[توضيح مسائل في الربا]
ـ[نور العامري]ــــــــ[27 - 11 - 07, 12:57 م]ـ
إن المتأمل في حال الناس اليوم يقف حيراناً حين يرى اختلاط الحلال بالحرام وانتشار الربا في كثير من المعاملات حتى لم يسلم من غبارها أحد , وما هذا إلا بسبب الوهن الذي حذرنا منه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الذي دخل في قلوبنا إلا من رحم الله , ولدي استشكالات في مسائل حرت فيها فياحبذا لو يوضحها لي الأخوة بارك الله فيهم حتى لا يقع الواحد فينا في ما حرمه الله من حيث لا يدري ..
1 - جواز قبول الهدية من الشخص المرابي مع العلم بأن أغلب أمواله جاءته عن طريق الحرام وكذلك جواز التعامل معه بتجارة أو غيرها استنادا الى حديث (رهن النبي صلى الله عليه وسلم درعه عند يهودي بصاع من الشعير) أخرجه البخاري , واليهود قوم يأكلون الربا بدليل قوله تعالى: (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا * وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل).
2 - المزارع الذي يعمل في مزرعة لرجل مرابي راتبه حلال لأنه وصل إليه بعرق جبينه دون أن يكون له دخل في رأس مال صاحب المزرعة أهو حلال أم حرام. فهل يكون راتب السائق أو عامل التنظيف في البنك الربوي حراماً أم حلالاً علماً أنه لا دخل لأحد منهما في المعاملات, فهل نحرم عملهما لمجرد الشبهة؟
وقد لعن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء كما في صحيح مسلم.
3 - مواطن قدمت له الدولة قرضاً من غير فوائد لبناء بيت له , بحيث يدفع شهرياً لمدة معينة حتى يرد القرض دون زيادة عليه , ولكن المشكلة أن الجهة التي سيأخذ منها القرض ويدفع لها شهرياً بنك ربوي ولا خيار له في الأمر, فهل يأخذ القرض من هذا البنك أم لا؟
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[28 - 11 - 07, 02:02 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد،،،
1 - جواز قبول الهدية من الشخص المرابي مع العلم بأن أغلب أمواله جاءته عن طريق الحرام وكذلك جواز التعامل معه بتجارة أو غيرها استنادا الى حديث (رهن النبي صلى الله عليه وسلم درعه عند يهودي بصاع من الشعير) أخرجه البخاري , واليهود قوم يأكلون الربا بدليل قوله تعالى: (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا * وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل).
الأخ الكريم
فى المسألة الاولى
يرتفع الاشكال اذا علمت ان المال يتبع وسيلة كسبه تحليلا وتحريما، واثمه على من اكتسبه ان كان حراما، ولا يتعدى التحريم الواقع على هذا المال الى من اكتسبه بطريقة مباحة
فكان المال حراما على المرابى من جهة اكتسابه، و يبقى التحريم حتى فى حال انتفاعه به، ولكن اذا خرج من يده الى يد غيره بفعل مشروع فقد انتفت عنه صفة التحريم
دليل ذلك الغنائم التى اصابها المسلمين فى فتح خيبر وغيرها، فجميعها اموال يهود، وثبت بنص الاية الكريمة، ان غالب اموالهم من الربا وهى محرمة، ولكنها احلت للمسلمين باكتسابهم لها بعمل مشروع، وهو الجهاد
كما تأكد ذلك، فى حديث اهداء اليهودية الشاة الى الرسول صلى الله عليه وسلم، واكله منها
،، ارجو ان اكون قد ساعدت بفهمى القاصر فيما ينفع
والله تعالى اعلم،،،،
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[28 - 11 - 07, 01:57 م]ـ
- المزارع الذي يعمل في مزرعة لرجل مرابي راتبه حلال لأنه وصل إليه بعرق جبينه دون أن يكون له دخل في رأس مال صاحب المزرعة أهو حلال أم حرام. فهل يكون راتب السائق أو عامل التنظيف في البنك الربوي حراماً أم حلالاً علماً أنه لا دخل لأحد منهما في المعاملات, فهل نحرم عملهما لمجرد الشبهة؟
وقد لعن رسول الله آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء كما في صحيح مسلم.
فى حالة المزارع، لو تيقن من ان عمله لا يعاون صاحب المزرعة على رباه، فلا جناح عليه، اما ان علم ان صاحب المزرعة يخرج اموال حصاد تلك المزرعة التى يعمل له فيها هذا المزارع، فى تعاملات ربوية، فيكون عمل هذا المزارع قد اعان على اثم
،،والقاعدة: التعاون على البر والتقوى، وعدم التعاون على الاثم والعدوان، كما فى الآية الكريمة
،، اما فى حالة من يعمل فى البنوك الربوية، فهو حتى لو بعد عن مباشرة الافعال الربوية الى اعمال أخرى بعيدة، فانه بقع فى تحت طائل القاعدة فى التعامل بالاثم والعدوان
فان قيل كيف؟
، يجاب بانه قد ساهم بطريق غير مباشر فى تيسير وتسهيل مهام من يباشرون العمل الربوى
فبنقله من محل سكنه الى مقر البنك، يسر له الانتقال الى محل المعصية، مثله كمثل من ينقل بائع الخمر، او مرتكب الزنا، او القاتل،
مع علمه بانه بفعله هذا، سيرتكب العاصى معصيته، وانه سييسر له الطريق اليها
،، فضلا" عن اقراره للعاصى على معصيته، اذ لم ينكر عليه ويمنعه من فعل هذا المحرم، فيلتحق معه فى الاثم
،، والقاعدة: وجوب تغيير المنكر ما استطاع الى ذلك، بالضوابط المحددة من قبل العلماء
والله تعالى اعلم