تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالتوحيد هو أساس الدين، وهو الشرط الأول لقبول القربات والطاعات ومغفرة الذنوب، وتحقيقه يكون بتخليصه وتصفيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي، فيكون بإفراد الله عز وجل بالعبادة وإثبات ما أثبته الله لنفسه، ومراقبته والتعلق به، وكثرة دعائه واللجوء إليه، والإتيان بالأركان والواجبات وتكميل ذلك بالسنن والمستحبات.

وترك ما ينافي ذلك كله من الشرك الأكبر الذي ينافي أساس التوحيد وأصله، وترك الشرك الأصغر والكبائر والتي تنافي كمال التوحيد الواجب، وترك كل ما ينافي كماله المستحب من الاسترقاء - وهي طلب الرقية من الغير -، ومثله الاكتواء، كما جاء في حديث ابن عباس (في السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب. (6)

ومما يحقق التوحيد محبته ـ محبة التوحيد وأهله والذود عن أعراضهم والرد على مخالفيهم ـ، قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله: من لم يحب التوحيد لم يكن موحدًا؛ لأنه هو الدين الذي رضيه الله لعباده، كما قال تعالى: http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_R.GIF وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_L.GIF . (7)

وقال الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: من أحب الله أحب دينه، وما لا فلا.

كما أن الشرك أعظم سبب يمنع العبد من مغفرة الذنوب، قال تعالى: http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_R.GIF وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_L.GIF [ الأنعام: 88] وقال: http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_R.GIF إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ http://jmuslim.naseej.com/Images/BRAKET_L.GIF [ النساء: 48].

فتحقيق التوحيد واجتناب الشرك من أعظم الأسباب التي يتحقق من خلالها المغفرة للعبد، فقد أخرج مسلم عن أبي ذر (قال: سمعت رسول الله (يقول: «يَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ..... وَمَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطِيئَةً لاَ يُشْرِكُ بِي شَيْئاً، لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً». (8)

وأخرج الترمذي من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص (قال: سمعت رسول الله (يقول: «إِنَّ الله سَيُخَلِّصُ رَجُلاً مِنْ أُمَتِي عَلَى رُؤُوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلاًّ، كُلُّ سِجِلٍ مِثْلُ مَدّ البَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئَاً؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحافِظُونَ؟ فيَقُولُ لاَ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ فَيَقُولُ لاَ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً فَإِنَّهُ لاَ ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَتُخْرَجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ، فَيَقُولُ يَا ربِّ مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَع هَذِهِ السِّجِلاَّتُ؟ فَقَالَ فَإِنَّكَ لاَ تُظْلَمُ. قالَ: فَتُوْضَعُ السِّجِلاَّتُ فِي كِفَّةٍ وَالِبطَاقَةُ في كِفَّةٍ فَطَاشَتْ السِّجِلاَّتُ وَثَقُلَت البِطَاقَةُ، ولا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ الله شَيْءٌ» إسناده جيد، وقد صححه ابن حبان والحاكم. (9)

قال ابن رجب: من جاء مع التوحيد بقراب الأرض خطايا لقيه الله بقرابها مغفرة ... إلى أن قال: فإن كَمُل توحيد العبد وإخلاصه لله تعالى فيه، وقام بشروطه بقلبه ولسانه وجوارحه، أو بقلبه ولسانه عند الموت أوجب ذلك مغفرة ما قد سلف من الذنوب كلها، ومنعه من دخول النار بالكلية، فمن تحقق بكلمة التوحيد قلبه أخرجت منه كل من سوى الله محبة وتعظيماً، وإجلالاً ومهابة، وخشية وتوكلاً، وحينئذ تحرق ذنوبه وخطاياه كلها، وإن كانت مثل زبد البحر. ا.هـ ملخصًا (10)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير