تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 11 - 07, 04:09 م]ـ

القصيمي من التوحيد إلى الإلحاد - عياذا بالله -

مقدمة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فقد ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفها كيف شاء، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك)، وروى الإمام أحمد والترمذي وغيرهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، قال: فقلنا: يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا، قال: نعم إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها).

لذلك كان الدعاء بالثبات على الحق واجتناب الزيغ من سمات الصالحين، كما قال تعالى في دعاء عباده الصالحين (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا)، وقال تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام)؛ قال بعض السلف: ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم؟!، وقال الثوري رحمه الله تعالى (من أمن الله على دينه طرفة عين سلبه الله إياه)، أعاذنا الله من أسباب الضلال والهوى والزيغ بمنه وكرمه.

من التوحيد إلى الإلحاد:

ولد (عبد الله بن علي القصيمي) بأحد (خبوب) مدينة (بريدة) في منطقة القصيم شمال نجد ..

وذهب إلى (القاهرة) عام 1348 تقريبا، والتحق بالأزهر ودرس فيه نحو أربع سنوات ...

وأقبل على طلب العلم وقراءة الكتب بنهم شديد ...

وفي تلك الأثناء في منتصف القرن الهجري المنصرم تقريبا هاجم (يوسف الدجوي) [2] العقيدة السلفية ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى، فقام (عبدالله القصيمي) بالرد عليه والدفاع عن العقيدة السلفية ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى وأخرج كتاب (البروق النجدية في اكتساح الظلمات الدجوية) ...

فامتحن بسبب ذلك، وأخرج من الأزهر، بل طالب الأزهريون بإخراجه من (مصر) كلها ولكن لم تنجح مساعيهم ..

وفي عام 1355 نشر الروافض كتابا بعنوان (كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب)، فقام الوجيه السلفي الحجازي محمد نصيف رحمه الله تعالى بإرسال هذا الكتاب إلى (القصيمي) وكتب على طرته: (إن مؤلف هذا الكتاب قد أتى بأشياء لم يأت بها أحد قبله من أعداء الدعوة الإسلامية، فأرسلته إليكم لإبداء رأيكم فيه وللرد عليه) ..

قال القصيمي (فقلبت صفحات الكتاب مرة ومرة فرأيت فيه ما جعلني أتردد في الكتابة عنه، ثم بعث هذا الوجيه خطابا إلى أحد الأعزة في (مصر) يطلب إليّ الرد على الكتاب، فصح عزمي وكتبت ما يأتي …) ..

فألف في الرد عليهم كتاب (الصراع بين الإسلام والوثنية) في 3 مجلدات [3] ... دافع فيه عن الدعوة السلفية وعقيدة السلف… وذكر سخافات الروافض وحماقاتهم وشركياتهم…

وألف أيضا خلال هذه الفترة كتاب (الفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم) في الدفاع عن عقيدة السلف ونقاش متأخري الخلف ..

وألف كتاب (شيوخ الأزهر) في الرد على البدع وأن الدين كامل لا يحتمل أي تزيد أو ابتداع…

ونقد كتاب (حياة محمد) لهيكل في كتاب ذكر فيه المآخذ على هيكل أثناء كلامه في السيرة وحديثه عن المعجزات النبوية وغيرها ..

مرحلة الشك:

استمر (القصيمي) في دفاعه عن (العقيدة السلفية) أكثر من عشر سنوات (من عام 1348 إلى عام 1360 تقريبا) ...

وبعدها بدأ في مرحلة (الشك) ..

وبدأ يعيد النظر في أفكاره السابقة ...

ومن ذلك أنه سافر إلى (السعودية) عام 1366 وتناقش مع بعض طلبة العلم الذين رأوا عليه شيئا من الانحراف والزيغ ...

ولم تطل هذه المرحلة لأنها كانت برزخا بين (توحيده وإلحاده) نسأل الله الثبات ...

مرحلة الكفر – والعياذ بالله -:

فجأة – بعد مرحلة من الشك – أخرج القصيمي كتابه (هذه هي الأغلال) والذي كفر فيه وألحد، فجعل الشريعة الإسلامية هي الأغلال التي أعاقت مجتمعات المسلمين من (النهوض)، فأوربا لم تنهض حتى خلعت ربقة الإيمان بالله واليوم الآخر ... وتكلم في الأنبياء…وكذب أشياء في القرآن…وذكر فيه من الضلال والزيغ الشيء الكثير ...

فانبرى له العلماء والغيورون بالرد عليه والتشنيع ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير