تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن قال بحصر التقليد في المذاهب الأربعة المشهورة فهو مخطئ أيضا قد ضيق واسعا بغير دليل. ولا فرق بالنسبة للأمي بين فقيه من الأئمة الأربعة وغيرهم كالليث بن سعد والأوزاعي ونحوهما من الفقهاء)

فتاوى اللجنة 5/ 41.

وجاء في الفتوى رقم 1591 ما نصه:

(ولم يدعُ أحد منهم إلى مذهبه، ولم يتعصب له، ولم يُلزِم غيره العمل به أو بمذهب معين، إنما كانوا يدعون إلى العمل بالكتاب والسنة، ويشرحون نصوص الدين، ويبينون قواعده ويفرعون عليها ويفتون فيما يسألون عنه دون أن يلزموا أحدا من تلاميذهم أو غيرهم بآرائهم، بل يعيبون على من فعل ذلك، ويأمرون أن يضرب

برأيهم عرض الحائط إذا خالف الحديث الصحيح، ويقول قائلهم " إذا صح الحديث فهو مذهبي " رحمهم الله جميعا.

ولا يجب على أحد اتباع مذهب بعينه من هذه المذاهب، بل عليه أن يجتهد في معرفة الحق إن أمكنه، أو يستعين في ذلك بالله ثم بالثروة العلمية التي خلفها السابقون من علماء المسلمين لمن بعدهم، ويسروا لهم بها طريق فهم النصوص وتطبيقها. ومن لم يمكنه استنباط الأحكام من النصوص ونحوها لأمر عاقه عن ذلك سأل

أهل العلم الموثوق بهم عما يحتاجه من أحكام الشريعة لقوله تعالى " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " وعليه أن يتحرى في سؤاله من يثق به من المشهورين بالعلم والفضل والتقوى والصلاح)

فتاوى اللجنة الدائمة 5/ 56.

ومذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله قد يكون أكثر المذاهب انتشاراً بين المسلمين، ولعل من أسباب ذلك تبني الخلفاء العثمانيين لهذا المذهب، وقد حكموا البلاد الإسلامية أكثر من ستة قرون، ولا يعني ذلك أن مذهب أبي حنيفة رحمه الله هو أصح المذاهب أو أن كل ما فيه من اجتهادات فهو صواب، بل هو كغيره من المذاهب فيه

الصواب والخطأ، والواجب على المؤمن اتباع الحق والصواب بقطع النظر عن قائله.

والله أعلم.

المصدر:فتاوى الاسلام سؤال وجواب

ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[28 - 11 - 07, 10:36 م]ـ

قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى

(وَلَيْسَ الْحَقُّ أَيْضًا لَازِمًا لِطَائِفَةٍ دُونَ غَيْرِهَا إلَّا لِلْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ الْحَقَّ يَلْزَمُهُمْ إذْ لَا يَجْتَمِعُونَ عَلَى ضَلَالَةٍ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَقَدْ يَكُونُ الْحَقُّ فِيهِ مَعَ الشَّخْصِ أَوْ الطَّائِفَةِ فِي أَمْرٍ دُونَ الْأَمْرِ، وَقَدْ يَكُونُ الْمُخْتَلِفَانِ كِلَاهُمَا عَلَى بَاطِلٍ، وَقَدْ يَكُونُ الْحَقُّ مَعَ كُلٍّ مِنْهُمَا مِنْ وَجْهٍ دُونَ وَجْهٍ، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يُسَمِّيَ طَائِفَةً مَنْسُوبَةً إلَى اتِّبَاعِ شَخْصٍ كَائِنًا مَنْ كَانَ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّهُمْ أَهْلُ الْحَقِّ، إذْ ذَلِكَ يَقْتَضِي أَنَّ كُلَّ مَا هُمْ عَلَيْهِ فَهُوَ حَقٌّ، وَكُلُّ مَنْ خَالَفَهُمْ فِي شَيْءٍ مِنْ سَائِرِ الْمُؤْمِنِينَ فَهُوَ مُبْطِلٌ وَذَلِكَ لَا يَكُونُ إلَّا إذَا كَانَ مَتْبُوعُهُمْ كَذَلِكَ، وَهَذَا مَعْلُومُ الْبُطْلَانِ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ ................. )

ـ[أبو عبدالعزيز الحنبلي]ــــــــ[28 - 11 - 07, 10:43 م]ـ

هذه المسألة لم تتحرر عند كثير من طلاب العلم ..

وهي مبنية على أمور وأمور، فلا ينبغي أن نقول فيها برأي بمجرد أن العالم الفلاني خرج عن المذاهب أو أن الآخر لشهرته يرى رأيا فنتابعه فيها بدون تمحيص ونظر مع التروي والتجرد.

وكما أشار الإخوة إلى ذلك لا سيما أخي الكريم أبو مالك جزاه الله خيرا فقد أجاد،،

حتى شيخ الإسلام رحمه الله نفسه تراه كثيرا ما يوجه الأقوال ليوافق قول الإمام أحمد رحمه الله فيقول تارة (وهذا أقيس على أصول أحمد) وأخرى (هذا قياس مذهب أحمد) و (أصول أحمد تدل عليه) .. وأما المسائل التي خرج فيها عن الأئمة الأربعة فمعدودة.

على كلٍ أوصي الأحبة بمطالعة رسالة الحافظ ابن رجب (الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة) بكل تجرد .. وتكرار قراءتها للتفهم .. فإنها قيمة في هذا الباب.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 11 - 07, 12:11 ص]ـ

الأخ الفاضل أبو أحمد الهذلي

أنت فهمت كلامي على غير وجهه!! فهل أنا قلت: يحرم على المفتي أن يخرج عن المذاهب الأربعة!!

هناك فرق يا أخي الكريم بين مسألتين:

- مسألة اختلف فيها الأئمة قديما وحديثا، ومنهم الأئمة الأربعة، ومع كل منهم أدلته التي يرجع إليها، ولم ينكر بعضهم على بعض الاختلاف فيها.

- مسألة اتفق عليها الأئمة الأربعة ولم يختلف قولهم فيها، ولا حتى فيها رواية ضعيفة في أي مذهب، ولم يخالف هؤلاء الأئمة أحد ممن يعتد بقوله، وجاء أتباع هؤلاء الأئمة فقرروا أقوالهم وأيدوها.

ففي المسألة الأولى لك أن ترجح ما يعن لك بأدلته، ما لم تخرج عن الإجماع.

أما المسألة الثانية فمن البعيد جدا أن يكون الصواب معك دون هؤلاء، وإذا كنت تستشهد بقول شيخ الإسلام فاعلم يا أخي أن شيخ الإسلام نفسه قد قال: إن الحق لا يخرج عن المذاهب الأربعة إلا قليلا جدا.

وهذا القليل الذي ذكره شيخ الإسلام إنما هو بحسب اجتهاده، ولعله لو نوظر فيه لتبين أن الحق معهم لا معه.

أرجو أن يكون قد ظهر لك أنني لا أدعو لاتباع مذهب معين، وإنما أدعو لعدم الخروج عن أقوال من يعتد به من أهل العلم؛ كما قال الإمام مالك رحمه الله: لا يكون إماما أبدا من أخذ بالشاذ من العلم.

وفقك الله وسدد خطاك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير