[حب آل البيت - رضوان الله عليهم -.]
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - 11 - 07, 12:11 م]ـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له أما بعد:
إن من ينظر إلى أحوال كثير من المسلمين، يجدهم بين الإفراط والتفريط في حب آل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – الأطهار، فطرف غلوا حتى ألّهوا آل البيت وهم الرافضة ومن وافقهم، وطرف جفوا حتى تنقصوا آل النبي الكرام، فمنهم من سبهم على المنابر، ومنهم من ازدراهم وتنقصهم، وهؤلاء على رأسهم الناصبة ثم من وافقهم، ومنهم من لا يوقِع لهم حقا خاصا في قلبه على سائر المؤمنين،
فلما كان ذلك كذلك، نقلت بعض أقوال الأئمة والعلماء في حق أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، هذا و اعلم أخي الحبيب، أختي المكرمة أن مِن أفضل ما أُلف في بيان فضلهم وحقهم، رسالة لبعض طلبة العلم اليمنيين، وهي: " شذا الأزهار في بيان خصائص آل بيت النبي الأطهار ".
ولنشرع في المقصود:
فضل آل البيت:
روى أحمد والحاكم والبيهقي والطبراني في الكبير عن عدد من الصحب الكرام عن النبي صلى اله عليه وسلم أنه قال:
[كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي].
قال العلامة أحمد عبد الرحمن البنا في " بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني " المطبوع مع " الفتح الرباني ":
[النسبة: بالولادة، والسبب بالنكاح قاله الديلمي مُصَدِّرا بأن السبب هنا الوصلة والمودة، وكل ما يتوصل به إلى الشيء لِبعد عنه فهو سبب .... ].
قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله تعالى – في " الفصول في سيرة الرسول ":
[ومن الخصائص: أن كل نسب وسبب فإنه ينقطع نفعه وبره يوم القيامة إلا نسبه وسببه وصهره صلى الله عليه وسلم، قال تعالى {فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} ......... قال أصحابنا: قيل معناه: أن أمته ينتسبون إليه يوم القيامة، وأمم سائر الأنبياء لا تنتسب إليهم.
وقيل: يُنتفع يومئذ بالانتساب إليه، ولا يُنتفع بسائر الأنساب.
وهذا أرجح من الذي قبله، بل ذلك ضعيف، قال الله تعالى: {ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم} النحل.، وقال تعالى: {ولكل أمة رسول، فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهو لا يظلمون} يونس.؛
في آي كثيرة دالة على أن كل أمة تدعى برسولها الذي أرسل إليها، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى -.
وأخرج ابن حبان في " صحيحه "، والحاكم في " مستدركه " عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه –قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: [والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار]. وانظر السلسلة الصحيحة (2488).
وقد ترجم ابن حبان – رحمه الله تعالى – على هذا الحديث بقوله:
[ذكر إيجاب الخلود في النار لمبغض أهل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم].
قال النيسابوري في تفسيره: [وإذا استحقوا النار ببغضهم، فلأن يستحقوا النار بقتلهم أولى].
الإمام أحمد بن حنبل:
[أخرج الخطيب أن الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله تعالى – كان إذا جاء شيخ وحدث من قريش أو الأشراف قدمهم بين يديه وخرج وراءهم.
وقد صنف الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله تعالى – مسنده الذي يشتمل على نحو أربعين ألف حديث، وبدأ فيه بمسانيد العشرة المبشرين بالجنة، ثم مسانيد أهل البيت.
وكان إذا سئل عن علي وأهل بيته، قال: أهل بيت لا يقاس بهم أحد].
انتهى من رسالة " شذا الأزهار في بيان خصائص آل بيت النبي الأطهار ".
شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع فتاويه ":
[وجرت بيني وبينه وبين غيره مخاطبات (بعض وزراء المغول)، فسألني فيما سألني: ما تقولون في يزيد؟
فقلت: لا نسبه ولا نحبه، فإنه لم يكن رجلا صالحا فنحبه ونحن لا نسب أحدا من المسلمين بعينه.
فقال: أفلا تلعنونه؟ أما كان ظالما؟ أما قتل الحسين؟.
فقلت له: نحن إذا ذُكر الظالمون كالحجاج بن يوسف وأمثاله نقول كما قال الله في القرآن {ألا لعنة الله على الظالمين} ولا نحب أن نلعن أحدا بعينه، وقد لعنه قوم من العلماء،وهذا مذهب يسوغ فيه الاجتهاد،لكن ذلك القول أحب إلينا وأحسن.
¥