تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شيخ القراء والفقهاء بمكة المكرمة من أعلام قبيلة جهينة ...]

ـ[العوضي]ــــــــ[11 - 11 - 07, 09:31 م]ـ

هو الحافظ الفقيه أحمد حجازي بن عبدالله بن محمود بن (ابي تليح) عبدالعال

طهطاوي المولد حجازي الأصل. شيخ القراء بمكة المكرمة في العهد السعودي.

ولد في مدينة طهطا من محافظة سوهاج بصعيد مصر العربية في عام 1303هـ من أسرة محافظة. ذات وجاهه ويسار وكان معروفا بالحجازي منذ طفولته بين أفراد أسرته وبين سائر الناس خاصة ان أجداده القدماء كانوا من العرب النازحين من قبيلة جهينة ببلاد الحجاز الى مصر فنشأ يتيما في بيئة متمسكة بعري الدين الإسلامي ومطبوعة بطابع الأرياف وذلك بعد وفاة والدية وهو صبي لم يتجاوز السادسة من عمره

تلقى الدراسة الابتدائية بمدارس سوهاج ثم تخصص في حفظ القران الكريم بالقراءات السبع اولا ثم العشر وأتقن فن التجويد على قراءة حفص وتلقى الفقه والعلوم الدينية بالجامع الأزهر حتى تخرج حافظا وفقيها على يد شيخة ومربيه الشيخ العلامة ازهري احمد الدردير رحمه الله

رحل الى بلاد الحجاز -والحجاز في ذلك الوقت تحت نفوذ الحكم التركي - عازما على أداء الحج والإقامة بمكة المكرمة ومجاورة بيت الله فيها وفاء بنذر نذره اثر مرض شديد كاد يقضي عليه وكان عند هجرته تلك قد ناهز الثامنة عشر.وكان قوي البنية ربع القامة الى الطول اقرب عريض المنكبين مرتفع الصدر واسع الجبهة قمحي اللون مع ميل الى السمرة وكان رحمة الله وقورا مهيبا محسنا وساعيا الى الخير لا يرى إلا باسم الثغر والنور يتلالا من وجهه مع معرف من فصاحته ووضوح نبرة النطق وإتقان في مختلف أساليب البيان واشتهر منذ ان كان فتى بحدة البصر وبمهارة فائقة في السباحة لمسافات طويلة والغوص في لج الأنهار العميقة

وكان مجاورا بمكة المكرمة وهو أعزب (آل كوشك) فسعوا في تزويجه أول مره ثم تعددت زيجاته فتزوج من آل سرحان فلم ينجب منها ثم تزوج ابنة العباس السيد نجم الدين قاري فأنجب منها ابنه محمد أمين وعبدالله وبناته أمينة و نعيمة وخيرية ثم مرضت زوجته وأم أولاده واسمها مغفرة وتوفاها الله. فتزوج بعدها امرأة لم يعاشرها سوى فترة قصيرة ثم فارقها وتزوج بعد ذلك الزوجة الأخيرة من أهل الطائف وهي رحمة بنت عمر صباغ فأنجب منها بناته السبع فاطمة وزينب وأسماء و خديجة و نظيمة وهدى وصفية.

وقد اعتاد أبناء البلد الحرام من أهل مكة والمجاورين والحجاج وطلبة العلم تشكيل حلقة حوله عقب صلاتي العصر والمغرب للاستماع الى ترتيله أي من الذكر الحكيم كل يوم في حصوة باب أجياد بالمسجد الحرام فقد كان رحمة الله جهوري الصوت عالي الطبقة حتى ان من عاصر تلك الفترة كان يذكر ان صوته كان يسمع من خارج المسجد الحرام -ولما تعرف مكبرات الصوت آنذاك.

فاسترعى ذلك انتباه الوالي التركي الذي اعجب بقراءته المجود وحسن ترتيله وقوة حفظة فرغب ان يتلقى القران على يديه فوافق الشيخ احمد حجازي على تعليم الوالي التركي قراءة القران بقراءة حفص عن عاصم وعلى أثره كثر الراغبون من طلبه العلم في ان يعلمهم القران ولكنه لم يلبث ان استجاب لرغبة الوالي فانتقل الى مقر الجند بالطائف وعينة الوالي إماما للجيش ومدرسا للقران الكريم بقشلة الطائف ومن ثم اتيحت الفرصة لكثير من أهل الطائف لتعلم القران وحفظه على يده فأحبه أهل الطائف.

وكان قلب الشيخ احمد معلقا بالمسجد الحرام فرجع الى مكة المكرمة بعد خروج الحكومة التركية في أخريات عام 1331هـ وبدايات عام 1332هـ ثم هيا الله له الأسباب فسافر الى بلاد شرق آسيا ليعلم أهلها القران الكريم حيث وجد من سلاطين بلاد الملايو وسنغافورة وأهلها خاصة احتفالا و تعظيما وتكريما للقران الكريم ورغبة صادقة في حفظه وفهمه وتعلم العلوم الشرعية.فأمضى فترة من الزمان يتنقل بين مدن وقرى تلك البلاد فتكاثف طلاب العلم حوله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير