تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالنصح لله مقدّم على الوفاء بمحبة الإخوان

... رحَل الإخوان ...

قال ابن الجوزي رحمه الله:

هيهات رحل الإخوان و أقام الخُوّان، و قل من ترى في الزمان من إذا دعي مان، كان الرجل إذا أراد شين أخيه طلب حاجته إلى غيره، ثم قال: نسخ في هذا الزمان رسم الأخوة و حكمه، فلم يبق إلا الحديث عن القدماء، فإذا سمعت بإخوان صدق فلا تصدق

و قال بعضهم:

سمعنا بالصديق و لا نراه ... على التحقيق يوجد في الأنام

و أحسبه مُحالا جوّزوه ... على وجه المجاز من الكلام

... صحبة الأحمق ...

قال أبو حاتم رحمه الله: من علامات الحمق التي يجب للعاقل تفقدّها ممن خفى عليه أمره:

سرعة الجواب، و ترك التثبت، و الإفراط في الضحك، و كثرة الالتفات، و الوقيعة فيالأخيار و الاختلاط بالأشرار، و الأحمق إذا أعرضت عنه اغتمّ، و إن أقبلت عليه اغترّ، و إن حلمت عنه جهل عليك، و إن جهلت عليه حلم عنك، و إن أسأت إليه أحسن إليك، و إن أحسنت إليه أساء إليك، و إذا ظلمته انتصفت منه، و يظلمك إذا أنصفته، و ما أشبه عشرة الحمقى بما أنشدني محمد بن إسحاق الواسطي:

لي صديق يرى حقوقي عليه ... نافلات و حقّه كان فرضا

لو قطعت الجبال طولا إليه ... ثم من بعد طولها سرت عَرضا

لرأى ما صنعت غير كبير ... واشتهى أن أزيد في الأرض أرضا

... ما ضاق مكان بمتحابين ...

عن الأثرم قال: دخل اليزيدي يوما على الخليل بن أحمد، و هو جالس على وسادة، فأوسع له فجلس معه اليزيدي على وسادته، فقال له اليزيدي: أحسبني قد ضيّقت عليك، فقال الخليل: ما ضاق مكان على اثنين متحابين، و الدنيا لا تسع اثنين متباغضين

... صداقة غير صادقة ...

حكى ابن حبان البستي عن محمد بن الحسين قال:

"كان أعرابي بالكوفة،وكان له صديق يظهر له مودة ونصيحة، فاتخذه الأعرابي من عدده للشدائد،إذ حزب الأعرابي أمر، فأتاه فوجده بعيدا مما كان يظهر للأعرابي فأنشأ يقول:

إذا كان وُدُّ المرء ليس بزائد ... على مرحبا أو كيف أنت و حالكا

و لم يك إلا كاشرا أو محدّثا ... فأف لودّ ليس إلا كذلكا

لسانك معسول و نفسك بشّة ... و عند الثَريّ من صديقك مالُكا

و أنت إذا همّت يمينُك مرة ... لتفعل خيرا قاتلتها شمالكا

... صاحب أهل الدين ...

قال ابن الجوزي رحمه الله:

صاحب أهل الدين و صافهم،

واستفد من أخلاقهم و أوصافهم،

واسكن معهم بالتأدب في دارهم،

و إن عاتبوك فاصبر و دارهم،

أنت في وقت الغنائم نائم،

و قلبك في شهوات البهائم هائم،

إن صدقت في طِلابهم فانهض و بادر،

و لا تستصعب طريقهم فالمعين قادر،

تعرض لمن أعطاهم وسل فمولاك مولاهم

ربّ كنز وقع به فقير، و ربّ فضل فاز به صغير

علم الخضر ما خفى على موسى، و كشف لسليمان ما خفى عن داود

... من أولى بالغم ...

قال الأصمعي:

سأل رجل أبا عمرو بن العلاء حاجة فوعده بها، ثم إنّ الحاجة تعذّرت على أبي عمرو، فلقيه الرجل بعد ذلك، فقال له: يا أبا عمرو وعدتني وعدا فلم تنجزه؟ فقال له أبو عمرو: فمن أولى بالغم أنا أو أنت، فقال له: أنا، فقال له أبو عمرو: بل أنا، فقال له الرجل: و كيف ذلك أصلحك الله؟ قال: لأني وعدتك وعدا فأبتَ بفرح الوعد، و أبتُ أنا بهم الإنجاز، و بتَّ ليلتك فرحا، و بتُّ مفكرا مغموما ثم مغموما، ثم عاق القدر عن بلوغ الإرادة، فلقيتني مدلا، و لقيتك محتشما، فمن هنا صرت أولى بالغم

... من هم الأحبة؟ ...

قال الشافعي رحمه الله:

إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا ... فدعه و لا تُكثر عليه التأسفا

ففي النفس أبدال و في الترك راحة ... و في القلب صبر للحبيب و لو جفا

فما كل من تهواه يهواك قلبه ... و لا كل من صافيته لك قد صفا

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ... فلا خير في ودّ يجيء تكلفا

ولا خير في خلّ يخون خليله ... و يلقاه من بعد المودّة بالجفا

و ينكر عيشا قد تقادم عهده ... و يظهر سرا كان بالأمس قد خفا

سلام على الدنيا إذا لم يكن بها ... صديق صادق الوعد مُنصفا


صور مشرقة للمحبة الصادقة

1) النبي صلى الله عليه و سلم والصدّيق أبو بكر رضي الله عنه:
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير