وأكد التقرير أنه من بين 450 ألف علاقة غير شرعية تقام كل سنة هناك فقط 150 إلى 200 ألف طلب تقدم للحصول على عقد مدني، وهذه الأرقام ليست نهائية ولكنها مرشحة للتزايد مع انتشار موجة التحرر والتحلل الجنسي والإباحية.
• الرباط الحر:
ويذكر التقرير -استناداً إلى إحصاء قام به في الشهور الأخيرة- أن مجموع النساء اللواتي لا يتجاوز سنهن 26 سنة، والرجال الذين لا يتجاوز سنهم 28 سنة يسكنون تحت سقف واحد بلا رباط شرعي أو قانوني، يتجاوز عددُهم عددَ المتزوجين من السن نفسه بكثير.
وانتشر ما يسميه التقرير بـ"العقد الحر" أو "الرباط الحر" الذي أصبح (موضة) شائعة في فرنسا، وقد نتج عن هذه الموجة الغربية التي غزت المجتمعَ الفرنسي ظهورُ أمهات بلا أزواج، إذ يسجل التقرير أن أكثر من نصف مجموع الأمهات الفرنسيات، أي ما يعادل 53%، يضعن أولَ مولود لهن خارج مؤسسة الزواج، نتيجة علاقة غير شرعية، وتصل نسبةُ الولادات خارج الزواج إلى 40% من مجموع الولادات المسجلة في فرنسا، وتمثل هذه النسبة 300 ألف مولود سنوياً، كلهم بلا أب شرعي، وربعُ هؤلاء ينتهي بهم الأمرُ إلى فِقدان الأب مدى الحياة، ونسبة المواليد غير الشرعيين في تزايد مطرد؛ ففي عام 1967م، كانت في حدود 6%، ووصلت إلى 20% عام 1985م، لتتجاوز 40% عام 1997م، وربما هي اليوم تفوق هذه النسبة بكثير.
ويشير التقرير إلى أن ظاهرة الحمل في صفوف الفتيات المراهقات البالغات ما بين عشر سنوات إلى 14 سنة في ارتفاع، مع أنها سجلت انخفاضاً بنسبة 6% موازنة بالسنوات الماضية، إذ سجل أدنى رقم له وهو 9481 ولادة لدى هذه الفئة من الفتيات. ويرجع التقرير هذا الانخفاض إلى تعميم وسائل منع الحمل في أوساط التلميذات، وفتح الصيدليات في المدارس لهذه الغاية، وتوظيف ممرضات لإرشاد التلميذات والتلاميذ وتوعيتهم بكيفية استعمال هذه الوسائل.
• توزيع حبوب الإجهاض:
وتسهيلا للرذيلة في المجتمعات الغربية ومعالجة الآثار التي تترتب عليها بدأت الجهاتُ الرسمية في دول أوربا بإتاحة حبوب الإجهاض أمام المراهقات، فقد أعلنت الوزيرةُ الفرنسية المكلفة بشؤون التعليم المدرسي أخيرًا أنه سيسمح للممرّضين والأطباء العاملين في المدارس الفرنسية بتوزيع حبوب الإجهاض على المراهقات. وقالت: "المراهقات في فرنسا يعانين من إحباط كبير، لا سيما بسبب الحمل المبكر؛ إذ تسجل أكثر من 10 آلاف حالة بينها 6700 تنتهي بالإجهاض الاختياري، وأريد معالجة هذا الوضع الملح".
وتستخدم الحبة المسببة للإجهاض (آر يو 486) - التي ابتكرت في 1980م، وتباع تحت اسم "ميفيجين" - 380 ألف امرأة في فرنسا سنويًا من أصل 500 ألف امرأة.
وتعد بريطانيا والسويد هما الدولتين الوحيدتين اللتين تسمحان ببيعها في أوربا قبل أن تنضم إليهما أخيرًا ألمانيا والنمسا وبلجيكا والدانمارك وإسبانيا وفنلندا واليونان وهولندا.
ويعد توسيع سوق بيع الحبة -التي يبلغ سعرها 65 دولارًا- انتصارًا لمبتكريها الفرنسيين على المجموعات المناهضة للإجهاض في أوربا والولايات المتحدة، في حين ينتظر أن تسمح دول أخرى؛ مثل سويسرا والنرويج وجنوب إفريقيا وإسرائيل وتايوان وروسيا ببيعها قريبًا. كما تستخدم الحبة مليونا امرأة سنويًا في الصين، إذ تنتج منذ خمس سنوات على الأقل بلا ترخيص.
• مجتمع شبه لقيط:
وهكذا تحول المجتمعُ الغربي إلى مجتمع شبه لقيط، ونشأ ما يمكن أن يطلق عليه الطفلُ الوحيد والأم الوحيدة، بلا أب ولا زوج ولا سقف عائلي، نتيجةَ العَلاقات المحرمة التي تفتِك به، وتقويض الأسرة البنية الاجتماعية الرئيسة للارتباط بين الذكر والأنثى، واحتضان الأبناء والاستمرار في الحياة.
وبطبيعة الحال، ليست فرنسا إلا نموذجاً واحداً للبلدان الغربية والأوربية الأخرى التي ربما لن تكون أحسن حالاً منها، بل إن فرنسا تبقى مع كل هذه الأرقام المهولة والمخيفة أحسن حالاً من البلدان الإسكندنافية مثل السويد وفنلندا والنرويج التي وصل التحرر الجنسي والإباحية فيها إلى ذروته، وأصبح سوقاً رائجة، أما الولايات المتحدة فإنها تبقى في طليعة هذا الانحطاط.
• تقنين الشذوذ:
¥