ولم تتوقف موجةُ الإباحية في المجتمع الغربي عند العلاقات المحرمة بين الرجل والمرأة، بل انتشر الشذوذُ هناك بكل صوره وأشكاله، ووصل الحد إلى تقنين هذا الشذوذ، وجعله تحت سمع وبصر القانون، فزواجُ الشواذ بدأ يأخذ طابعًا قانونيًا في عدد من الدول الغربية مثل هولندا التي أقر برلمانُها أخيرًا تشريعًا يسمح بزواج الشواذ، ويعترف بحقهم في كل ما يتصل بالزواج الحقيقي!
وقد شهدت العاصمةُ الهولندية "أمستردام" في المدة الأخيرة أولَ زواج رسمي بين الشواذ في العالم، وسط حضور وزراء الحكومة والمواطنين الهولنديين، بالإضافة إلى إذاعة الزواج على الهواء مباشرة. وكذلك تزويج ستة رجال من بعضهم، وكذا تزويج سيدة من أخرى، وذلك في أعقاب صدور قانون يبيح الزواج بين الأشخاص من الجنس نفسه في هولندا، وطبقًا لهذا القانون الجديد فإن الحكومة الهولندية تعطي للزواج الشاذ حقوق ومسئوليات الزواج التقليدي نفسها، وتتمثل في حق الحصول على المعونات الاجتماعية، والانخفاض الضريبي، وحق التبني، وضرورة التوجه للمحاكم من أجل التطليق.
ويتوقع المسئولون في أمستردام أن يرتفع عددُ زواجات الشواذ إلى ما يربو على 10 آلاف زواج بين الشواذ سنويًا، وهو ما يمثل 10 بالمئة من متوسط حالات الزواج الطبيعية!!.
وكانت هذه السلسلة من زواجات الشواذ قد بدأت في الدانمارك عام 1989 م، لتكون أول دولة تعترف بهذ النوع من الزواجات، كما سمحت النرويج والسويد للشواذ بتسجيل علاقاتهم تسجيلا رسميا، أما ألمانيا فقد أصدرت قانونًا جديدًا في شهر ديسمبر 2000م يسمح باعتراف نوعيّ بالزواج الشاذ، ولا يسمح بالتبني، ولا الحصول على الانخفاض الضريبي، كما يسمح بإتمام هذه الزواجات لغير المواطنين الألمان.
وفي كندا عدل البرلمان الكندي 68 قانونًا اتحاديًا ليمحو معظم الاختلافات القانونية بين الازواج الأسوياء والأزواج من الشواذ جنسيًا لكنه لم يسمح بتغيير تعريف الزواج. ومنحت الحكومةُ الكندية في فبراير من عام 2000 للشواذ جنسيًا المقيمين معًا الحقوق نفسها التي تعطيها للطبيعيين المقيمين معًا دون السماح بزواج رسمي.
وتسمح بريطانيا بالشذوذ الجنسي بشرط أن يكون بين رجلين على الأكثر، وأن تكون سنهما من 18 فما فوق، أما إذا صغرت السن أو زاد العدد فهنا تكون الجريمةُ، وهو ما يعترض عليه الشواذ الذين يمثلون قوة ضاغطة على الحكومة.
وتعد ولاية "فرمونت" الأمريكية هي أول ولاية أمريكية تعطي للشواذ جنسيًا حقَّ الإمضاء على قسيمة شبيهة بقسيمة الزواج، تعطيهم حقوق وواجبات الزواج التقليدي نفسها وذلك في أبريل الماضي.
وقد قام الاتحادُ الأوربي بإباحة الشذوذ الجماعي، فمنذ سنتين أقرت المحكمةُ الأوربية قوانين جديدةً لا تجرم الشذوذَ الجنسي ما دام برضا جميع الأطراف، وقد عد ذلك شواذُّ أوربا وبريطانيا على وجه الخصوص نصرًا كبيرا لهم.
وبدأ المجتمعُ الغربي -إلى جانب مباركة زواج الشواذ- بالبحث عن سبل تسهيل حياة هؤلاء الشواذ وإمكانية ولادتهم!، فقد تعرض عالم الكيمياء الحيوية البريطاني الدكتور "كالم مكلر" لفكرة إمكانية تخليق جنين من أبوين شاذين باستخدام تكنولوجيا الاستنساخ، وذلك من خلال تفريغ بويضة من نواتها واستبدالها بنواة الحيوان المنوي لأحد الأبوين، ثم القيام بتلقيح صناعي للبويضة بحيوان منوي من الأب الآخر، ويتم زرع البويضة الملقحة في رحم امرأة متبرعة حتى استكمال مدة الحمل. واستبعد الطبيبُ البريطاني إمكانية فعل ذلك بالتكنولوجيا الحالية، إلا أنه قال: إن التطور التكنولوجي السريع قد يستطيع أن يتغلب على مشكلة غياب النواة الأنثوية اللازمة لاستكمال خطوات حيوية ضرورية من أجل تكوين الجنين!.
• الانهيار العظيم للأخلاق:
¥