تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويقول وهو يقصد نفسه:

(لا تسيئوا فهمه لا تنكروا عليه أن ينقد أو يتهم أو يعارض أو يتمرد أو يبالغ أو يقسو ... إنه ليس شريرا ولا عنيفا ولا عدوا ولا ملحدا، ولكنه متألم حزين، يبذل الحزن والألم بلا تدبير ولا تخطيط، كما تبذل الزهرة أريجها أو الشمعة نورها! لقد تناهى في حزنه وضعفه حتى بدا عنيفا ... ليس نقده إلا رثاء للعالم ورثاء لنفسه، بل ليس نقده إلا تمزقا ذاتيا).

ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 11 - 07, 09:06 ص]ـ

(ما هو موقف الناس من القصيمي؟)

يقف الناس بالأمس واليوم من عبد الله القصيمي وقفات مختلفة ... يمكن أن نوجزها فيما يلي كما يقول (بعض الباحثين):

(1) أناس استنكروا واشمأزوا وقرفوا من القصيمي وآثاره، وحجتهم أنه رجل ارتد إلي الإلحاد بعد الإيمان بالله، وبعد الاندفاع في تعظيم القيم الروحية. وأنه بلغ حدا بعيدا في التطاول على المعتقدات الدينية والروحية والتراث الأخلاقي، وراح يدعو جهرة إلى الإلحاد والهدم، بروح ملؤها النقمة على كل شيء!.

(2) وأناس آخرون قرأوا ما كتبه القصيمي بكثير من السخرية، واتهموه أنه مجنون، أو أنه مصاب بمرض نفساني، وحجتهم أن ما يكتبه كله متناقض، كل سطر ينقض الذي قبله، وهذا فريق استمسك بأحكام المنطق والعقل.

(3) وفريق ثالث قرأوا ما كتبه القصيمي بإعجاب لأنه أتى بما لم يأت به أحد قبله - على حد تعبيرهم.

وهذا فريق من الشباب الناشئ الذي لم يؤت ثقافة واسعة يستطيع أن يرد الأمور بها إلى نصابها .. !

ويمكن أن نبين هذا التقسيم أكثر كالتالي:

(أ) فئة يمثلها العلماء والمشايخ وكبار المفكرين الإسلاميين، وهذه الفئة لما نظرت في فكر القصيمي وتطاوله على الذات الإلهية، وطعنه في النبي صلى الله عليه وسلم، وطعنه في الدين، حكمت بضلاله وكفره وارتداده بما قام لديها من براهين وأدلة من مقاله وكتابته تدل على انسلاخه من الدين، وانعتاقه من ربقة الإيمان.

وهذه الفئة لم تعول كثيرا على الطرح الأدبي أو الجانب العقلي التحليلي النقدي بل ركزت على صلب الموضوع أساس الحكم، وهو عقيدة الرجل في الله والرسالة والدين، فوجدته ينقض كل ذلك بكلام واضح جلي لا يمكن تأويله أو حمله على وجه حسن.

(ب) فئة يمثلها جهابذة النقد الأدبي والعقلي والمنطقي، من تيارات مختلفة ومتباينة (كالشيوعية، والاشتراكية، والليبرالية، والحداثية) وهؤلاء نظروا لإنتاج القصيمي من ناحية حكم العقل والمنطق، ووصلوا إلى أن فكر الرجل سطحي ومبعثر ومتناقض ومضطرب، ولا يعد فكرا أكثر من أن يعد أوهام نفسية، واضطرابات عقلية.

(ج) فئة يمثلها الشباب المندفع في أحضان الفلسفات الغربية، والمعجب بالثورة على كل شيء، كما يمثلها أصحاب المراهقة الفكرية، أو العبثية، وهذه الفئة تنظر إلى القصيمي كمثال التحرر والثورة والانطلاق.

(القصيمي وإعادة نشر رفات الأموات!)

بدأت ألاحظ هذه الأيام اهتمام متزايد بشخصية عبد الله القصيمي!

ليس اهتماما علميا، ينقد فكر الرجل وانتاجه، كلا ... بل هو اهتمام دعائي إعلامي، يروج لفكر عبد الله القصيمي، ولشخصيته؛ غاضا النظر عن حقيقة الرجل وخطورته وتهافت أطروحته!

وهكذا بلينا في عالمنا الإسلامي - وللأسف - بثلة من الصحفيين ليس لهم هم إلا إخراج فرقعات وفقاعات إعلامية ليس لها هدف إلا الإثارة، دون النظر إلى حقيقة المثار هل هو من ثوابت الأمة وعقيدتها أم هو من الاجتهادات الفرعية.

وكم هو صادق من قال: إن في كل مجتمع ثمة طالب للشهرة، البعض يريدها من أسهل وأقصر طريق، ومن ثم فهو يتحدث عن الله أو كتابه أو سنة رسوله، حديثا يعلم الكل عدم سلامته أو صدقه، ومع ذلك نجد أن ذلك صار زادا يوميا، هنا وهناك، حتى صرنا ندور في حلقة مفرغة، فالاستبداد يفضي إلى تخلف العقل، وتخلف العقل يؤدي إلى تخلف التربية، وتخلف التربية يقود إلى نقد " التراث الديني " وهكذا نبقى كخنفسة في صوف، ننتقل من المشاكل السياسية إلى المشاكل الثقافية والاجتماعية والتاريخية، دون حسم لأي منها.

وهؤلاء " الأبطال " يخافون إلى حد " الموت " من الحاكم، فلا يقولون في حقه كلمة، لكنهم يظهرون عضلاتهم ضد الإسلام وضد الله تعالى وكتابه ورسوله، وأحيانا ضد الأمة وتاريخها وجميع ما أنجزت، لكننا لم نعرف لهم بطولات خارج ذلك.

ومن المقالات الحديثة التي طالعتنا بها الصحف العربية، بخصوص عبد الله القصيمي، مقال كتبه أحدهم يقول فيه:

(إنه من المؤسف أن يتفجر في العالم العربي أديب بحجم القصيمي ولا نرى إلا نادرا من يكتب عنه، أو يعمد من باب اللياقة إلى التذكير بأدبه وكتبه وأفكاره الفلسفية، من المحزن أن يكون الجيل الجديد بعيدا كل البعد عن هذه المعرفة).

أقول: عجيب والله!!! ومحزن حقا أن يحزن الكاتب - هداه الله - من أجل أن جيلنا هذا بعيد عن فكر عبد الله القصيمي، ألم يكن من الأجدر - لو كان منصفا - أن يقول: من المحزن أن يكون الجيل الجديد بعيدا كل البعد عن القرآن الكريم والسنة الشريفة، قريبا جدا من القنوات المشفرة، والراقصة، والتجارية الإباحية؟

نسأل الله لنا وله وللجميع الهداية والعافية ...

أخوكم/ صخرة الخلاص.

http://saaid.net/arabic/ar74.htm

جزى الله أخانا / صخرة الخلاص خير الجزاء، ونسأل الله أن يثبتنا جميعا على دينه، وأن يقبضنا إليه غير خزايا ولا مفتونين.

ملحوظة / قسمت الموضوع ليسهل على القارئ الإطلاع على الموضوع كاملا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير