س3: من هم الشيوخ الذين يُعْكفُ عليهم تلقياً؟ و هل توافرت فيهم ضوابط العالم المقررة في كتب الطلب؟
أرجو الإفادة، أنالك الله السعادة، و سار بك في درب السيادة، و متعك بالريادة.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[21 - 01 - 03, 11:36 ص]ـ
شيخنا المفضال ذا المعالي - أعلى الله في الدارين قدرك -
كأن عدم التوافق سببه عدم تحرير محل النزاع - ولا نزاع بيننا إن شاء الله بل مدارسة ملؤها الود والإخاء - فالذي لم أوافق عليه هو الاقتصار على معرفة مصطلحات فنٍّ - كما عبّر الحبيب أبو مصعب - و الاستغناء عن تلقيه تفهماً عن شيخ، والذي أردتُ أن أدعو إليه هو أن ينالَ الطالبُ حظاً من الفهم للعلم الذي يدرسه عن الشيخ ثم لابد أن ينصرف إلى القراءة الذاتية، فإن كان هذا عين الذي أردتماه فاعذراني، فإنما أُتيتُ من قبل ذهني العليل وفهمي الكليل، وقد كان العلامة الإمام ابن باز يرى خطأ المقولة المشهورة (من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه) ويرى أنها لوثة صوفية، فلم لا يكون صواب الفهِم أكثر من خطئه؟ فالخلاصة أني لا أذم القراءة ولا أنتقص من قدرها ولكن أرى أنها لا تغني عن دراسة كتاب متوسط من كتب العلم الذي يرغب الطالب في تحصيله على يد شيخ متقن بحيث يحصّل الطالب أصول العلم به.
ولا خلاف بيننا في أن لزوم حِلَقِ بعضٍ من المتصدرين للتدريس المتصفين:
1 - بعدم إتقان الفن على ما تحرر عند أهله.
2 - أو بالتصدر الاجتهادي لدى بعض الذين تزببوا قبل أن يتحصرموا.
3 - أو بإدخال المناهج المحدثة في العلم و متونه.
أن لزوم هؤلاء ضرره أكبر من نفعه، ولا يستفيد به الطالب إلا إضاعة عمره وتبديد وقته.
شيخنا المفضال هذه وجهة نظري أطرحها إجابة عن أسئلتكم:
س1: هل كل العلوم لابد من تلقيها عن شيخ؟
ج: لا، بل منها ما لا يحتاج إلى شيخ كالتفسير والسير والتاريخ والأدب.
س2: ما الزمن المحدد _ وسطاً _ للتلقي عن الشيخ و يكون التفرغ بعده؟
ج: هو الزمن الذي يتمكن فيه الطالب من هضم مجلد أو كتاب متوسط - لا هو من المختصرات ولاهو من المطولات - وإتقان فهمه على يد معلمه، وهذا الزمن يطول أو يقصر بحسب نباهة الطالب وفراغ المعلم.
س3: من هم الشيوخ الذين يُعْكفُ عليهم تلقياً؟ و هل توافرت فيهم ضوابط العالم المقررة في كتب الطلب؟
ج: هم المتقنون لفنهم، ويعرف ذلك بأمور، منها:
- تزكية كبار أهل العلم أئمة العصر لهم
- شهادة تصانيفهم لهم بالإتقان والتميز في فنهم
- نجابة التلامذة المتخرجين على أيديهم وبراعتهم في فنهم.
مع ملاحظة أن المتعلم قد يستفيد في تأسيسه من طالب علم نجيب متفرغ له يخصه بمجالس خاصة للتذاكر ويبدأ معه الكتاب من أوله ويتدرج معه، أعظم من استفادته من علاّمة كبير من أئمة العصر يحضر معه دروسا عامة ولا يتمكن من طرح ما استشكله عليه ولا يتدرج معه لارتباطه ببرنامج سابق فيبدأ المتعلم من وسط كتاب من المطولات ولا يتمكن من هضم كتاب كامل في الفن الذي يرومه.
هذا ما لديّ، أطرحه عليكم لتصوبوني وتقوموني.
وأختم بسؤال:
س1: قلتم - حفظكم الله -: (لا شك أن هناك علوماً لا يتقنها الطالب إلا بالعكوف على الشيخ كـ: العروض، و القراءات، و الفرائض و غيرها. و هذا بالجملة العامة و إلا فقد خلَّد التأريخ رجالاً وَعَوا العلوم هذه و أمثالها بأنفسهم لفرط الذكاء.)
وسؤالي هو: أدرجتم القراءات في جملة تلك العلوم فهل تعرفون عالما برع في القراءات - وحكم له بالبراعة أهل فنه - من غير معلم؟ أفيدونا أحسن الله إليكم.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[21 - 01 - 03, 12:35 م]ـ
الشيخ الكريم، و المقريء الفهيم: أبا خالد السلمي (خلد الله ذكرك، و سلم دينك و دنياك و آخرتك).
إجابةٌ مسددة، و توافق مبارك، و الخلل وارد من فهم صاحبك _ عفا الله عنه _، و إليك الحسنى، و لك العتبى.
و سؤالكم _ سدد الله أقوالكم و أعمالكم _ عما أوردته في ثنايا الكلام و أعطافه، جوابُه:
أنني أوردتُ ما أوردتُ على سبيلِ تقرير عامٍ هو: أنه قد يكون من النابغين من يُتْقِنُ فنَّاً بلا شيخ لفرط ذكائه و قوة ذهنه.
و هل هذا وارد في علم القراءات؟!
جوابه لديكم فأنتم أهل الصنعة، و صاحبكم أجنبي، و لا يجوز للأجنبي الكشفُ عن المحارم.
بارك الله فيكم، و نفع بكم، و غفر لكم.
¥