهو قول في المذهب المالكي ()، والشافعي ()، ورواية عن أحمد () إلا أن بعض الشافعية والحنابلة استثنوا من تلك الكراهة قبر الرسول ? وصاحبيه قالوا: فزيارتهم سنة مسنونة، ومن أعظم القربات للرجال والنساء، وألحق بهم بعض الشافعية: قبور بقية الأنبياء، والصالحين، والشهداء، والعلماء، والأولياء، والأقارب قال الخطيب الشربيني، والدمياطي من الشافعية: وذلك في غير زيارة قبر سيد المرسلين ? أما زيارته فمن أعظم القربات للرجال والنساء، ويلحق بذلك قبور بقية الأنبياء، والصالحين، والشهداء، والعلماء، والأولياء، والأقارب فتسن زيارتها للرجال والنساء ()، قال ابن مفلح، والبهوتي من الحنابلة: ويستثنى من تلك الكراهة زيارة قبر النبي ? وصاحبيه ().

القول الثالث: تباح الزيارة للقواعد وتحرم على الشواب اللاتي يخشى منهن الفتنة:وهو قول: في المذهب المالكي ().

القول الرابع: أن زيارة القبور فرض ولو مرة في العمر على الرجال والنساء لا فرق بينهما وهو مذهب: الظاهرية، قال ابن حزم: مسألة ونستحب زيارة القبور وهو فرض ولو مرة الرجال والنساء في ذلك سواء ().

استدل أصحاب القول الأول بما يأتي:

الدليل الأول: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كيف أقول لهم يا رسول الله قال:قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ().

الدليل الثاني: عن أنس بن مالك ? قال: مر النبي ? بامرأة تبكي عند قبر فقال: اتقي الله واصبري قالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه فقيل لها: إنه النبي ? فأتت باب النبي ? فلم تجد عنده بوابين فقالت: لم أعرفك فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى ().

الدليل الثالث:

عن عبد الله بن بريدة عن أبيه ? قال:قال رسول الله ?: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وترغب في الآخرة، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكراً ().

الدليل الرابع:

عن علي بن الحسين عن أبيه أن فاطمة بنت النبي ? رضي الله عنها كانت تزور قبر عمها حمزة بن عبد المطلب ? كل جمعة فتصلي وتبكي عنده ().

الدليل الخامس:

عن عبد الله بن أبي مليكة قال:توفي عبد الرحمن بن أبي بكر ? بحبشي قال: فحمل إلى مكة فدفن فيها فلما قدمت عائشة أتت قبر عبد الرحمن بن أبي بكر فقالت: وكنا كندماني جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا

فلما تفرقنا كأني ومالكاً لطول اجتماع لم نبت ليلة معا.

ثم قالت:والله لو حضرتك ما دفنت إلا حيث مت ولو شهدتك ما زرتك ()

وجه الدلالة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير