ـ[ذو المعالي]ــــــــ[18 - 01 - 03, 08:38 م]ـ
إطلالة مفيدة منك أخي أبا مصعب.
لا حرمك الله أجرها.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[18 - 01 - 03, 11:24 م]ـ
جزى الله شيخنا العالم الأديب ذا المعالي خيرا على ما أتحفنا به من الدرر الغوالي.
وأما أخونا الحبيب أبو مصعب فأنا لا أوافقه على ما اختاره من أن أن طالب العلم لا سيما في هذه الأزمان إذا ضبط مصطلحات العلوم
وعرف اصطلاح العلماء في الفن الذي يرومه فإن انقطاعه عن الشيخ ودراسته مع نفسه أولى له.
بل الأولى له أن يجثو على ركبتيه بين أيدي العلماء حتى يدرس على أيديهم في كل فن من الفنون كتابين وثلاثة على الأقل من الكتب المتوسطة نحو العدة شرح العمدة في الفقه الحنبلي وما في حجمها في بقية العلوم، ويتعلم من طريقة العالم في الشرح ومن مداخلات زملائه في الطلب، وبغير هذا لا أظن الطالب يفلح وينجب أبدا، فأنى له أن يفهم وحده أبواب الوصايا والفرائض والقضاء والشهادات؟ أم كيف له أن يتقن العروض والأوزان بدون سماعها من المعلم؟ أم كيف له أن يتحمل القراءات وما فيها من إشمام وروم واختلاس وتسهيل وإبدال بدون ختمات في سنين على يد شيخه؟ أم كيف له أن يتمرس في التخريج والبحث عن علل الأسانيد ويتربى لديه ذلك الحس الذي يشعر بما في الحديث من العلل ويعرف به المظان التي يبحث فيها بدون أن يتدرب على ذلك فترة كافية على يد معلمه؟ وقس على ذلك باقي الفنون.
ولو تأملنا في حال نجباء العلماء لوجدناهم لم تأتهم النجابة إلا من قبل تتلمذهم على النجباء، وما يشاع من أن عالما أفلح بدون التتلمذ على مشايخ فليس بصحيح، وسبق الكلام على مشايخ ابن حزم.
بل كان من الأئمة من سمع من أربعة آلاف شيخ كالسمعاني، وسمع البخاري من ألف شيخ.
وقال بعض السلف: الذي ليس له إلا شيخ واحد كالذي ليس له إلا زوجة واحدة إذا حاضت بقي، وعليه فالذي ليس شيخ فهو كالعزب الذي لا يزال في شقاء العزوبة.
نعم في أثناء ذلك وبعده يروي الطالب نهمته عن طريق الكتب، ولا يستغني أيضا عن مراجعة العلماء فيما أشكل عليه أو على الأقل تذاكره مع إخوانه من طلبة العلم كما نفعل نحن في هذا الملتقى، والله أعلم.
ـ[المجيدري]ــــــــ[18 - 01 - 03, 11:37 م]ـ
الرهوني بضم الراء
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[21 - 01 - 03, 10:07 ص]ـ
شكر الله لك أيها الشيخ المقريء تعقيبك و إطلالتك.
و أما بخصوص ما يتعلَّق بتعقبك أخينا أبي مصعب الحهني، فأنا _ أيضاً _ لا أوافقك في جملةٍ من كلامك.
أولاً: أن التلقي عن الشيوخ و ثَنْيُ الركبِ عندهم وسيلة من وسائل الطلب، فهي آلة لغاية.
و غايةُ الآلة و نهايتها: الإيصالُ إلى المقصود، و تحصيل المراد من الغاية.
ثانياً: ليس مرادَ أخينا أبي مصعب معرفة أصولِ فنٍّ و الاستغناء عن تلقيه _ تفهماً _ عن شيخ، و إنما مراده أن الطالبَ إذا نالَ حظاً من الفهم للعلم الذي يدرسه عن الشيخ فإنه ينصرف إلأى القراءة الذاتية.
ثالثاً: لا شك أن هناك علوماً لا يتقنها الطالب إلا بالعكوف على الشيخ كـ: العروض، و القراءات، و الفرائض و غيرها. و هذا بالجملة العامة و إلا فقد خلَّد التأريخ رجالاً وَعَوا العلوم هذه و أمثالها بأنفسهم لفرط الذكاء.
رابعاً: في استدلالكم بفعل بعض العلماء في الإكثار من الشيوخ ليس هذا من محالِّ الاحتجاج على تعقب الأخ أبي مصعب، و ذلك لأن أولئك العلماء كان أكثرُ انشغالهم في الإكثار على الشيوخ روايةً، أمَا و قد ولى عصر الرواية _ و الله المستعان _ فلا يكون لكم مدخلاً على مسألة التلقي الذاتي.
خامساً: في هذا العصر _ خصوصاً _ العكوف على الكتب و قراءتها أنفع للطالبِ من لزوم حِلَقِ بعضٍ من المتصدرين للتدريس لأمور:
1 - عدم إتقان الفن على ما تحرر عند أهله.
2 - التصدر الاجتهادي لدى بعض الذين تزببوا قبل أن يتحصرموا.
3 - توارد المناهج و إدخالها في العلم و متونه.
لطيفةٌ: رأيتُ شرحاً على ثلاثة الأصول لفلانٍ من الناس، ضمن الشرح وقيعةً في رجلٍ أكثر من الوقيعةِ فيه.
و هذه كافيةٌ في التمثيل على السابقة.
سادساً: أسئلةٌ أوجهها لكم أيها الشيخ المفضال:
س1: هل كل العلوم لابد من تلقيها عن شيخ؟
س2: ما الزمن المحدد _ وسطاً _ للتلقي عن الشيخ و يكون التفرغ بعده؟
¥