أيهما أفضل العمرة في رمضان أم في ذي القَعَدة؟!
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[16 - 11 - 07, 03:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد:
فقد اختلف العلماء في المفاضلة بين العمرة في رمضان والعمرة في ذي القَعدة على قولين:
القول الأول: ذهب الجمهور إلى أن العمرة في رمضان أفضل منها في ذي القعَدة لاجتماع شرف الزمان وشرف المكان وبما رواه مسلم عن عَطَاءٌ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُنَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لاِمْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ سَمَّاهَا ابْنُ عَبَّاسٍ فَنَسِيتُ اسْمَهَا «مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّى مَعَنَا». قَالَتْ لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلاَّ نَاضِحَانِ فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابْنُهَا عَلَى نَاضِحٍ وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عَلَيْهِ قَالَ «فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِى فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً». على اختلاف بينهم هل العمرة في رمضان:
1 - خاص بالمرأة 2 - خاص بمن هو في مثل حالتها كما هو رأي شيخ الإسلام ابن تيمية 3 - عام.
وهذا القول –أي أفضلية العمرة في شهر رمضان – رأي سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله.
القول الثاني: أن العمرة في شهر ذي القَعدة أفضل لأن عمر النبي صلى الله عليه وسلم كلها في ذي القعدة كما روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن قَتَادَةُ أَنَّ أَنَسًا - رضى الله عنه - أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ كُلُّهُنَّ فِى ذِى الْقَعْدَةِ إِلاَّ الَّتِى مَعَ حَجَّتِهِ عُمْرَةً مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ أَوْ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِى ذِى الْقَعْدَةِ وَعُمْرَةً مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فِى ذِى الْقَعْدَةِ وَعُمْرَةً مِنْ جِعْرَانَةَ حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ فِى ذِى الْقَعْدَةِ وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ.
وما كان الله ليختار لنبيه إلا الأفضل والأكمل وكذلك أنه لم يثبت عن أحد من الصحابة أنه اعتمر في رمضان.
وابن القيم رحمه الله توقف عن المفاضلة بينهما كما في كتابه الزاد.
وبعد ذكر الخلاف أقول:
لا يكسل أحد أن يؤدي العمرة في هذا الشهر، فنجد الكثير يسارعون إلى العمرة في رمضان متغافلين عن شهر ذي القعدة،،، والله أعلم ..
المرجع / مستفاد من شرح الشيخ سليمان العلوان لسنن الترمذي كتاب الحج ومن أحد جلساته ...
محبكم /
أبو مهند ...
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[16 - 11 - 07, 04:00 م]ـ
فائدة: هذا كلام لابن القيم في زاد المعاد:
فصل
دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة بعد الهجرة خمس مرات سوى المرة الأولى فإنه وصل إلى الحديبية وصد عن الدخول إليها أحرم في أربع منهن من الميقات لا قبله فأحرم عام الحديبية من ذي الحليفة ثم دخلها المرة الثانية فقضى عمرته وأقام بها ثلاثا ثم خرج ثم دخلها في المرة الثالثة عام الفتح في رمضان بغير إحرام ثم خرح منها إلى حنين ثم دخلها بعمرة من الجعرانة ودخلها في هذه العمرة ليلا وخرج ليلا فلم يخرج من مكة إلى الجعرانة ليعتمر كما يفعل أهل مكة اليوم وإنما أحرم منها في حال دخوله إلى مكة ولما قضى عمرته ليلا رجع من فوره الى الجعرانة فبات بها فلما أصبح وزالت الشمس خرج من بطن سرف حتى جامع الطريق [طريق جمع ببطن سرف] ولهذا خفيت هذه العمرة على كثير من الناس
والمقصود أن عمرة كلها كانت في أشهر الحج مخالفة لهدي المشركين فإنهم كانوا يكرهون العمرة في أشهر الحج ويقولون: هي من أفجر الفجور وهذا دليل على أن الاعتمار في أشهر الحج أفضل منه في رجب الإعتمار فى أشهر الحج أفضل منه في رجب بلا شك
وأما المفاضلة بينه وبين الاعتمار في رمضان فموضع نظر فقد صح عنه أنه أمر أم معقل لما فاتها الحج أن تعتمر في رمضان وأخبرها أن عمرة في رمضان تعدل حجة
وأيضا: فقد اجتمع في عمرة رمضان أفضل الزمان وأفضل البقاع ولكن الله لم يكن ليختار لنبيه صلى الله عليه و سلم في عمره إلا أولى الأوقات وأحقها بها فكانت العمرة في أشهر الحج نظير وقوع الحج في أشهره وهذه الأشهر قد خصها الله تعالى بهذه العبادة وجعلها وقتا لها والعمرة حج أصغر فأولى الأزمنة بها أشهر الحج وذو القعدة أوسطها وهذا مما نستخير الله فيه فمن كان عنده فضل علم فليرشد إليه
وقد يقال: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يشتغل في رمضان من العبادات بما هو أهم من العمرة ولم يكن يمكنه الجمع بين تلك العبادات وبين العمرة فأخر العمرة إلى أشهر الحج ووفر نفسه على تلك العبادات في رمضان مع ما في ترك ذلك من الرحمة بأمته والرأفة بهم فإنه لو اعتمر في رمضان لبادرت الأمة ذلك وكان يشق عليها الجمع بين العمرة والصوم وربما لا تسمح أكثر النفوس بالفطر في هذه العبادة حرصا على تحصيل العمرة وصوم رمضان فتحصل المشقة فأخرها إلى أشهر الحج وقد كان يترك كثيرا من العمل وهو يحب أن يعمله خشية المشقة عليهم
ولما دخل البيت خرج منه حزينا فقالت له عائشة في ذلك؟ فقال: [إني أخاف أن أكون قد شققت على أمتي] وهم أن ينزل يستسقي مع سقاة زمزم للحاج فخاف أن يغلب أهلها على سقايتهم بعده والله أعلم
¥