ـ[علي رضا]ــــــــ[22 - 01 - 03, 08:40 م]ـ
قالا في (ص113 - 115) عن رواية الأسود بن يزيد النخعي و خزيمة بن ثابت الأنصاري ما سأثبت نقله من ردي عليهما مما كنت كتبته في الصحف العالمية (جريدة: المسلمون) والمحلية (جريدة: المدينة والبلاد) < >؟
ظهر للمدعو حسن بن فرحان المالكي بعض المقالات المتتابعة في جريدة الرياض بعنوان ((كيف يضحك علينا هؤلاء))؟
وقد عجبت من قوله في (ص258) من كتابه ((بيعة علي)) رضي الله عنه: ((والعجب فيمن يعذر معاوية في الخروج على علي رضي الله عنهما، ولا يعذر عبد الرحمن بن عديس البلوي في الخروج على عثمان رضي الله عنهما مع أن عبد الرحمن بن عديس أفضل من معاوية (!) فهو من أصحاب بيعة الرضوان الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة (!)
أما معاوية فلم يكن أسلم يومئذ، ولا عمرو بن العاص، ولا كل أهل الشام الذين حاربوا علياً بصفين (!!!)
فابن عديس خير منهم جميعاً (!) ومع هذا تجد المؤرخين يتهمون ابن عديس - تبعاً لسيف بن عمر - بأنه من السبئية، سبحان الله؟ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سبئية؟! أصحاب بيعة الرضوان سبئية؟!))
وأقول للكتاب: مهلاً؛ لقد تعجلت، وأنت الذي زعمت أنك تريد نقد الدراسات التاريخية على ضوء الروايات الصحيحة؟! فهل فعلت ذلك في شأن عبد الرحمن بن عديس البلوي حتى تجزم بأنه من أصحاب بيعة الرضوان؟! أنا لاشك أنك قد اطلعت على ترجمة البلوي في ((الإصابة))، وغيرها من كتب التراجم، فهل فاتك دراسة ذلك الإسناد الذي يدور عليه القول بأن البلوي هذا من أصحاب بيعة الرضوان؟! إن كان جوابك بالنفي، فأنا أجزم لك بأن الإسناد ضعيف لا تقوم به حجة فيما ادعيته بشأن عبد الرحمن بن عديس البلوي، و إليك البيان:
أخرج البغوي من رواية عثمان بن صالح، عن ابن لهيعة، عن عياش بن عباس، عن أبي الحصين بن أبي الحصين الحجري، عن ابن عديس مرفوعاً:
(يخرج ناس يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية؛ يقتلون بجبل لبنان والخليل).
فلما كانت الفتنة كان ابن عديس ممن أخذه معاوية في الرهن، فسجنه بفلسطين، فهربوا من السجن، فأدرك فارس ابن عديس فأراد قتله، فقال له ابن عديس: ويحك! اتق الله في دمي؛ فإني من أصحاب الشجرة.
قال: الشجر بالجبل كثير (!) فقتله).
فلو صح هذا الحديث لم يكن فيه منقبة لابن عديس؛ بل العكس؛ فإنه كان فيمن قتل هناك!!
إلا أن الحديث لا يصح؛ فإن إسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة؛ فإبه كان قد اختلط وساء حفظه؛ وليست الرواية عنه – هاهنا - من طريق أحد العبادلة الذين سمعوا منه قبل احتراق كتبه. وانظر (تهذيب التهذيب) 2/ 411 – 414).مؤسسة الرسالة.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الإسناد مضطرب كما هو ظاهر من الطرق التي ساقها الحافظ ابن حجر عن الحديث من (الإصابة) 2/ 411، رقم الترجمة 5163!!
وعليه فمن استدل بهذا الحديث على أن ابن عديس من أصحاب الشجرة فقد أخطأ!
وكذلك فإن الجزم بصحبته فيه نظر؛ لعدم ثبوت ذلك بإسناد صحيح!
ولعله من تساهل الذهبي قوله عن ابن عديس هذا: له صحبة وزلة. (توضيح المشتبه) 6/ 199 - 200.
وأقول: كيف لو وقف حسن فرحان المالكي على عكس ما ادعاه في البلوي هذا؟
روى ابن شبة في ((أخبار المدينة)) 4/ 10 أثراً جيد الإسناد، فيه زَلَّةٌ وقعت لابن عيس هذا فقال: حثنا إبراهيم ابن المنذر، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: حدثني ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافري، أنه سمع أبا ثور الفهمي – في الأصل: ((التميمي)) وهو تحريف – قال: قدمت على عثمان بن عفان رضي الله عنه، فبينما أنا عنده خرجت، فإذا أنا بوفد أهل مصر قد رجعوا، خمسين عليهم ابن عديس، قال: وكيف رأيتهم؟ قلت: رأيت قوماً في وجوههم الشر. قال: فطلع ابن عديس منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فخطب الناس وصلى لأهل المدينة الجمعة، وقال في خطبته: ((ألا إن ابن مسعود حدثني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن عثمان بن عفان كذا وكذا، تكلم بكلمة أكره ذكرها، فدخلت على عثمان رضي الله عنه، وهو، محصور، فحدثته أن ابن عديس صلى بهم، فسألني ماذا قال لهم؟ فأخبرته، فقال: كذب والله ابن عديس، ما سمعها من ابن
¥