تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تارك الصلاة أعظم معصية، واستهانة من إبليس.]

ـ[السدوسي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 01:46 ص]ـ

قال لي أحد العامة: تارك الصلاة عمدا أعظم جرما من إبليس فقلت له: ولم؟ قال: لأن الله أمر إبليس أن يسجد لآدم فأبى وتارك الصلاة أمره الله أن يسجد له فأبى فتبسمت حينها وسكت، ثم وقفت على كلام لإسحاق نقله الإمام محمد بن نصر المروزي في كتابه القيم تعظيم قدر الصلاة - (ج 3 / ص 14) فقال:

قال إسحاق: واجتمع أهل العلم على أن إبليس إنما ترك السجود لآدم عليه الصلاة والسلام لأنه كان في نفسه خيرا من آدم عليه السلام فاستكبر عن السجود لآدم فقال: (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين (1)). فالنار أقوى من الطين فلم يشك إبليس في أن الله قد أمره ولا جحد السجود فصار كافرا بتركه أمر الله تعالى واستنكافه أن يذل لآدم بالسجود له، ولم يكن تركه استنكافا عن الله تعالى ولا جحودا منه لأمره فاقتاس قوم ترك الصلاة على هذا. قالوا: تارك السجود لله تعالى وقد افترضه عليه عمدا، وإن كان مقرا بوجوبه أعظم معصية من إبليس في تركه السجود لآدم لأن الله تعالى افترض الصلوات على عباده اختصها لنفسه فأمرهم بالخضوع لهم بها دون خلقه، فتارك الصلاة أعظم معصية، واستهانة من إبليس حين ترك السجود لآدم عليه السلام فكما وقعت استهانة إبليس وتكبره عن السجود لآدم موقع الحجة فصار بذلك كافرا، فكذلك تارك الصلاة عمدا من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر.

ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 03:16 ص]ـ

فائدة طيبة .. جزاك الله خيرا

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 10:59 ص]ـ

قال المرداوي رحمه الله في الإنصاف:

الثَّانِيَةُ: اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ: بِمَ كَفَرَ إبْلِيسُ؟ فَذَكَرَ أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ شَاقِلَا: أَنَّهُ كَفَرَ بِتَرْكِ السُّجُودِ.

لَا بِجُحُودِهِ.

وَقِيلَ: كَفَرَ لِمُخَالَفَةِ الْأَمْرِ الشِّفَاهِيِّ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى.

فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَاطَبَهُ بِذَلِكَ.

قَالَ الشَّيْخُ بُرْهَانُ الدِّينِ: قَالَهُ صَاحِبُ الْفُرُوعِ فِي الِاسْتِعَاذَةِ لَهُ.

وَقَالَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ: إنَّمَا كَفَرَ لِأَنَّهُ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ، وَعَانَدَ، وَطَغَى وَأَصَرَّ، وَاعْتَقَدَ أَنَّهُ مُحِقٌّ فِي تَمَرُّدِهِ.

وَاسْتَدَلَّ بِأَنَّهُ (خَيْرٌ مِنْهُ) فَكَانَ تَرْكُهُ لِلسُّجُودِ تَسْفِيهًا لِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَحِكْمَتِهِ.

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: إنَّمَا أُمِرَ بِالسُّجُودِ فَاسْتَكْبَرَ.

وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ.

وَالِاسْتِكْبَارُ كُفْرٌ.

وَقَالَتْ الْخَوَارِجُ: كَفَرَ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ وَكُلُّ مَعْصِيَةٍ كُفْرٌ.

وَهَذَا خِلَافُ الْإِجْمَاعِ. (انتهى كلامه)

فالصحيح أن كفر إبليس كان كفر استكبار، كما قال تعالى: (إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين) البقرة 34

أما مسألة كفر تارك الصلاة فالخلاف فيها معروف، والأقرب والله أعلم أن تارك الصلاة كافر كفرا أكبر سواء تركها جحودا أو تكاسلا؛ للأدلة المعروفة.

ـ[السدوسي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 01:02 م]ـ

جزاكما الله خيرا، ونفع بكما.

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[14 - 11 - 07, 07:16 م]ـ

اللهم اصلح لنا فروضنا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير