وقال المؤمنون الذين لم تاخذهم حمية: ((مرنا نضرب اعناقهم، فإنا نعذرك إذا أمرتنا بضرب أعناقهم))، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على سعد استئماره في ضرب أعناقهم. (الصارم المسلول ص 47).
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: ((ومن يقذف الطيبة الطاهرة أم المؤمنين زوجة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، لما صح ذلك عنه، فهو من ضرب عبد الله بن أبي سلول رأس المنافقين.
ولسان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا معشر المسلمين من يعذرني فيمن أذاني في أهلي. {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا مبينا}. . فأين أنصار دينه ليقولوا له: نحن نعذرك يا رسول الله)). (الرد عل الرافضة 25 - 26).
كما أن الطعن بها رضي الله عنها فيه تنقيص برسول الله صلى الله عليه وسلم من جانب آخر، حيث قال عز وجل: {الخبيثات للخبيثين .. }.
قال ابن كثير: ((أي ما كان الله ليجعل عائشة زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهي طيبة، لأنه أطيب من كل طيب من البشر، ولو كانت خبيثة لما صلحت له شرعا ولا قدرا، ولهذا قال تعالى {أولئك مبرءون مما يقولون} أي عما يقوله أهل الإفك والعدوان)). (ابن كثير 3/ 278).
الفهرس ( http://arabic.islamicweb.com/shia/belief_sahaba.htm#index)
حكم سب بقية أمهات المؤمنين
اختلف العلماء في قذف بقية امهات المؤمنين، والراجح الذي عليه الأكثرون: كفر فاعل ذلك، لأن المقذوفة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله تعالى إنما غضب لها، لأنها زوجته صلى الله عليه وسلم، فهي وغيرها منهن سواء. (البداية والنهاية 8/ 95).
وكذلك فيه تنقيصا وأذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقذف حليلته. (الشفا 2/ 1113، وراجع ايضا الصواعق المحرقة ص 387).
وقد بينا ذلك عند كلامنا عن حكم قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
أما أن سب أمهات المؤمنين سبا غير ذلك فحكمهن حكم سائر الصحابة على التفصيل السابق.
الفهرس ( http://arabic.islamicweb.com/shia/belief_sahaba.htm#index)
لوازم السب
تيقظ السلف الصالح رضوان الله عليهم لخطورة الطعن في الصحابة وسبهم، وحذروا من الطاعنين ومقاصدهم، وذلك لعلمهم بما يؤدي إليه ذلك السب من لوازم باطلة تناقض اصول الدين، فقال بعضهم كلمات قليلة، لكنها جامعة، أذكرها في مقدمة هذا المبحث، ثم أوضح - بعض الشيء - ما يترتب على السب غالبا.
وسأركز في الرد على السب من القسم الأول والثاني، من نسبة الكفر أو الفسق لمجموع الصحابة أو اكثرهم، أو الطعن في عدالة من تواترت النصوص بفضله كالخلفاء رضي الله عنهم.
قال الإمام مالك رحمه الله عن هؤلاء الذين يسبون الصحابة: ((إنما هؤلاء اقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في اصحابه، حتى يقال رجل سوء ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحون)). (رسالة في سب الصحابة، عن الصارم المسلول ص580).
وقال الإمام أحمد رحمه الله: ((إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام)). (البداية والنهاية 8/ 142، وأنظر المسائل والرسائل المروية عن أحمد في العقيدة الأحمدية للأحمدي 2/ 363، 364).
وقال أبو زرعة الرازي رحمه الله: ((فإذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلم انه زنديق، وذلك ان الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم اولى وهم زنادقة)). (الكفاية للخطيب البغدادي 97).
وقال الإمام أبو نعيم رحمه الله: ((فلا يتتبع هفوات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزللهم ويحفظ عليهم ما يكون منهم حال الغضب والموجدة إلا مفتون القلب في دينه)). (الإمامة لأبي نعيم 344).
ويقول أيضا: ((لا يبسط لسانه فيهم إلا من سوء طويته في النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والإسلام والمسلمين)). (الإمامة لأبي نعيم 376).
¥