تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(وقال المروذى: قلت لابي عبدالله: أبو بدر ثقة؟ قال: أرجو أن يكون صدوقا، قد جالس الصالحين.

قال: وكان لا يقول حدثنا، لقد أرادوه على أن يقول حدثنا فأبى، وقال: أوذا أقول خصيف، وكنت مع ابن معين (2)، فلقى أبا بدر فقال له يا شيخ، اتق الله وانظر هذه الاحاديث لا يكون ابنك (3) يعطيك.

قال أحمد: فاستحييت وتنحيت، فبلغني أنه قال: إن كنت كاذبا فعل الله بك وفعل.

وروى وكيع، عن الثوري قال: ليس بالكوفة أعبد من أبى بدر.

وروى نحوها حنبل عن أحمد، فزاد فيها احمد فاظن دعوة الشيخ أدركته.

)

وفي تاريخ أبي زرعة الدمشي

(وذكر يزيد بن الأسود، فقدمه، وفضله، وذكر استسقاء الضحاك به بدمشق.

قلت له (أي لدحيم): فقد حدثنا الحكم بن نافع عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر: أن الناس قحطوا بدمشق، فخرج معاوية يستسقي بيزيد بن الأسود، فعرفه، وقبله، وقال: وجه ذلك أنه فعله في إمرة معاوية، وفعله في إمرة الضحاك.)

فهذا فعل أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه والضحاك بن قيس رضي الله عنه

وجاء في بعض الروايات بأنه البكاء فهذا يزيد بن الأسود رجل صالح طلبوا منه أن يدعوا للمسلمين

قد يقول قائل ولكن النفع هنا عام للمسلمين

لكنه في النهاية توسل بدعاء الرجل الصالح الذي لم يأت الوحي بأنه مجاب الدعوة

قال الإمام النميري

(ولهذا (3) قال الفقهاء: يستحب الاستسقاء بأهل الخير والدين، والأفضل أن يكون من أهل (4) بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وقد استسقى معاوية بيزيد بن الأسود الجرشي (5) وقال اللهم إنا (6) نستسقي بيزيد بن الأسود، يا يزيد ارفع (7) يدك فرفع (8) يديه ودعا، ودعا الناس حتى أمطروا (9) (10))

انتهى

وهذا طلب الدعاء من الرجل الصالح

وقد يكون بعض ما نقلت أعلاه لا بخصوص المسألة ولكن المقصود بيان مكانة العلماء والزهاد

والعباد لا الدراويش الكذبة

ولكن الرجل الصالح يوقر وينزل مرتبته التي تليق به دون غلو كفعل الطرقية

ولا يشترط في العابد الزاهد أن يكون من العلماء

وقد جاء في الأثر

(إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي)

ولا شك أن الإنسان ينبغي أن يدعو بنفسه

وأن لايعتمد على غيره

وإذا كان في ضيق فعليه بالاكثار من الدعاء

وعلى الداعي أن يتأخذ الأسباب

فما فائدة الدعاء من قلب لاه غافل

ثم أنى يستجاب له ومأكله حرام ومشربه حرام

أنى يستجاب له وقد ظلم العمال

أنى يستجاب له وقد قطع الرحم

أنى يستجاب له وقد أكل الربا

أنى يستجاب له وقد أكل مال من يعمل لديه

أنى يستجاب له وقد منع حق العباد

فكثيرا ما نرى هولاء يطلبون الدعاء من الرجل الصالح

وفي صحيح مسلم

(حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِىُّ - وَاللَّفْظُ لِسَعِيدٍ - قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَلَى ابْنِ عَامِرٍ يَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ فَقَالَ أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لِى يَا ابْنَ عُمَرَ. قَالَ إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «لاَ تُقْبَلُ صَلاَةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ وَلاَ صَدَقَةٌ مِنْ غُلُولٍ». وَكُنْتَ عَلَى الْبَصْرَةِ.

)

رحم الله أبا عبد الرحمن

هذا مجرد تذكرة من ابن عمر

قال الإمام النووي - رحمه الله

(وَكُنْت عَلَى الْبَصْرَة

فَمَعْنَاهُ أَنَّك لَسْت بِسَالِمٍ مِنْ الْغُلُول فَقَدْ كُنْت وَالِيًا عَلَى الْبَصْرَة وَتَعَلَّقَتْ بِك تَبِعَات مِنْ حُقُوق اللَّه تَعَالَى وَحُقُوق الْعِبَاد، وَلَا يُقْبَل الدُّعَاء لِمَنْ هَذِهِ صِفَتُهُ، كَمَا لَا تُقْبَل الصَّلَاة وَالصَّدَقَة إِلَّا مِنْ مُتَصَوِّن، وَالظَّاهِر - وَاَللَّه أَعْلَم - أَنَّ اِبْن عُمَر قَصَدَ زَجْر اِبْن عَامِر وَحَثّه عَلَى التَّوْبَة وَتَحْرِيضه عَلَى الْإِقْلَاع عَنْ الْمُخَالَفَات، وَلَمْ يُرِدْ الْقَطْع حَقِيقَة بِأَنَّ الدُّعَاء لِلْفُسَّاقِ لَا يَنْفَع، فَلَمْ يَزَلْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالسَّلَف وَالْخَلَف يَدْعُو لِلْكُفَّارِ وَأَصْحَاب الْمَعَاصِي بِالْهِدَايَةِ وَالتَّوْبَة. وَاَللَّه أَعْلَم.)

انتهى

وأنا أظن أن ابن عمر ما نسب ابن عامر إلى شر بل أنه أشار إلى خطورة الأمر

ففيه تذكرة له ولغيره

فرحم الله أبا عبد الرحمن

ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 07, 05:13 ص]ـ

قال أبو عوانة

(حدثنا محمد بن يحيى، وإبراهيم بن مرزوق قالا: ثنا وهب بن جرير قال: ثنا شعبة، عن سماك، عن مصعب بن سعد قال: جعل الناس يثنون على ابن عامر عند موته، فقال ابن عمر: أما إني لست بأغشهم لك ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله لا يقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول (1)

حدثنا محمد بن حيويه، وأبو المثنى قالا: ثنا أبو الوليد قال: ثنا زائدة، وأبو عوانة، عن سماك، عن مصعب بن سعد، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يقبل الله صدقة من غلول (1)، ولا صلاة بغير طهور» وقال في حديثه: كنت على البصرة ولا تقبل صلاة بغير طهور، [قال أبو عوانة: فدل قوله أن قبولها باجتنابه أكل الحرام ولبس الحرام

)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير