عندما أخرجوا من السجن دعا أخوه عبد الله الملقب بالشرف على من تسبب في حبسه ظلماً وعدواناً، فمنعه شيخ الإسلام، وقال له: بل قل: اللهم هبلهم نوراً يهتدون به إلى الحق.
السجنةالثالثة
كانت بمصر أيضاً، ولمدة قليلة، أسبوعين من 3/ 10/707هـ إلى 18/ 10/707هـ.
وسببها أنه ألف كتاباً في الاستغاثة، المعروف بالرد على البكري، لهذا استعدى عليه الصوفية السلطة بالقاهرة، فكون له مجلس، فمنهم من برأه ومنهم من أدانه.
السجنة الرابعة
بمصر كذلك، في قاعة "الترسيم"، لمدة شهرين أوتزيد، من آخر شهر شوال 707هـ، إلى أول سنة 708هـ.
وكانت تلك السجنة بسبب مؤامرة تولاها الصوفي الباطني الحلولي نصر المنبجي، مستغلاً صلته بالحاكم الظالم الجاشنكير.
السجنة الخامسة
كانت بالإسكندرية من يوم 1/ 3/709هـ إلى 8/ 10/ 709هـ، لمدة سبعة شهور، وهي بمكيدة مننصر المنبجي والجاشنكير، عليهما من الله ما يستحقانه.
لقد عزموا أن ينفوه إلى قبرص، وهدِّد بالقتل، فقيل له في ذلك، فقال مقالته المشهورة، وكلمته المشهورة: (إن قتلت كانت لي شهادة، وإن نفوني كانت لي هجرة، ولو نفوني إلى قبرص دعوتُ أهلها إلى الله فأجابوني، وإن حبسوني كان لي معبداً، وأنا مثل الغنمة كيفما تقلبت تقلبت على صوف)، فيئسوا منه وانصرفوا.
ولكن الله يدافع عن الذين آمنوا، فما هي إلا شهور حتى رجع الملك الناصر محمد بن قلاوون 709هـ، خالفاً الخائن الجاشنكير وزميله ففي الخيانة سلار فسجنهما فماتا هما ً و غما ً في السجن، فأفرج عن الشيخ، واستدعاه من الإسكندرية إلى القاهرة، وأكرمه، وأجله، واستفتى الشيخ في قتل المشايخ الذين كانوا سعوا به إلى الجاشنكير وأرادوا قتله بعد سجنه، ولكن الشيخ رحمه الله علم مراد السلطان وأنه يريد أن يتخلص منهم انتقاماًلنفسه، فشرع الشيخ في مدحهم والثناء عليهم، وقال: إن هؤلاء أفضل ما في مملكتك، فإنقتلتهم فلا تجد بديلاً عنهم؛ وقال له: أما أنا فهم في حل من جهتي.
ولهذا قال ابن مخلوف قاضي المالكية في زمانه، وكان من المحرضين عليه، بعد ذلك: ما رأينا أتقى من ابن تيمية، لم نبق ممكناً في السعي فيه، ولما قدر علينا عفا عنا.
وبعدها نزل الشيخ القاهرة، وسكن بالقرب من مشهد الحسين، وتردد عليه الخلق على اختلاف طبقاتهم يسألونه، ويستفتونه، ويحرضونه على خصومه، وما فتئ يقول: أنا أحللت كل من آذاني، ومن آذى اللهَ ورسوله فالله ينتقم منه.
ثم عاد إلى دمشق بصحبة السلطان لملاقاة التتار في 8/ 10/719هـ بعد غيبة منها دامت سبع سنين، سجن فيها أربع مرات ولمدة سنتين ونصف.
السجنة السادسة
كانت بدمشق لمدة ستة أشهر تقريباً من يوم الخميس 12/ 7/720هـ إلى يوم الإثنين 10/ 1/721هـ، بسبب الحلف بالطلاق.
لقد أثمرت هذه السجنة عن العديد من الكتب والرسائل المفيدة، والردود الحافلة على الخصوم والمعاندين، منها "الرد الكبير على من اعترض عليه في مسألة الحلف بالطلاق".
السجنة السابعة
بدمشق لمدة عامين وثلاثة أشهر ونصف تقريباً، من يوم الإثنين 6/ 8/726هـ إلى ليلة الإثنين 20/ 11/728هـ، حيث أخرجت جنازته من سجن القلعة إلى مثواه الأخير؛ وكانت بسبب مسألة الزيارة، وأنتجت "الرد على الإخنائي".
وقد فتح عليه في هذه المرة من الفتوح الربانية، والعلوم النافعة، والعبادة الخالصة، هذا بجانب العديد من الرسائل والفتاوى، على الرغم من حرمانه من كتبه وأدوات الكتابة، فكان يكتب من حفظه.
لم يزد شيخ الإسلام في مسألة الزيارة هذه إلا أن أورد قولي العلماء، قول مالك الذي ينهى أن تشد الرحال إلا للمساجد الثلاثة، للحديث الصحيح .. [لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد .. الحديث]، وهو الراجح، والقول الثاني لبعض الشافعية والحنابلة بجواز ذلك،
فمايدري الإنسان لم قامت الدنيا على ابن تيمية ولم تقم على مالك؟
ليس هناك من سبب سوى الهوى، والتعصب، والتقليدالأعمى.
اللهم اغفر لشيخ الإسلام في الأولين والآخرين، وأكرم نزله، وأعل شأنه، وأكرم مكانه، وانفع بكتبه ومؤلفاته وآثاره وتلاميذه، الأحياء منهم والميتين، واجزه عن الإسلام وأهله، بل واجز الإسلام عنه خير الجزاء، يا واسع المغفرة يا مجيب الدعاء.
وصلى الله وسلم على محمد وآله، و زوجاته وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم اللقاء .. و إن رغمت أنوف الرافضة الكفرة و ذلت ..
و الحمد لله رب العالمين ....
منقووووووووووول
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[16 - 11 - 07, 08:52 ص]ـ
اللهم اغفر لشيخ الإسلام في الأولين والآخرين، وأكرم نزله، وأعل شأنه، وأكرم مكانه، وانفع بكتبه ومؤلفاته وآثاره وتلاميذه، الأحياء منهم والميتين، واجزه عن الإسلام وأهله، بل واجز الإسلام عنه خير الجزاء، يا واسع المغفرة يا مجيب الدعاء.
وصلى الله وسلم على محمد وآله، و زوجاته وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم اللقاء .. و إن رغمت أنوف الرافضة الكفرة و ذلت ..
و الحمد لله رب العالمين ....
اللهم ارحمه رحمة واسعة، واجعلنا ممن آزره، واجمعنا به في الآخرة، مع النبي والأنصار والمهاجرة.
وجزاك الله كل خير
¥