ـ[د. هشام سعد]ــــــــ[02 - 12 - 07, 08:41 م]ـ
قال في منار السبيل:
" يحرم استيفاء القصاص بلا حضرة سلطان أو نائبه"
ويعزر مخالف لافتئاته بفعل ما منع منه
ـ[وليد الباز]ــــــــ[03 - 12 - 07, 11:46 ص]ـ
أخي الكريم:
المسألة فيها تفصيل، وحتى من يمنع استيفاء القصاص بلا إذن الحاكم، فإنه يوجب عليه التعزير لافتياته وتعديه على النظام العام في الدولة، ولأنه لا يؤمن أن يدعي شخص ما أنه قتل شخصًا أخذًا بالقصاص.
وأما كونه لا يعد قصاصًا فليس في كلام أحد من أهل العلم فقد وقع قصاصًا لا شك في ذلك، ولا غرم عليه ولا دية ولا شيء عليه سوى التعزيز كما ذكرنا.
- وقد ذهب الشافعية والحنابلة والمالكية إلى أن استيفاء القصاص لا يجوز إلا بإذن الإمام أو من ينوب عنه، وقد خالف بعض الشافعية، وبعض الحنابلة في ذلك.
قال الإمام النووي في روضة الطالبين:
ليس لمستحق القصاص استيفاؤه إلا بإذن الإمام أو نائبه، وعن أبي إسحاق ومنصور التميمي: أن المستحق يستقل بالاستيفاء كالأخذ بالشفعة، وسائر الحقوق، والصحيح المنصوص: الأول وسواء فيه قصاص النفس والطرف، وإذا استقل به عزر لكنه لا غرم عليه.
وقال الإمام ابن قدامة في المغني:
قال القاضي: ولا يجوز استيفاء القصاص إلا بحضرة السلطان. وحكاه عن أبي بكرٍ.
وهو مذهب الشافعي؛ لأنه أمرٌ يفتقر إلى الاجتهاد ويحرم الحيف فيه، فلا يؤمن الحيف مع قصد التشفي.
فإن استوفاه من غير حضرة السلطان، وقع الموقع، ويعزر؛ لافتياته بفعل ما منع فعله.
ويحتمل أن يجوز الاستيفاء بغير حضرة السلطان، إذا كان القصاص في النفس؛ لأن {رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجلٍ يقوده بنسعةٍ، فقال: إن هذا قتل أخي.فاعترف بقتله.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اذهب، فاقتله}.رواه مسلمٌ بمعناه.ولأن اشتراط حضور السلطان لا يثبت إلا بنص أو إجماعٍ أو قياسٍ، ولم يثبت ذلك.
وفي التاج والإكليل شرح مختصر خليل:
قال ابن شاسٍ: لا ينبغي للمستحق أن يستقل بالاستيفاء دون الرفع إلى السلطان فإن فعل عزر ووقع الموقع.
وظاهر مذهب الأحناف أنه لا شيء عليه، ففي الفتاوى الهندية:
وإذا قتل الرجل عمدًا، وله ولي واحدٌ فله أن يقتله قصاصًا قضى القاضي به، أو لم يقض، ويقتله بالسيف ويحز رقبته، وإذا أراد أن يقتله بغير السيف منع عن ذلك ولو فعل ذلك يعزر إلا أنه لا ضمان عليه، ويصير مستوفيًا حقه بأي طريقٍ قتله كذا في المحيط.
هذا رد في عجالة لتوضيح المسألة عند أهل العلم، والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
جزاك الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك
إن كان هذا هو ردك في عجالة فننتظر المزيد إن شاء الله
بارك الله فيكم ونفع بكم